
في صباح يوم 18 مايو عام 1965، تجمع آلاف السوريين في ساحة المرجة وسط دمشق ليشهدوا إعدام رجل اتقن فنون التسلل والتلاعب، حيث كان إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي، قد وصل إلى أعلى مستويات التأثير داخل الدوائر السياسية والعسكرية في سوريا، وانتهت رحلته الجاسوسية أمام عدسات الكاميرات، ليبقى هذا المشهد عالقًا في ذاكرة الشرق الأوسط.
من نفس التصنيف: إلهام شاهين تحتفل بعيد ميلاد هالة صدقي وتسترجع ذكريات شبابهما مع عشر صور مميزة
الوجه المزيف: “كامل أمين ثابت”
دخل إيلي كوهين، اليهودي المصري الأصل، عالم التجسس في أواخر الخمسينيات، حيث تم تجنيده من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، وبعد تدريبات مكثفة، تم زرعه في الأرجنتين متبنيًا هوية رجل أعمال سوري يدعى “كامل أمين ثابت”، لينتقل لاحقًا إلى دمشق عام 1962.
استطاع كوهين بفضل دهائه وخبراته أن يتقرب من كبار الضباط والمسؤولين السوريين، ليصبح صديقًا شخصيًا لعدد من قادة الجيش وحتى وزراء، واستخدم هذه العلاقات لنقل معلومات بالغة الخطورة إلى إسرائيل، والتي ساهمت في رسم خريطة التحركات الإسرائيلية خلال حرب 1967.
سقوط الجاسوس: اللحظة الفاصلة
على الرغم من حذره، فإن كثافة اتصالات كوهين اللاسلكية أثارت شكوك الاستخبارات السورية، وبعد عملية تتبع دقيقة باستخدام أجهزة متطورة روسية، تم اعتقاله في يناير 1965، بينما كان يبث رسالة إلى الموساد.
خضع كوهين لتحقيقات مكثفة، وتمت محاكمته بشكل علني، وهو ما أرادت الحكومة السورية أن يكون رسالة ردع ضد أي محاولة لاختراق البلاد أمنيًا.
الإعدام
رفضت سوريا كل الوساطات الدولية لإنقاذ كوهين، بما في ذلك نداءات من بابا الفاتيكان وحكومات أوروبية، وفي صباح 18 مايو، تم تنفيذ حكم الإعدام شنقًا في الساحة العامة، وجسده ما زال حتى اليوم مدفونًا في مكان غير معلوم، رغم مطالب إسرائيل المتكررة بإعادته.
مواضيع مشابهة: من هو أحمد زعتر الذي تصدر التريند بعد زواجه من أمينة خليل؟ اكتشف التفاصيل!
التحليل والدلالات:
قضية إيلي كوهين كانت من أبرز عمليات التجسس في القرن العشرين، ليس فقط بسبب حجم المعلومات التي نقلها، ولكن لأنها كشفت مدى هشاشة الأمن السوري في تلك الفترة، كما سلطت الضوء على دور الموساد في تنفيذ عمليات نوعية خارج الحدود، واستخدام الهويات المزورة والعلاقات الاجتماعية كأداة اختراق.
تعليقات