موسم حج 2025 في حرارة الصيف.. اكتشف كيف يؤثر التغير المناخي على مناسك الحج

موسم حج 2025 في حرارة الصيف.. اكتشف كيف يؤثر التغير المناخي على مناسك الحج

يعتبر هذا العام هو الأخير الذي سيشهد حرارة الصيف، حيث تم الإعلان عن آخر موسم حج يقع خلال فصل الصيف قبل أن يعود مرة أخرى بعد نحو 25 عامًا.

موسم الحج 2025

وفقًا لتقارير الأرصاد السعودية، يعود السبب إلى طبيعة التقويم القمري الذي يقل عن السنة الميلادية بحوالي 11 يومًا، مما يؤدي إلى تحرك مواعيد مناسك الحج سنويًا عبر الفصول الأربعة، وانتهت الدورة الصيفية لموسم الحج في عام 1444 هجريًا، ليبدأ موسم الحج في فصل الربيع من العام 1445، ويستمر ذلك لمدة 9 سنوات حتى عام 1453 هجريًا.

ارتفاع درجات الحرارة في موسم الحج 2025

شهد موسم الحج هذا العام ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة، حيث سجلت المشاعر المقدسة في يوم الأحد، ثاني أيام التشريق، درجات حرارة مرتفعة بلغت ذروتها في مشعر عرفات عند 46 درجة مئوية، وذلك بسبب اقتراب فصل الربيع من نهايته، مما جعل أجواء الحج تميل نحو الصيف أكثر، وسجلت كل من منى ومزدلفة ومكة المكرمة 45 درجة، بينما بلغت في المدينة المنورة 44 درجة مئوية، وفقًا لما أعلنه المركز الوطني للأرصاد السعودية.

الأرصاد السعودية تعلن نهاية مواسم الحج الحارة ابتداءً من العام المقبل

أكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد بالسعودية، حسين بن محمد القحطاني، أن موسم حج هذا العام يُعد الأخير الذي يتزامن مع فصل الصيف، وبحسب الأرصاد، لن يعود الحج إلى الصيف إلا بعد نحو 25 عامًا، موضحًا أن المواسم الثمانية المقبلة ستقع في قلب فصل الربيع، تليها ثمانية مواسم في الشتاء، ثم تتجه نحو الخريف.

وأوضح القحطاني أن هذا التغير يأتي نتيجة الدورة الزمنية للتقويم القمري، مشيرًا إلى أن ذلك يعزز فرص أداء المناسك في أجواء أكثر اعتدالاً خلال السنوات المقبلة.

الحج يعود لفصول الشتاء والربيع والخريف حتى عام 2050

بعد موسم حج 2025، سيتقدم توقيت الحج تدريجيًا نحو فصلي الربيع والشتاء، ليكون أداؤه في أجواء مناخية أكثر اعتدالًا خلال السنوات المقبلة، ويستمر على هذا النحو حتى يعود إلى فصل الصيف من جديد بعد عام 2050.

يتيح التغير الدوري في توقيت موسم الحج الفرصة للمسلمين حول العالم لأداء الفريضة في ظروف مناخية متنوعة، كما يساعد في تخفيف التحديات الصحية والتنظيمية المرتبطة بالحج في الأجواء الحارة.

ما علاقة الدورة القمرية بتغيير موعد الحج عبر العقود؟

يرتبط موعد الحج بالتقويم الهجري القمري، وهو تقويم يعتمد على دورة القمر حول الأرض، السنة الهجرية تتكون من 12 شهرًا قمريًا، وطولها يبلغ نحو 354 يومًا، أي أنها أقصر من السنة الميلادية الشمسية بحوالي 11 يومًا، مما يجعل موعد الحج يتقدم 11 يومًا كل سنة ميلادية، وهذا التقدم يجعل موسم الحج يتنقل تدريجيًا عبر الفصول الأربعة، وبالتالي، فإن الحج الذي يُقام في الصيف في سنة معينة، سيقع بعد سنوات في الربيع، ثم الشتاء، وتستغرق الدورة الكاملة للحج للعودة إلى نفس الفصل الذي بدأ فيه نحو 33 سنة هجرية أو ما يعادل 32-33 سنة ميلادية، وبما أن السنة القمرية أقصر من الشمسية، فإن مواعيد الحج تتحرك عبر المواسم على مدى العقود، ولا تبقى ثابتة كما هو الحال في المناسبات الميلادية.

اعتدال الطقس سيغير شكل موسم الحج بالكامل

مع تقدم موعد الحج سنويًا بسبب اعتماد التقويم الهجري القمري، سيدخل موسم الحج خلال السنوات المقبلة في فصلي الربيع والشتاء، مما يعني أداء المناسك في ظروف مناخية أكثر اعتدالًا مقارنة بسنوات الصيف الحارة، وسيكون لهذا التغير تأثيرات مباشرة على شكل موسم الحج:

  • انخفاض درجات الحرارة يعني تقليل المخاطر المرتبطة بضربات الشمس والإجهاد الحراري
  • تحسين تجربة الحجاج، خاصة كبار السن والمرضى، الذين كانوا يعانون أثناء أداء المناسك في الحر الشديد
  • مرونة أكبر في التنقل بين المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) دون الحاجة إلى إجراءات تبريد مكثفة
  • تخفيف الضغط على البنية التحتية الصحية والخدمية نتيجة تراجع الحالات المرتبطة بالإرهاق الحراري
  • فرصة لتوسيع أوقات بعض المناسك كالوقوف بعرفة، الذي سيكون أكثر راحة في الطقس المعتدل

ومع تراجع الطقس الحار حتى عام 2050، يتوقع أن يشهد الحج نقلة نوعية في تنظيمه، وراحة الحجاج، والخدمات المقدمة لهم، مما يسهم في تحسين جودة الأداء وزيادة الاستيعاب.

قد يهمك أيضاً :-