تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية ومستوطِنون يحرقون سيارات فلسطينية

شهدت شمال الضفة الغربية تصعيدًا ملحوظًا في اعتداءات إسرائيل، حيث استمر الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في استهداف الفلسطينيين وممتلكاتهم في قرى وبلدات محافظة سلفيت، بالإضافة إلى تجريف الأراضي في بروقين وكفر الديك، كما قام مستوطنون متطرفون بإحراق 15 مركبة فلسطينية في نابلس وسلفيت، في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي عدوانه على طولكرم ومخيماتها، مع استمرار عمليات هدم المنازل.
وتعاني سلفيت منذ عدة أيام من تصعيد خطير من القوات الإسرائيلية والمستوطنين، حيث تم إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية، وتجريف الأراضي، واقتحام البلدات، واستهداف الأهالي وممتلكاتهم، في إطار سياسة عقاب جماعي تهدف إلى تهجير السكان وتوسيع الاستيطان في المنطقة. وقد أفاد شهود عيان بأن مستوطنين أحرقوا 14 مركبة فلسطينية بالقرب من المنطقة الصناعية القريبة من بلدة بروقين غرب سلفيت، كما تعرض حارس بئر مياه تابع لبلدية نابلس لهجوم من مستوطنين الذين أحرقوا مركبته، وفقًا لشهود عيان. ومنذ مساء الأربعاء، يفرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على بروقين ويجري عمليات تفتيش وتحقيق تتخللها اعتداءات على الأهالي وتخريب ممتلكاتهم، بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل إسرائيلية وإصابة زوجها.
وفي سياق متصل، أكد رئيس بلدية بروقين، فائد صبرة، أن مستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي ينفذون مجزرة جديدة بحق أراضي بلدة بروقين، حيث تعمل جرافات وآليات حفر ضخمة على تدمير الأراضي الفلسطينية لبلدتي بروقين وكفر الديك منذ فجر الخميس، مما يثير مخاوف السكان من ارتكاب مجازر جديدة في البلدة من قبل المستوطنين. وأوضح صبرة أن هذه الأراضي تعود ملكيتها للفلسطينيين، وتقع على بعد أمتار قليلة من منازل المواطنين، مشيرًا إلى أن كل ذلك يحدث بحماية الجيش الإسرائيلي الذي ينفذ عملية عسكرية في البلدتين منذ مساء الأربعاء.
وعلى صعيد آخر، تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ110 على التوالي، بينما يستمر العدوان على مخيم نور شمس لليوم الـ97، وسط تصعيد ميداني وهدم للمنازل وتضييق الإجراءات. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن جرافات إسرائيلية هدمت المزيد من المباني السكنية في مخيم نور شمس، حيث تمركزت في محيط مسجد أبو بكر الصديق. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي هدم خلال الأسبوع الماضي 20 مبنى بما تحتويه من شقق سكنية، بالإضافة إلى نسف منازل أخرى، حيث وقعت عمليات الهدم في عدة أحياء بالمخيم. كما شددت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها على مدينة طولكرم، حيث أقامت حاجزًا عسكريًا عند مدخلها الجنوبي وأوقفت المركبات لفترات طويلة، مما تسبب في أزمة مرورية واكتظاظ شديد. وواصلت القوات الإسرائيلية حصارها الخانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مما منع السكان من العودة إلى منازلهم التي هُجِّروا منها، ما حول المخيمين إلى ثكنات عسكرية خالية من مظاهر الحياة.