فوز الفائزين بجوائز أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025 من خلال تعاون متميز بين قطاع المتاحف

فوز الفائزين بجوائز أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025 من خلال تعاون متميز بين قطاع المتاحف

في أجواء مليئة بالإبداع والتفاعل الثقافي، نظمت المصرية فعالية موسعة احتفالًا بيوم المتاحف العالمي، الذي يُقام هذا العام تحت شعار: “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير”، بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة

شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من خبراء الآثار والمتخصصين في الشأن الثقافي، إلى جانب ممثلي الهيئات الدولية، مما أبرز التزام مصر المتواصل بتعزيز دور المتاحف كمراكز ديناميكية للتعلم والحوار والتنمية المستدامة.

وأكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن الاحتفال بيوم المتاحف العالمي يعكس التزام الوزارة بدعم دور المتاحف كمؤسسات حيوية في تشكيل وعي المجتمعات وتعزيز الهوية الثقافية والتواصل الحضاري مع العالم.

وأضاف أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لحفظ وعرض القطع الأثرية، بل أصبحت منصات للتعلم والإبداع والحوار المجتمعي، وهو ما نسعى لتعزيزه من خلال تطوير البنية التحتية المتحفية وتمكين الكوادر العاملة وتشجيع المبادرات التي تربط المتحف بالمجتمع، وخاصة فئة الشباب، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم من تكريم وتنوع في الأنشطة يؤكد أن المتاحف المصرية تسير بخطى واثقة نحو المستقبل كرافعة للثقافة ومحفز للتنمية المستدامة.

وأعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا أن علم المصريات يجب أن يكون في المقام الأول للمصريين، وأن هناك جهودًا حثيثة لتأهيل كوادر وطنية في جميع مجالات العمل الأثري، مما يبشر بمستقبل واعد لمصر في مجالات المتاحف والحفائر والاكتشافات.

كما شدد على أن المجلس الأعلى للآثار يولي اهتمامًا بالغًا بتدريب العاملين به من الأثريين والمرممين والإداريين وغيرهم، ورفع كفاءة مهاراتهم العلمية والفنية، مثمناً ما يبذلونه من جهد للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري العظيم.

ومن جانبه، أعرب الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، عن فخره باستضافة هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن المتاحف اليوم تجاوزت دورها التقليدي في عرض القطع الأثرية لتصبح مؤسسات تفاعلية تواكب التحولات المجتمعية والتكنولوجية وتخدم قضايا العصر.

وأضاف أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض الآثار، بل هي مؤسسات ديناميكية تساهم في التثقيف والتواصل الحضاري، وتواكب التغيرات المجتمعية والتكنولوجية، مؤكدًا على حرص المتحف القومي للحضارة المصرية على تبني أحدث تقنيات العرض والتفاعل المجتمعي، لافتًا إلى أن هذه الفعالية تُعد فرصة لتبادل الخبرات واستعراض نماذج ناجحة محليًا ودوليًا، وأن التكريم الذي ناله المتحف خلال الفعالية هو تقدير مستحق لجهود فريق عمل المتحف ودافع لمواصلة التميز والابتكار في خدمة التراث الإنساني.

وعلى هامش الفعالية، تم الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025، والتي تأتي في إطار دعم التميز والابتكار في العمل المتحفي، بالتعاون بين قطاع المتاحف واللجنة الوطنية المصرية للمتاحف (ICOM).

وحصل المتحف القومي للحضارة المصرية على درع التميّز في فئة المشاركة المجتمعية والشمول المتحفي عن مشروع “طبلية مصر”، الذي يُعد من أبرز المبادرات لصون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز ارتباط المتحف بالمجتمع المحلي.

وحصد المركز الأول في أفضل الممارسات المتحفية كل من المتحف المصري بالتحرير عن فئة العرض المتحفي والتكنولوجيا، ومتحف الفن الإسلامي عن فئة ترميم وصيانة المجموعات، ومتحف الإسكندرية القومي عن فئة الاستدامة والتغير المناخي، ومركز محمود سعيد للمتاحف عن فئة الأنشطة التعليمية.

أما المركز الثاني، فقد فاز به كل من متحف شرم الشيخ في مجال الاستدامة والتغير المناخي، ومتحف الأقصر في مجال العرض المتحفي والتكنولوجيا، ومتحف قصر الأمير محمد علي في مجال الترميم، ومتحف كفر الشيخ في مجال الأنشطة التعليمية، والمتحف الآتوني بالمنيا في مجال المشاركة المجتمعية.

كما تم على هامش الاحتفالية افتتاح معرض مؤقت بعنوان “أيادي تصنع الخلود”، يستمر لمدة أسبوعين، ويُسلط الضوء على الجهود الحثيثة التي يبذلها المرممون المصريون في صون التراث الحضاري.

وأوضحت الدكتورة نشوى جابر، نائب الرئيس التنفيذي للمتحف للشؤون الأثرية، أن المعرض يضم قطعًا نادرة تُعرض لأول مرة، تجسّد دقة الحرفة المصرية القديمة، وتبرز الدور الجوهري للمرممين في إعادة إحياء الكنوز الأثرية وصونها للأجيال القادمة.

كما تضمنت الفعالية جلسات علمية ثرية، ناقشت “توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” و“المتحف كمؤسسة تعليمية تمكّن المجتمعات”، بالإضافة إلى مائدة مستديرة بعنوان: “المتاحف في أوقات النزاعات والتحديات وحالات الطوارئ”، والتي ناقشت جهود حماية التراث في ظل الظروف الاستثنائية، واستعرضت أدوار اليونسكو وشركائها في هذا المجال

وفي كلمته، أكد مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، أن المتاحف المصرية تشهد تطورًا ملحوظًا في دورها المجتمعي والتعليمي، مشيرًا إلى حرص القطاع على تنفيذ معارض وبرامج تفاعلية تناقش قضايا راهنة وتعزز المشاركة المجتمعية.

كما أكد الدكتور أسامة عبد الوراث، رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف، على أهمية هذا اليوم في تجديد الالتزام بتقديم تجارب متحفية نوعية وتعزيز علاقة المتاحف بالمجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي للمتاحف انطلق لأول مرة عام 1951، وتحول إلى مناسبة رسمية سنوية منذ عام 1977.

قد يهمك أيضاً :-