لعبة ترامب: لماذا يُعتبر المواطن الأمريكي الأكثر تضررًا من صراع التعريفات الجمركية؟

لعبة ترامب: لماذا يُعتبر المواطن الأمريكي الأكثر تضررًا من صراع التعريفات الجمركية؟

في قرار أثار جدلاً واسعًا، أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إضرابًا في الأسواق العالمية بفرض رسوم جمركية مرتفعة على مجموعة من الدول الحليفة.

هذه الاستراتيجية، التي وُصِفَت بأنها ضربة قوية للنظام التجاري العالمي، تسببت في خسائر ضخمة تجاوزت 10 تريليونات دولار في أسواق الأسهم الأمريكية، مما ينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد الأمريكي والمستهلك العادي.

المستهلك الأمريكي يتحمل الأعباء

يعتبر الخبير الاقتصادي الإيراني، أحمد صالحي، في تحليل له في جريدة «همشهري» الإيرانية أن المواطن الأمريكي هو الأكثر تأثراً من هذه السياسات، خاصة على المدى القريب والمتوسط، مشيرًا إلى أنه «هناك توافق عام بين الاقتصاديين على أن هذه الحرب التجارية لن تجلب الفائدة للأمريكيين، بل ستؤدي في الواقع إلى زيادة الأسعار وتقليل القدرة الشرائية، وقد اعترف ترامب بذلك جزئياً في خطبه، مُشبهًا الإجراءات بجراحة ضرورية لكنها مؤلمة».

ضغوط شديدة على الأسواق

في الأيام الثلاثة التي تلت إعلان الرسوم الجمركية، تعرضت الأسواق الأمريكية للانهيار بنسبة 13%، وهو انخفاض لم يُسجّل منذ الأزمة المالية في عام 2008.

وللتوضيح، يُذكر أن انهيار الأسواق في عام 2008 استغرق 8 أشهر لتصل الخسارة إلى 20%، بينما حدثت خسارة قريبة من ذلك في غضون أيام فقط تحت إدارة ترامب.

أسلوب تجاري غير تقليدي

وفقًا للمحلل الإيراني صالحي: «تعتمد هذه السياسات على مفهوم الاستثنائية الأمريكية، الذي يفترض أن أي دولة تصدر أكثر مما تستورد من الولايات المتحدة تعتمد على ممارسات تجارية غير عادلة، ولذلك تم فرض رسوم جمركية على حلفاء تقليديين مثل اليابان وكندا وأستراليا، وهو ما يعتبره صالحي نهجًا غريبًا لا يتبع أي مدرسة اقتصادية معروفة».

الصين تتكيف وتزدهر

أما بالنسبة للصين، فتبدو الصورة مختلفة، حيث يوضح «صالحي» أن بكين قد بدأت بالفعل بتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية، ووجهت جهودها نحو تعزيز الاستهلاك المحلي وزيادة التجارة مع بلدان الجنوب العالمي، ولا سيما من خلال مشاريع كبرى مثل «الحزام والطريق» ومنظومتي البريكس وشنغهاي. ويضيف: «الصين لم تدخل هذه الحرب التجارية دون استعداد، بل كانت جاهزة لها. اليوم، تجاوزت تجارتها مع رابطة دول جنوب شرق آسيا حجم تجارتها مع أمريكا، وكان هذا التغيير جزءًا من خطة طويلة الأمد لتقليل الاعتماد على الاقتصاد الأمريكي».

خسائر أكبر لأمريكا

على الرغم من النوايا المعلنة لتقليص العجز التجاري، تُظهر الأرقام أن الاقتصاد الأمريكي قد تكبد خسائر هائلة، ولم تحقق هذه الإجراءات أي مكاسب استراتيجية ملموسة حتى الآن، في الوقت الذي تحاول فيه الصين والدول الأخرى إعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية بعيدًا عن النفوذ الأمريكي.

قد يهمك أيضاً :-