
مرت الفترة الماضية بحالة من الارتباك على مستوى العالم، بدءًا من عام 2020 وجائحة “كورونا”، حيث كانت هذه الفترة من بين الأصعب في صناعة السيارات، إذ لم يستطع القطاع استئناف أعماله بنفس مستوى الإنتاج المعتاد، وبعدها ظهرت أزمة جديدة تتمثل في نقص الرقائق الإلكترونية، مما دفع مصنعي السيارات إلى إعادة ترتيب أولوياتهم لتجاوز هذه التحديات.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن كلًا من “مرسيدس-بنز” و”بي إم دبليو” تستفيدان من هذه الأزمات، حيث تدركان أن العملاء قد يضطرون لانتظار فترة أطول قبل أن يتمكنوا من اقتناء أحدث السيارات الألمانية الفاخرة، فضلاً عن استعدادهم لإنفاق مبالغ كبيرة لذلك.
مواضيع مشابهة: شركات البورصة توزع 10 مليارات جنيه أرباحا نقدية يوميا بمعدل مليار جنيه في مايو
وقد وُجّهت انتقادات سابقة لكل من مرسيدس-بنز وبي إم دبليو بسبب تركيزهما على إنتاج السيارات بكميات أقل من المعتاد، بالإضافة إلى إنتاج السيارات الصغيرة فقط بكميات كبيرة، بينما تأتي الأرباح عادةً من الطرازات الفاخرة، خاصةً تلك التي تُصنع وفقًا لطلبات المستهلكين، ورغم أن جميع الماركات الأخرى شهدت تخفيضات في أسعار طرازاتها، إلا أن مرسيدس-بنز وبي إم دبليو تمسكت بأسعارها دون تغيير.
وفي حديثه مع Financial Times، صرح رئيس قسم الشؤون المالية لدى دايملر، هارالد ويلهيلم، أنه سيتم تقليل الإنتاج مع التركيز على الطرازات الفاخرة، وهو ما أكده أيضًا رئيس الشؤون المالية لدى بي إم دبليو في تصريح مماثل، علمًا أن فيراري تتبع استراتيجية مشابهة منذ فترة.
قد يعتقد البعض أن هذا الأمر ليس بالأخلاقي، لكن يجب النظر إلى الجانب الآخر، حيث إن زبائن كلا العلامتين مستعدون لإنفاق ما يلزم من المال لاقتناء مرسيدس-بنز أو بي إم دبليو، وبالتالي فإن تقليل نسبة الخصم على الطرازات بمقدار 1% من شأنه أن يسهم في تحقيق هامش ربح قدره 20 مليون دولار في قطاع صناعة السيارات.
ممكن يعجبك: سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق السوداء اليوم الاثنين 10 مارس 2025 والبنوك
تجدر الإشارة إلى أن أزمة نقص الرقائق قد انتهت نسبيًا مؤخرًا، إلا أن الأزمات المتكررة للطاقة في أوروبا من 2024 حتى 2025، بالإضافة إلى التضخم العالمي وزيادة أسعار المكونات والشحن، قد تشكل سببًا رئيسيًا في نقص أعداد السيارات المنتجة من قبل الشركات الأم، مما يؤدي إلى وجود طلب كبير على هذه السيارات، ومن هنا لن تقوم الشركتان بإجراء أي تخفيضات.
تعليقات