إيرلندا الشمالية تشهد ثلاث ليالٍ من العنف والشغب في أجواء مشتعلة

إيرلندا الشمالية تشهد ثلاث ليالٍ من العنف والشغب في أجواء مشتعلة

تشهد أيرلندا الشمالية تصاعدًا ملحوظًا في أعمال العنف والاضطرابات، بعد ليلة ثالثة من الاشتباكات في عدة مناطق، وخاصة في بلفاست ولندنديري، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق البلاد مرة أخرى نحو مشاهد العنف السياسي التي اعتقد الكثيرون أنها أصبحت جزءًا من الماضي بعد اتفاق “الجمعة العظيمة” في عام 1998.

واندلعت المواجهات بين محتجين غاضبين وقوات الشرطة، حيث أُضرمت النيران في سيارات، وتم رشق الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، مما استدعى تدخلًا أمنيًا حازمًا.

وقد استخدمت قوات الشرطة خراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى اعتقال العديد من المتظاهرين.

خلفيات سياسية معقّدة

وتعود جذور هذه الموجة الجديدة من التوترات إلى حالة الاستياء المتزايد في صفوف المجتمعات الوحدوية (المؤيدة للبقاء ضمن المملكة المتحدة)، والذين يشعرون بأنهم تعرضوا للتهميش بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

متابعو الموقع يشاهدون:

ويتركّز الغضب على “البروتوكول الإيرلندي”، الذي أُقرّ ضمن اتفاق بريكست بهدف تجنّب إقامة حدود مادية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

ولكنه في المقابل أدى فعليًا إلى إنشاء حدود جمركية بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية، مما أثار سخط الوحدويين الذين يعتبرون ذلك تهديدًا لهويتهم السياسية.

وفي مواجهة هذا التصعيد، أطلقت الحكومة البريطانية وعدد من القيادات المحلية في أيرلندا الشمالية دعوات عاجلة للتهدئة.

وقالت وزيرة شؤون أيرلندا الشمالية: “نحن بحاجة إلى الحوار لا الحجارة، وإلى الوحدة لا الانقسام”

وبدورها، أعربت منظمات المجتمع المدني عن قلقها من انخراط الشباب في العنف السياسي مجددًا، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وغياب آفاق الحوار البنّاء.

ورغم التعزيزات الأمنية، لا تزال الأوضاع متوترة في بعض الأحياء، مع دعوات جديدة للتظاهر خلال الأيام المقبلة، مما يثير المخاوف من اتساع رقعة العنف إلى مناطق أخرى في البلاد.

ويخشى المراقبون من انتكاسة لمسار السلام الهشّ في الإقليم، خاصة مع استمرار الخطاب السياسي الطائفي بين الطوائف البروتستانتية والكاثوليكية.

الجدير بالذكر أن الاحتجاجات في أيرلندا الشمالية لم تقتصر على الصراعات السياسية والطائفية فقط، حيث شهدت مدينة باليمينا، الواقعة في إقليم أيرلندا الشمالية والذي يعد جزءًا من المملكة المتحدة، حادثة اغتصاب فتاة قاصرة، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في 9 جوان الجاري.

وفي هذا السياق، تمكنت الشرطة من القبض على المشتبه بهما، وهما مراهقان من الجنسية الرومانية، اللذان أنكرا الاتهامات المنسوبة إليهما أثناء التحقيقات، حسب ما ذكرته صحيفة ““.

تصعيد في أمريكا

وفي توازٍ لافت مع ما يحدث في أيرلندا الشمالية، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا موجة احتجاجات واسعة، خاصة في.

وذلك بعد تصاعد الغضب الشعبي ردًا على سياسات الهجرة الصارمة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمداهمات المكثفة التي تنفذها وكالة “إسي إي” بحق المهاجرين غير النظاميين.

ومن المقرر تنظيم مزيد من المظاهرات في عموم البلاد خلال هذا الأسبوع، خصوصًا خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تتزامن مع العرض العسكري في واشنطن العاصمة، احتفالًا بمرور 250 عامًا على تأسيس الجيش الأمريكي.

وفي خطوة مثيرة للجدل، فعّل ترامب مؤخرًا قانونًا نادر الاستخدام يسمح بتحويل الحرس الوطني إلى قوة أمن اتحادية، رغم اعتراضات رسمية من حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم.

كما نشرت إدارته 700 جندي من مشاة البحرية في لوس أنجلوس، وسط استعدادات أمنية مكثفة، دون إعلان رسمي عن توقيت نشرهم في الشوارع.

وفي تكساس، أعلن الحاكم الجمهوري غريغ أبوت عن نشر الحرس الوطني أيضًا، تحسبًا لمظاهرات “لا للملوك” المرتقبة يوم السبت، والتي ستُقام في عدة ولايات.

وقد أكدت الجهات المنظمة أنها لن تنسق أي فعاليات في واشنطن العاصمة، معتبرة أن “القوة الحقيقية لا تتم في واشنطن”، وفق ما ورد في موقع الحملة.

ومن جانب آخر، أعلنت شرطة لوس أنجلوس، أنها بدأت حملة اعتقالات جماعية، بينما فرضت عمدة المدينة، كارين باس، حظر تجول مسائي قد يستمر لبضعة أيام.

وتغطي منطقة حظر التجول حوالي ميل مربع فقط، ويؤثر على 100 ألف شخص على الأقل من سكان لوس أنجلوس البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، وفقًا للسلطات.

قد يهمك أيضاً :-