كيف أسهمت أعمال يوسف السباعي الأدبية في تمهيد الطريق لاغتياله؟

كيف أسهمت أعمال يوسف السباعي الأدبية في تمهيد الطريق لاغتياله؟

في مثل هذا اليوم، وُلد الكاتب والروائي والوزير المصري يوسف السباعي، الذي ظل لسنوات طويلة رمزًا للرومانسية في الأدب العربي، ثم أصبح وجهًا سياسيًا بارزًا ارتبطت نهايته بحادث دموي لا يزال محفورًا في ذاكرة الثقافة المصرية، ورغم أن اسمه ارتبط دومًا بالعاطفة والخيال، فإن نهايته كانت واقعًا قاسيًا، ومشحونًا برسائل سياسية، حيث اغتاله مسلحان فلسطينيان في العاصمة القبرصية نيقوسيا أثناء مشاركته في مؤتمر دولي، في واقعة صدمت المجتمع المصري والعربي في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

الأدب الذي مهد للسياسة

قبل أن يعتلي المناصب الرسمية، كان يوسف السباعي يملأ المكتبات برواياته وقصصه ذات الطابع الإنساني الرقيق، من “رد قلبي” إلى “بين الأطلال” إلى “نادية”، كانت أعماله تُترجم مباشرة إلى الشاشة، مما ساهم في بناء صورته ككاتب يُعلي من شأن الحب والتضحية، ولكن على الجانب الآخر، كان السباعي يمتلك عقلًا إداريًا صارمًا، وقناعة قوية بأهمية النظام والولاء للدولة، وعندما تولى وزارة الثقافة في عهد الرئيس أنور السادات، بدأ مرحلة جديدة جمعت بين قلمه ومقعد المسؤولية، وشهدت تأييده المعلن لمسار السلام مع إسرائيل عقب زيارة السادات للقدس.

منطلق الاغتيال.. السياسة لا تغفر

في 18 فبراير 1978، كان يوسف السباعي يشارك في مؤتمر لدعم القضية الفلسطينية، حين باغته مسلحان داخل فندق “هيلتون” في نيقوسيا، وقام أحدهما بإطلاق الرصاص عليه فأرداه قتيلًا، لم تكن الجريمة شخصية، بل سياسية بامتياز، فقد اعتبرته بعض الفصائل الفلسطينية “رمزًا للتطبيع” بسبب دعمه العلني للسلام، وتحوله من كاتب إلى مسؤول يروج لفكرة التسوية مع إسرائيل، فكانت رصاصات الاغتيال بمثابة رفض صريح لمواقفه من قلب ساحة التضامن نفسها.

قد يهمك أيضاً :-