روسيا تعزز وجودها العسكري وتؤكد على ضرورة حل “مختلف القضايا” قبل التوصل إلى اتفاق للهدنة.

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجود “مسائل عديدة” يجب حلها للوصول إلى هدنة مع أوكرانيا. في الوقت نفسه، أفادت وزارة الدفاع الروسية بتسجیل 6 هجمات أوكرانية على منشآت الطاقة الروسية في غضون يوم واحد، كما أعلنت السيطرة على بلدة جديدة في دونيتسك، زاعمة أن القوات الأوكرانية فقدت 150 جندياً في محور كورسك خلال 24 ساعة. يأتي ذلك بالتزامن مع إدانة القضاء الروسي لـ 79 من الأوكرانيين والمرتزقة بتهمة غزو مقاطعة كورسك. وأعلنت أوكرانيا أنها ستقوم بإرسال وفد إلى واشنطن “هذا الأسبوع” لمناقشة اتفاق المعادن النادرة.
قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الاثنين، إن الرئيس الروسي بوتين يدعم فكرة وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ولكن هناك “مسائل كثيرة” يجب حلها قبل أي هدنة، مشيراً إلى أن هذه المسائل تتعلق بعدم قدرة نظام كييف على السيطرة على العديد من الجماعات المتطرفة (…) وبخطط لزيادة العسكرة في أوكرانيا.
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه منصبه لتحقيق وقف سريع لإطلاق النار بين موسكو وكييف، لكن إدارته لم تتمكن من تحقيق أي اختراق رغم المحادثات المنفصلة مع الجانبين. كما أعرب ترامب عن استيائه من بطء وتيرة المحادثات، وأخبر شبكة “إن بي سي” الشهر الماضي أنه “غاضب” من بوتين، مضيفًا للصحفيين يوم الأحد “نحن نتحدث مع روسيا. نريدهم أن يتوقفوا”.
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون روسيا في يوم الاثنين إلى الكف عن “المراوغة والمماطلة” بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مؤكدًا أنه يتعين على روسيا الموافقة على “وقف إطلاق النار بدون شروط” وفقًا لمقترح الرئيس ترامب. أشار ماكرون إلى أن روسيا لم ترفض فقط (وقف إطلاق النار) بل زادت من قصفها على المدنيين، مما أسفر عن خسائر مأساوية في أوكرانيا قبل أيام. وأكد ماكرون دعم فرنسا “لهدف إنهاء الحرب.. ونتمنى سلامًا مستدامًا يضمن أمن أوكرانيا وأمن الأوروبيين”، مشيرًا إلى التأثيرات السلبية لحرب أوكرانيا على القطاعات الزراعية والغذائية.
على الصعيد العسكري، أفادت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين بأن أوكرانيا هاجمت منشآت الطاقة الروسية ست مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، على الرغم من اتفاق وقف الهجمات الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وأوضحت الوزارة أن الهجمات الأوكرانية استهدفت منشآت طاقة ومحطات كهرباء فرعية في مناطق روستوف وفورينغ وبريانسك الروسية، بالإضافة إلى منطقتي خيرسون ودونيتسك الأوكرانيتين الخاضعتين لسيطرة موسكو.
ذكرت الوزارة أيضًا أن مجموعة قوات “الغرب” سيطرت على بلدة كاتيرينوفكا في دونيتسك، وكشفت أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني في مختلف المحاور بلغ نحو 1250 عسكريًا خلال 24 ساعة، مع الإشارة إلى أن خسائر الجيش الأوكراني في محور كورسك خلال الفترة نفسها شملت أكثر من 150 جنديًا وعربة مدرعة ومركبتين قتاليتين مدرعتين ومعدات عسكرية أخرى.
وصرح مصدر من المكتب الصحفي للنيابة العامة الروسية بأن المحاكم أصدرت في بداية إبريل/نيسان أحكام إدانة بحق 79 عنصرًا من الأوكرانيين والمرتزقة لمشاركتهم في غزو مقاطعة كورسك.
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة الأوكرانية يوم الاثنين أنها سترسل وفدًا إلى واشنطن “هذا الأسبوع” لمناقشة اتفاق بشأن المعادن النادرة التي ترغب الولايات المتحدة في استغلالها مقابل المساعدات المقدمة لأوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي. وكتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو على “إكس” أن الوفد الأوكراني سيقوم بدور “الدفع بالمفاوضات” حول هذه الوثيقة “الاستراتيجية”، وسيضم ممثلين من “وزارات الاقتصاد والخارجية والعدل والمال”.
أكدت سفيريدينكو أن “الحوار” الأوكراني الأمريكي حول هذه الوثيقة يعكس “التزامنا المشترك لبناء شراكة قوية وشفافة”، ومع ذلك، وجه نواب أوكرانيون ووسائل الإعلام المحلية انتقادات حادة إلى النسخة الجديدة من الاتفاق، معتبرين أنها “غير مقبولة”.
تشدد كييف على ضرورة تضمين الضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا في الوثيقة لضمان عدم وقوع أي هجوم روسي مستقبلي. وذكرت وسائل الإعلام أن النسخة الجديدة من الاتفاق لا تتضمن هذه الضمانات. (وكالات)