هجوم مفاجئ على المغرب يكشف معلومات حساسة ومثيرة للجدل

هجوم مفاجئ على المغرب يكشف معلومات حساسة ومثيرة للجدل

أعلنت مجموعة “جبروت” المعروفة بانتمائها المفترض إلى الجزائر عن تنفيذ هجوم إلكتروني واسع النطاق استهدف قواعد بيانات وزارة العدل المغربية، لتكون هذه العملية الثالثة من نوعها خلال أقل من شهرين.

وفقًا لما نشرته المجموعة عبر قناتها على تطبيق “تلغرام”، فقد تمكنت من السيطرة الكاملة على النظام المعلوماتي للقطاع القضائي المغربي، حيث حصلت على بيانات حساسة تتعلق بـ 5,000 قاضٍ و35,000 موظف تابع للوزارة، بما في ذلك معلومات حول رواتبهم، أرقام بطاقاتهم الوطنية، عناوين بريدهم الإلكتروني وأرقام هواتفهم.

بيانات حساسة منشورة وذعر في الأوساط القضائية

وأرفقت مجموعة “جبروت” إعلانها بنشر وثائق مسربة، من بينها ملف Excel يحتوي على بيانات شخصية لقضاة مغاربة، بالإضافة إلى صورة توضح شهادة راتب أحدهم، وهو ما وُصف بأنه خطوة خطيرة ومحرجة للسلطات المغربية.

وفي أعقاب هذا الاختراق، اضطرت وزارة العدل المغربية إلى إصدار بيان تعترف فيه بالهجوم، معلنة تأجيل مسابقة توظيف وطنية كانت مبرمجة في الأيام المقبلة، مما يعكس حجم الضرر الذي لحق بالبنية الرقمية للوزارة.

متابعو الموقع يشاهدون:

فتح تحقيق رسمي وسط انتقادات لضعف الحماية المعلوماتية

من جانبها، أعلنت النيابة العامة المغربية يوم الثلاثاء عن فتح تحقيق قضائي بشأن ما تم تداوله بخصوص اختراق موقع المجلس الأعلى للسلطة القضائية، مشيرة إلى أن البحث يجري تحت إشراف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

يأتي هذا التطور في إطار سلسلة من الهجمات التي شلت مواقع إلكترونية حكومية في المغرب، حيث سبق لمجموعة “جبروت” أن استهدفت في منتصف أفريل وزارة التشغيل والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مما أدى إلى تسريب رواتب مسؤولين كبار، من بينهم السكرتير الخاص للملك، مرفقة بمعطيات مالية وبنكية حساسة.

كما طالت هجمات أخرى منصة “توثيق” التي تحتوي على قاعدة بيانات كافة الموثقين في المملكة، حيث تم الكشف عن سجلات الملكيات العقارية، مما أحرج السلطات وكشف عن فجوة كبيرة في العدالة الاجتماعية.

محللون يحذرون من تصاعد “الحرب السيبرانية” في المنطقة

وصفت تقارير إعلامية مغربية ما يحدث بأنه تصعيد سيبراني، محذرة من تأثيراته على الثقة العامة في المؤسسات، وعلى صورة المغرب في المؤشرات العالمية للأمن الرقمي.

من جانبه، كان المتحدث باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد اتهم سابقًا جهات معادية بالوقوف خلف هذه الهجمات، معتبرًا أنها أفعال إجرامية تستهدف أمن واستقرار المملكة.

ويرى مراقبون أن غياب استراتيجية وطنية فعالة لحماية البنى التحتية الرقمية يترك المغرب عرضة لهجمات مماثلة في المستقبل.

وتكشف هذه السلسلة من الاختراقات المتكررة عن هشاشة النظام المعلوماتي المغربي، خاصة في القطاعات السيادية والحساسة.

قد يهمك أيضاً :-