خبير دولي: تصريحات ترامب حول العجز التجاري مع أوروبا غير دقيقة.. ونسبة أمريكا في التجارة العالمية شهدت تراجعاً.

أفاد عبدالحميد ممدوح، مرشح مصر سابقًا لمنصب مدير عام منظمة التجارة العالمية ومدير تجارة الخدمات والاستثمار في المنظمة سابقًا، بأن جميع الشكاوى التي قدمها ترامب حول ما يسميه ظلمًا تجاريًا من الدول الأخرى تجاه الولايات المتحدة تتعلق بأمور تم التفاوض عليها سابقًا مع أمريكا، وقد وافقت عليها الحكومة الأمريكية، وتم توقيع اتفاقيات ومعاهدات لتحديد الجمارك بين الدولتين عند الحدود التي يشتكي منها ترامب الآن. وهذا يعني أن السياسات الجمركية التي اتخذها ترامب تتجاهل قواعد منظمة التجارة العالمية تمامًا.
وأضاف ممدوح، في تصريحات من جنيف لـ«بوابة مولانا» عبر الهاتف، أن الرواية التي يطرحها ترامب حول التجارة غير العادلة التي تضررت منها أمريكا مبنية على معلومات غير صحيحة تمامًا. فهو يدعي، على سبيل المثال، أن العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي يصل إلى 350 مليار دولار، بينما تشير الإحصاءات الأمريكية إلى أنه يبلغ 160 مليار دولار، مع الأخذ في الاعتبار أن أمريكا تحقق فائضًا في ميزان الخدمات مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 110 مليارات دولار. وبالتالي، فإن صافي العجز في ميزان تجارة السلع والخدمات لا يتجاوز 50 مليار دولار، وهو مبلغ قليل مقارنة بالناتج الأمريكي أو تجارتها الخارجية.
وأوضح ممدوح أن ما يقال عن إعادة المصانع المهاجرة إلى أمريكا ليس دقيقًا، فحصة التصنيع من الناتج الأمريكي أقل من 10%، في حين أن قطاع الخدمات يمثل أكثر من 80% من الناتج. لذا، فإن هذه الضجة تعتبر مغرضة، وتظهر بوضوح أن ترامب يسعى، كما هي عادته، إلى إرباك جميع الأطراف التي يتفاوض معها وفرض ضغط كبير عليها لتسعى إليه وتسترضيه.
وأشار ممدوح إلى أن وضع اتفاقية مثل الكويز، التي تشمل مصر وإسرائيل وأمريكا، وكذلك وضع جميع اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية أو المتعددة الأطراف بين أمريكا ودول أخرى فيما يتعلق بالقيم الجمركية، لا يزال غير واضح حتى اليوم.
ودعا ممدوح كندا والمكسيك والصين والاتحاد الأوروبي، وهم أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة الذين يستقبلون وحدهم 58% من صادرات أمريكا، إلى التفاوض مع ترامب بشكل جماعي. وأكد أن ذلك سيحدث فرقًا كبيرًا وسيعود بالنفع على دول العالم، بما في ذلك أمريكا، لأنه سيساهم في منع الفوضى وتجنب الركود المحتمل، ويؤكد مرجعية قواعد منظمة التجارة العالمية في أي مفاوضات تجارية بدلاً من الاعتماد على العمل الثنائي الذي يتم وفق مبدأ القوي والضعيف.
وأكد عبدالحميد ممدوح أن أخطر ما في سياسات ترامب الجمركية هو أنها ليست عشوائية فحسب، بل ستضر بالمواطنين الأمريكيين وتزيد من التضخم، كما أنها تدمر الثقة في أمريكا من قبل جميع الدول، وتفقد اليقين والقدرة على التوقع، مما يؤدي إلى تراجع الاستثمار والبحث عن أسواق أكثر أمانًا بعيدًا عن الولايات المتحدة. وأضاف أن الصين ستكون المستفيدة الأكثر من فقدان الثقة في أمريكا رغم الخلافات الحالية الحادة بينها وبين واشنطن.
ونوه إلى أن الوضع الحالي قد يشكل فرصة لتصحيح المسار، حيث يمكن أن تدفع الصدمة الحالية الدول والكتل الاقتصادية الكبرى إلى العمل بجدية على إصلاح نظام التجارة الدولية الذي تم إهماله لفترة طويلة.
واختتم ممدوح بالقول إنه يؤمن بأن وجود نظام وقواعد دولية هو أمر ممكن، وهو أفضل من انهيار النظام. وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه الأحداث ومن سيربح في هذه اللعبة، إلا أن المؤكد هو أن الصين ستظل الأطول نفسًا بفضل ما يُعرف بـ«الصبر الاستراتيجي».
قد يهمك أيضاً :-
- حسن الرداد يعبر عن حزنه العميق على سليمان عيد بكلمات مؤثرة: "لا يمكن وصف حزني عليك"
- غرامات تزيد عن المليون جنيه.. السعودية تنبه من أداء الحج دون تصريح
- نداء رسمي وإنساني صادر عن شركة "بـ لبن"
- بث مباشر لمباراة الأهلي والفيحاء في الدوري السعودي الآن
- وزير التعليم العالي يستعرض سبل تعزيز التعاون مع الوكالة الجامعية للفرانكفونية
تعليقات