لوس أنجلوس في حالة تأهب وترامب يلوح بإرسال المارينز.. ما هي التطورات الجارية في أمريكا؟

تشهد مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا موجة احتجاجات متزايدة منذ يوم الجمعة الماضي، على خلفية حملة اعتقالات قامت بها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، والتي أسفرت عن احتجاز ما لا يقل عن 44 مهاجراً بتهم تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة.

وقد قوبلت هذه العمليات باستنكار شعبي واسع، حيث اندلعت تظاهرات حاشدة تحولت سريعاً إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون.

اقرأ كمان: الحديد الجزائري في مرمى واشنطن.. تحقيق أمريكي قد يؤدي لرسوم مرتفعة

تصعيد رئاسي.

رداً على الاحتجاجات، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في مقاطعة لوس أنجلوس، كما منح وزير الدفاع بيت هيغسيث صلاحيات استثنائية لتوظيف أي عدد من القوات المسلحة لحماية الممتلكات الفيدرالية.

متابعو الموقع يشاهدون:

وهددت الإدارة بإرسال 500 عنصر من قوات مشاة البحرية (المارينز) إلى المدينة في حال تدهور الأوضاع، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعاً، مع معارضة حكومة ولاية كاليفورنيا لها.

وفي هذا السياق، وصف ترامب المتظاهرين في سلسلة منشورات على منصته بأنهم “متمردون مأجورون”.

كما اتهمهم بإثارة الفوضى والعنف، مطالباً حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم بالاعتذار لسكان لوس أنجلوس عمّا وصفه بـ”أعمال شغب مسعورة”.

وأصدر ترامب كذلك قراراً بمنع استخدام الأقنعة في الأماكن العامة لغير الموظفين الفيدراليين، في محاولة للحد من التخفي خلال الاحتجاجات.

ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب الحرس الوطني في فترته الرئاسية الثانية، فيما سبق أن استخدمه في فترته الرئاسية الأولى (2017 – 2021) أكثر من مرة.

رد حاكم كاليفورنيا

ومن جانبه، رد نيوسوم بحدة، مؤكداً أن نشر القوات الفيدرالية “انتهاك لسيادة الولاية” ومحاولة متعمدة لتأجيج الأوضاع، وقال في مقابلة تلفزيونية: “تعال واعتقلني إن استطعت… ترامب كاذب ويعمل لمصلحته فقط”

وكتب نيوسوم، في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”: “هذه الخطوة تهدف إلى إثارة الفوضى لتبرير إجراءات قمعية إضافية ونشر الخوف وإحكام السيطرة”

وطالب نيوسوم مواطني كاليفورنيا بالحفاظ على الهدوء والامتناع عن اللجوء للعنف، مشدداً على ضرورة التمسك بالسلمية للتعامل مع الموقف الراهن.

كما طالبت بلدية لوس أنجلوس، بقيادة كارين باس، بسحب القوات فوراً، واصفة وجودها بأنه “تصعيد فوضوي”.

ومن جهته، أثار رجل الأعمال إيلون ماسك الجدل بتفاعله مع الموقف عبر منصة “إكس”، حيث أعاد نشر تغريدات لترامب، وانتقد المتظاهرين بنشر صور تظهر حرق سيارات ورفع أعلام غير أميركية، وأرفقها بتعليق: “اجعلوا كاليفورنيا أميركية مرة أخرى”

من نفس التصنيف: الولايات المتحدة تعلن حالة التأهب القصوى في قاعدتها البحرية بالبحرين

وأدانت عدد من الشخصيات السياسية البارزة قرارات ترامب، من بينهم نائبة حاكم كاليفورنيا كونا لاكيس التي ألقت اللوم على الرئيس في تصعيد العنف، مطالبة المتظاهرين بالحفاظ على سلمية الاحتجاجات.

كما علقت كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابقة والمرشحة الرئاسية، بالقول: “نشر الحرس الوطني تصعيد خطير يهدف إلى إثارة الفوضى ونشر الرعب”، مؤكدة أن مداهمات الهجرة جزء من أجندة تهدف لتقسيم المجتمع الأميركي

اشتباكات عنيفة

مع وصول الحرس الوطني إلى المدينة، اندلعت اشتباكات عنيفة، خاصة في وسط لوس أنجلوس الذي أعلنته الشرطة “منطقة تجمع غير قانوني”، بعد أن حاول متظاهرون اقتحام مبانٍ اتحادية وهاجموا سيارات الشرطة، وفق بيان لوزارة الأمن الداخلي.

وقد تم استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت لتفريق الحشود، واعتقال العشرات في مواجهات استمرت ثلاثة أيام متتالية.

وفي سان فرانسيسكو، المدينة الكبرى الأخرى في الولاية، أعلنت الشرطة توقيف نحو 60 شخصاً في احتجاجات مماثلة.

وذكرت الشرطة المحلية على منصة “إكس” أن الوضع تفاقم خلال تظاهرة عندما “أصبح العديد من المشاركين فيها عنيفين” وهاجموا مبانيَ وسيارة شرطة.

ما هي قوات “المارينز”؟

قوات مشاة البحرية الأمريكية هي أحد الفروع الأربعة للقوات المسلحة الأمريكية، وتخضع جزئياً لقوات البحرية خاصةً في الأمور غير القتالية.

وتأسست قوات “المارينز” في العاشر من نوفمبر عام 1775، عندما أمر الكونغرس القاري في أميركا برفع كتيبتين من مشاة البحرية للخدمة كقوات إنزال مع الأسطول.

ويقع مركز قيادتها في أرلينغتون بولاية فيرجينيا وتضم مكاتب القيادة والتحكم.

وشارك مشاة البحرية الأميركية في جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية، وكانوا في معظم الحالات في مقدمة جبهات القتال أو من بين الأوائل الذين خاضوا القتال.

ونفذ “المارينز” أكثر من 300 عملية إنزال على الشواطئ الأجنبية وشاركوا في كل العمليات البحرية الأميركية الكبرى منذ عام 1775، وكذلك العمليات البحرية خلال حرب عام 1812.

كما شارك سلاح مشاة البحرية الأمريكية في ساحات القتال في الحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب الفيتنام التي تعد من أطول الحروب في تاريخه التي تكبدت القوات خلالها تكلفة عالية، حيث قتل أكثر من 13 ألفاً من المشاة وأصيب أكثر من 88 ألفاً آخرين.