تصاعد التوترات مع أمريكا يكشف حقيقة الصورة المتداولة عن الاضطرابات في مدن إيرانية

تداول عدد من مستخدمي منصة «إكس» صورة ادعى ناشروها أنها تُظهر اضطرابات داخل مدن إيرانية، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وقد جاء في التعليق المرافق للصورة: «تزامنًا مع إخلاء جزئي للسفارة الأمريكية في بغداد وتصاعد التوتر الإقليمي، أفاد شهود عيان بوجود اضطرابات محدودة في طهران وقم وشيراز والأحواز، مما يشير إلى احتقان داخلي يتزامن مع التصعيد الخارجي».

صورة متداولة حول اضطرابات في إيران بالتزامن مع التوترات بين إيران وأمريكا.

مقال له علاقة: الجيش السوري يسيطر على سد تشرين من خلال اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)

فريق «تدقيق المعلومات» في «بوابة مولانا» لاحظ أن 5 حسابات قد تداولت هذه الصورة عبر «إكس»، حيث حققت مشاهدات تجاوزت 230 ألف مشاهدة، وبلغ حجم التفاعل عليها 3243 إعجابًا و258 مشاركةً و207 تعليقًا.

حقيقة الصورة المتداولة

تحقق قسم «تدقيق المعلومات» من صحة الصورة، وتبين أنها قديمة ومضللة، حيث أظهرت الأبحاث العكسية أن الصورة تعود لعام 2022، عندما اندلعت احتجاجات في إيران إثر وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية-الإيرانية التي كانت تبلغ من العمر 22 عامًا آنذاك، والتي ألقت الشرطة الإيرانية القبض عليها بزعم انتهاكها القواعد العامة للملابس، وبعد ثلاثة أيام من اعتقالها توفيت، مما أثار حالة من الغضب الشعبي في إيران.

اقرأ كمان: الولايات المتحدة: جميع الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني

واندلعت احتجاجات واسعة في مختلف المناطق الإيرانية، من شيراز وقزوين وتبريز، وصولًا إلى طهران، للتنديد بوفاة مهسا أميني.

وقد وجد فريق «تدقيق المعلومات» أن الصورة نشرتها وكالة روتيرز ضمن تقرير عن تلك الاحتجاجات، حيث جاءت تحت عنوان: «دراجة نارية تابعة للشرطة تحترق خلال احتجاج على وفاة مهسا أميني، وهي امرأة توفيت بعد اعتقالها من قبل «شرطة الأخلاق» في العاصمة الإيرانية طهران 19 سبتمبر 2022»، مشيرة إلى أن الصورة من تصوير وكالة أنباء غرب آسيا (وانا).

صورة متداولة حول اضطرابات في إيران بالتزامن مع التوترات بين إيران وأمريكا.

التوترات الأمنية بين إيران وأمريكا

أفادت قناة «سي بي إس» الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، بأن مسؤولين أمريكيين تلقوا معلومات تشير إلى استعداد إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية ضد إيران، وفي المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني أن أي تحرك عسكري ضد إيران من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة.

وأضاف المسؤول أن التهديد باستخدام القوة العسكرية لطالما كان جزءًا من أسلوب الولايات المتحدة في التفاوض مع طهران، مؤكدًا أن بلاده تدرك هذا النهج وتتعامل معه ضمن حساباتها الاستراتيجية.

وبحسب وكالة «رويترز»، حثت السفارة الأمريكية في بغداد، مواطنيها على مغادرة العراق وعدم السفر إليه، حيث أصدرت تحذيرًا من المستوى الرابع، وهو أعلى مستوى تحذير، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أمرت بمغادرة جميع موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين بسبب تصاعد التوترات الإقليمية.

وقالت السفارة الأمريكية في بغداد عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي: «لا تسافر إلى العراق بسبب الإرهاب، أو الاختطاف، أو النزاعات المسلحة، أو الاضطرابات المدنية، أو محدودية قدرة الحكومة الأمريكية على تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأمريكيين في العراق، لا تسافر إلى العراق لأي سبب».

وأشارت السفارة إلى أن المواطنين الأمريكيين في العراق يواجهون مخاطر جسيمة، تشمل العنف والاختطاف، حيث تشن الجماعات الإرهابية والمتمردة هجمات منتظمة على قوات الأمن العراقية والمدنيين.