قائد الظل في ذاكرة كيم.. زعيم كوريا الشمالية يكرم «عرّاب انتقال السلطة» بزيارة الضريح

مرتديًا ثوب الحداد وبيده باقة من الزهور، قام زعيم كوريا الشمالية بزيارة قبر هيون تشول-هيه، الذي يُعرف بدوره البارز في إعداد زعيم البلاد للقيادة، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاته، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، اليوم الاثنين.

شخصية محورية في بناء القيادة العسكرية

هيون الذي توفي في 19 مايو 2022 عن عمر ناهز 87 عامًا، كان من أبرز الشخصيات في البلاد، حيث لعب دورًا مفصليًا في تثبيت سلطة كيم جونج وتعزيز سيطرته على الجيش، كما أسهم بشكل فعّال في إعداد ابن الزعيم السابق لتسلّم الحكم، بحسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.

شوف كمان: كيف أنهى العمال الكردستاني حقبة الصراع مع تركيا بعد حل نفسه

وفي تأكيد على أهمية الرجل، ترأس كيم جنازته الرسمية، كما واظب على زيارة قبره سنويًا في الذكرى الأولى والثانية لرحيله.

في مايو 2023، أثارت صورة نشرتها صحيفة «رودونج سن مون» الرسمية اهتمام المراقبين، حيث ظهر كيم راكعًا أمام قبر هيون، في مشهد نادر يعكس مكانة الراحل الاستثنائية، وأشار موقع «نورث كوريا نيوز» إلى أن كوريا الشمالية نظّمت احتفالاً ضخمًا لتخليد ذكرى هيون في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، مشددة على أنه كان حارسًا وفيًا لعائلة كيم لعقود طويلة، وأشرف على انتقال السلطة إلى كيم جونج أون.

ممكن يعجبك: أمير قطر: إسرائيل لم تتقيد ببنود وقف إطلاق النار في غزة

الثناء المتكرر على «هيون» لا يرتبط فقط بولائه للزعيم الحالي، بل يعكس أيضًا سياسة كيم الرامية إلى تكريم الرموز العسكرية والتاريخية، واعتبار ذلك عنصرًا محوريًا في ترسيخ شرعيته وتعزيز ولاء النخبة العسكرية والحزبية من خلال رموز الذاكرة الوطنية.

ولد هيون تشول-هيه عام 1934، وانضم في سن مبكرة إلى وحدة الحراسة الشخصية للرئيس المؤسس كيم إيل سونج خلال فترة الحرب الكورية، ومنذ تلك المرحلة، توطدت علاقته بابن الرئيس، كيم جونج أون، ليصبح لاحقًا أحد المقربين إليه.

صعد هيون تدريجيًا في المناصب، وأصبح بحلول وفاة كيم إيل سونج عام 1994 عضوًا في اللجنة المركزية، وتقلد رتبة كولونيل جنرال.

استمرار النفوذ في عهد كيم جونج أون

تحت قيادة كيم جونج أون، واصل هيون تسلق سلم القيادة العسكرية، ونال رتبة جنرال في عام 1995، ورغم انشقاق ابن أخيه هيون سونج إيل لاحقًا، لم تتأثر مكانته داخل النظام، بل واصل أداء أدواره المركزية، فكان له دور رئيسي في ضمان انتقال سلس للسلطة إلى كيم جونج أون، حيث عُيّن لاحقًا نائبًا للمشير، ثم حصل على رتبة «مشير» خلال فترة لا تتجاوز 4 سنوات، وهي أعلى رتبة عسكرية في البلاد بعد الزعيم نفسه.

بعد وفاته، أقيمت لهيون تشول-هيه جنازة رسمية ضخمة في العاصمة بيونج يانج، على الرغم من القيود المرتبطة بجائحة كورونا آنذاك، كما بثّ التلفزيون الحكومي فيلمًا وثائقيًا عن علاقته الخاصة بكيم، وظهر فيه الزعيم إلى جانب هيون في لحظاته الأخيرة، في مشهد يؤكد عمق العلاقة التي جمعت بين الرجلين، ومكانة هيون كرمز دائم في ذاكرة القيادة الكورية الشمالية.