بعد هجوم «الأسد الصاعد».. المستوطنون يتدافعون نحو الأسواق والملاجئ ونتنياهو يختفي إلى وجهة غامضة

بعد هجوم «الأسد الصاعد».. المستوطنون يتدافعون نحو الأسواق والملاجئ ونتنياهو يختفي إلى وجهة غامضة

مع تصاعد التوترات الأمنية وتهديدات الرد الإيراني، شهدت الشوارع والمتاجر ازدحامًا كبيرًا منذ الصباح الباكر اليوم الجمعة، حيث هرع المستوطنون لشراء الحاجيات الأساسية تحسبًا لأي طارئ، واندفعت الأسر الإسرائيلية لتخزين المؤن استعدادًا لقضاء وقتها داخل الملاجئ «المحصنة» تحت الأرض، وذلك استجابةً لبيان نتنياهو بعد الهجوم المفاجئ على إيران.

أعلن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، عن تفعيل وضع طارئ غير مسبوق يشمل كافة المناطق المحتلة، محذرًا من احتمال التعرض لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

بناءً على ذلك، تم إلغاء الأنشطة الدراسية، وتوقفت الحياة العملية باستثناء الحالات الضرورية، كما أُغلقت الأجواء أمام الطيران، وتم تحويل الرحلات إلى وجهات بديلة مثل قبرص، وفقًا لموقع «N12» العبري.

وأكد العميد زفيكي تيسلر من قيادة الجبهة الداخلية أن التهديد الحالي «يختلف في شدته ونطاقه وامتداده»، وقد تضمنت التوصيات الجديدة تعليق كافة الأنشطة العامة والتعليمية والاقتصادية، والتنقل فقط للحالات القصوى، موضحًا أن الإنذارات التي أُطلقت لم تكن نتيجة صواريخ فعلية، بل كانت جزءًا من خطة تحذير استباقية لإعداد المستوطنين لاحتمال تصعيد مفاجئ.

فيما تحركت وزارة الصحة بسرعة لتطبيق خطط الطوارئ، وطلبت من جميع المستشفيات إجلاء المرضى غير الطارئين إلى المناطق المحمية، بالإضافة إلى إغلاق أقسام كاملة، بينما استمرت أقسام الطوارئ وغرف العمليات في خدمة الحالات الحرجة.

افتتح مستشفى «إيخيلوف» مبناه الأرضي المحصن، وبدأ بإغلاق وحدات غير أساسية، كما أعلنت مستشفيات أخرى مثل «بني تسيون»، «هعيمك»، و«أسوتا أشدود» عن استعدادات مماثلة، حيث تتميز الأخيرة بأنها بُنيت كمرفق طبي مُحصّن بالكامل.

أما وزارة النقل الإسرائيلية فقد أعلنت عن تشغيل محدود لوسائل النقل العامة، مع التركيز على خدمة المستشفيات والمرافق الحيوية فقط، علمًا بأن القطارات ما تزال تعمل وفق خطة طوارئ تتضمن تعليمات خاصة للركاب في حال الإنذار، بينما تم تعليق خدمة القطار الخفيف في تل أبيب والقدس، مع فتح المحطات لاستخدامها كملاجئ عامة.

وفي خضم هذه التطورات، أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن طائرة رئيس الوزراء غادرت مطار بن غوريون إلى وجهة غير معلومة، مما قد يعكس تعقيد الموقف الأمني، كما أكدت مصادر عبرية أن عددًا من وزراء حكومة الاحتلال يختبئون في ملاجئ تحت الأرض.

وأشارت قناة «كان» إلى تعطيل شامل للمرافق الرسمية والمدارس، بينما توجه المستوطنون إلى الملاجئ في مشهد يعكس حجم القلق من رد إيراني محتمل.

في أول تعليق له عقب الهجوم، خاطب المستوطنين قائلاً إن إسرائيل نجحت في تنفيذ ضربة استباقية، لكنه حذر من أن «كل حرب لها ثمن»، داعيًا الجميع إلى الالتزام التام بالتعليمات الأمنية، ملمحًا إلى احتمال أن تستغرق فترة البقاء في الملاجئ وقتًا أطول من المعتاد.

قد يهمك أيضاً :-