من عبد الحليم إلى فؤاد حداد: كيف سجل الفن مذبحة بحر البقر؟

من عبد الحليم إلى فؤاد حداد: كيف سجل الفن مذبحة بحر البقر؟

في صباح يوم 8 أبريل 1970، تحوّلت مدرسة ابتدائية صغيرة في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية إلى أنقاض، عقب غارة جوية شنتها طائرات الفانتوم الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد 30 طفلًا وإصابة العشرات.

كانت الجريمة صادمة في قسوتها، إلا أن الفن المصري لم يسكت.

منذ اللحظة الأولى، انطلق المبدعون لتوثيق المجزرة بأساليبهم، فظهرت الأغاني، والقصائد، والرسوم، وحتى الأفلام الوثائقية، لتخلد آلام الأطفال وتحمل الجناة مسؤولياتهم أمام التاريخ.

“الدرس انتهى لموا الكراريس”: صرخة من صوت الوطن

الأغنية الأكثر شهرة التي تعكس المجزرة كانت بصوت عبد الحليم حافظ، وكلمات الشاعر صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل.

أغنية “الدرس انتهى لموا الكراريس” لم تكن مجرد عمل فني، بل كانت بيانًا شعريًا سياسيًا يعبر عن الغضب الشعبي والإنساني في ثلاث دقائق.

“الدرس انتهى لموا الكراريس… بالدم اللي على ورقهم سال”

الموسيقى التصويرية في الأغنية كانت حزينة وبطيئة، كأنها تسير في موكب جنازة.

بينما الكلمات كانت صريحة، تلوم العالم الذي يتظاهر بالإنسانية ولكنه يبقى صامتًا أمام مذبحة الأطفال.

فؤاد حداد: القصيدة كوثيقة مقاومة

كتب الشاعر فؤاد حداد العديد من القصائد التي استلهم فيها تفاصيل المجزرة، وجعل من “بحر البقر” رمزًا شعريًا يتكرر في دواوينه لاحقًا.

لقد رأى حداد الأطفال ليس كضحايا فحسب، بل كأبطال و”شهداء المدرسة” الذين يواجهون طائرات الحرب ببراءتهم.

“بحر البقر مش بحر… دي بحور دمّنا”

الفن التشكيلي والسينما: مشاهد لا تُنسى

• قام الفنانون التشكيليون برسم مشاهد مروعة مستوحاة من صور الضحايا، وامتلأت معارض السبعينات بأعمال تُدين الاحتلال وتخلد الذكرى.

• في السينما، ظهرت مشاهد المجزرة في العديد من الأفلام التسجيلية، وكان من أبرزها الفيلم التسجيلي “بحر البقر” الذي أُنتج عام 1971 ويُعرض أحيانًا في مناسبات الذكرى السنوية.

قد يهمك أيضاً :-