أحمد العودة: شخصية روسية بارزة في الجنوب تشهد تحولات متعددة لجذب الانتباه (تقرير شخصي)

أحمد العودة: شخصية روسية بارزة في الجنوب تشهد تحولات متعددة لجذب الانتباه (تقرير شخصي)

يُلقب برجل «روسيا في الجنوب»، ويُعرف بأنه مهندس التسويات مع النظام السوري السابق، قاتل تنظيم ما يُعرف بـ«الدولة الإسلامية» وقوات النظام على حد سواء، لكنه عمل أيضًا لصالح الجيش السوري وإن نأى بنفسه بوضوح عن محور حزب الله وإيران.

تصدر اسمه تريند محركات البحث جوجل بعد أن شهدت مدينة بصرى الشام جنوب سوريا اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية وقوات الفيلق الثامن الذي يقوده مدعومًا من القوات الروسية.

ففي الساعات الأولى من صباح الثامن من ديسمبر الماضي، كانت دمشق تستفيق على خبر إبلاغ الجيش السوري ضباطه بسقوط النظام، في تلك اللحظة كان المقاتل الأربعيني، أحمد العودة، محاطًا بعناصر فصيله يجوبون شوارع العاصمة الفارغة، لم تكن عناصر غرفة العمليات العسكرية، بدا للبعض أنه يحاول خطف الأنظار من أحمد الشرع، القائد القادم من الشمال.

هذه اللحظة التاريخية لما وصفتها جبهة الجنوب بـ«كسر القيود» عن العاصمة جاءت كإنقلاب على الاتفاقات التي عقدها العودة مع النظام السوري السابق المدعوم من روسيا على مدى سنوات.

تقلبات كثيرة قام بها «أحمد العودة»، ارتباطات متشابكة ومعقدة رسمت سيرته على طول أكثر من عقد، فمن هو؟ ولماذا يتصدر التريند؟.

ينحدر «العودة» من مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، ودرس الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق، وأنهى خدمته الإلزامية في الجيش السوري قبل أن يسافر إلى الإمارات مع عائلته، بحسب ما ذكر مصدر مقرب منه لبي بي سي، فضل عدم ذكر اسمه.

لكن «أحمد العودة» لم يطل الغياب، فبعد عام واحد على انطلاقة الثورة السورية من درعا، عاد ليشارك في العمل المسلح ضد النظام، وانضم إلى صفوف الجيش السوري الحر، فأصبح قائد «كتيبة شباب السنة» التي توسعت وغيرت تسميتها أكثر من مرة إلى أن تم التوصل لتسوية بشأنها مع النظام السوري، في يوليو 2018، بدا تغير الاسم مؤشراً بسيطاً لتقلبات الرجل.

فقد أحمد العودة ثلاثة من أشقائه أثناء قتالهم مع الجيش السوري الحر، بينما كان يخوض معارك مع فصيله في درعا قبل أن يصبح جزءًا من الجبهة الجنوبية للجيش ذاته في 2014، ويبسط سيطرته لاحقًا على بصرى الشام، بحسب ما ذكر موقع «الذاكرة السورية».

يعرف عن أحمد العودة أيضًا أنه لم يكن على وفاق مع جبهة النصرة أو فصائل أخرى إسلامية متشددة في المدينة، بالرغم من أنه قاتل إلى جانبهم لتحقيق الهدف الأكبر: إسقاط النظام.

مع الوقت أصبح فصيل العودة من الفصائل الرئيسية والأكثر تمويلاً في محافظة درعا، إذ حظي بدعم من غرفة «الموك» العسكرية الخارجية التي كانت تأخذ من الأردن مقراً لها، كما حصل على دعم وتمويل من دولة الإمارات بحكم صلة القرابة التي تربطه برجل الأعمال السوري المقيم هناك خالد المحاميد، بحسب تقارير إعلامية.

توقف الدعم مع نهاية 2017، بحسب المصدر المقرب من «العودة» لبي بي سي، ليصبح التمويل «خجولاً يغطي بشكل أساسي رواتب العناصر»، كان التمويل روسيًا حينذاك.

قد يهمك أيضاً :-