بلوند.. كيف أعادت جويس كارول أوتس صياغة حياة مارلين مونرو وما هي أبرز محتويات الكتاب؟

في عام 2000، قدمت الكاتبة الأمريكية جويس كارول أوتس واحدة من أبرز رواياتها المثيرة للجدل: رواية “بلوند” (Blonde) التي لم تقتصر على كونها عملًا أدبيًا فحسب، بل تحولت إلى حدث ثقافي بارز أعاد تشكيل شخصية أسطورية من منظور نفسي واجتماعي عميق، فهي ليست سيرة ذاتية تقليدية لمارلين مونرو، بل هي “سيرة متخيلة” أعادت من خلالها أوتس بناء حياة هذه الممثلة الأيقونية، لتسلط الضوء على هشاشة الشهرة، وعنف الأضواء، ووحشية المجتمع الأمريكي تجاه النساء.

مقال مقترح: انطلاق الموسم الثالث والأخير من “الصيف الذي أصبحت فيه جميلة” في يوليو

إعادة تشكيل الأسطورة

مارلين مونرو، التي تُعتبر رمز الجمال والإغراء في القرن العشرين، لطالما كانت شخصية مُتخيلة بقدر ما كانت إنسانًا حقيقيًا، في “بلوند”، لم تسعَ أوتس إلى سرد تفاصيل حياة مارلين، بل ركزت على استكشاف الذات الممزقة وراء تلك الصورة اللامعة، حيث تسبر الرواية عالم نورما جين (الاسم الحقيقي لمونرو) كأنها صوت داخلي يبحث عن النجاة، وسط عالم قاسٍ مليء بالتناقضات والتوقعات الظالمة.

نقد الشهرة والسلطة الذكورية

تكشف الرواية كيف كانت مارلين ضحية لنظام ذكوري استغل جمالها واستثمر فيه دون أن يمنحها الأمان العاطفي أو الإنساني، من علاقاتها مع منتجي الأفلام إلى الشخصيات العامة، ترسم أوتس صورة للنجمة ككائن هش يُجرد باستمرار من صوتها وكرامتها.

اقرأ كمان: سيدني سويني تستمتع بحياتها العزبية بعد انفصالها عن خطيبها.. إليك التفاصيل والصور!

هل الرواية سيرة أم خيال؟

على الرغم من أن بعض القراء اعتبروا “بلوند” سيرة حقيقية، كانت أوتس واضحة في أنها تعتبر الرواية “عملاً من الخيال الأدبي”، حيث لا تقدم الأحداث بنفس التسلسل المعروف، ولا تستخدم الأسماء الحقيقية لبعض الشخصيات المحورية، بل تستبدلها بلقب أو وصف، مثل “الرئيس” بدلاً من جون كينيدي، وهذا الأسلوب يسمح للكاتبة بطرح أسئلة أعمق حول الهوية، والأنوثة، والاستغلال، أكثر مما يهتم بالتفاصيل الواقعية.

التلقي النقدي والسينمائي

نال الكتاب إعجاب النقاد، ورُشح لجائزة بوليتزر، كما اعتبره البعض أحد أعظم إنجازات أوتس، وفي عام 2022، أعادت هوليوود تقديم الرواية في فيلم يحمل نفس العنوان من إنتاج نتفليكس وبطولة آنا دي أرماس، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيرًا، تمامًا مثل الرواية، بسبب جرأته وتعامله الصادم أحيانًا مع تفاصيل حياة مارلين.