“العين الإخبارية” تستكشف إمكانية إنتاج “آيفون” في الولايات المتحدة.. والأسعار مفاجئة!

تم تحديثه السبت 2025/4/12 05:43 م بتوقيت أبوظبي

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع الشركات الكبرى في الولايات المتحدة بتصنيع منتجاتها الاستهلاكية داخل البلاد، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه المنتجات بشكل كبير، خاصة في حالة “آيفون”.

أكد خبراء اقتصاد مختصون في الشأن التقني لـ”العين الإخبارية” أن فكرة تصنيع هواتف آيفون بشكل كامل داخل الولايات المتحدة تحمل تكاليف باهظة وتعقيدات لوجستية وتقنية كبيرة ستؤثر بشكل مباشر على المستهلك الأمريكي.

ما هي تكلفة آيفون “صُنع في أمريكا”؟

وفقًا لما ذكرته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، فإن الرئيس الأمريكي يعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك الموارد والعمالة الكافية لإنتاج آيفون محليًا. ومع ذلك، يبدي خبراء تقنيون واقتصاديون تشاؤمًا بشأن هذه المسألة، خصوصًا فيما يتعلق بالتكاليف.

تقديرات بنك أوف أمريكا تشير إلى أن سعر جهاز iPhone 16 Pro قد يصل إلى 1500 دولار إذا تم جمعه داخل أمريكا، مقارنة بسعره الحالي البالغ 1199 دولارًا. في حين يرى محللو Wedbush أن التكلفة قد تصل إلى 3500 دولار إذا كان لزامًا على أبل إنشاء سلسلة إنتاج كاملة داخل الولايات المتحدة.

هذا المشروع الضخم سيحتاج إلى استثمار لا يقل عن 30 مليار دولار خلال ثلاث سنوات لنقل 10٪ فقط من سلسلة الإنتاج إلى الداخل الأمريكي، مع استمرار تصنيع الأجهزة الموجهة للأسواق العالمية في آسيا، وفقًا لموقع “01 نت” الاقتصادي الفرنسي.

التكلفة العالية للعمالة الأمريكية

تعتبر تكاليف العمالة أحد أكبر التحديات، حيث بلغت الأجور في الصين خلال ذروة إنتاج الآيفون 3.63 دولار للساعة، مقارنة بـ16.50 دولار على الأقل في كاليفورنيا. وتظهر تقديرات بنك أوف أمريكا أن تكلفة تجميع آيفون واحد في الولايات المتحدة ستبلغ حوالي 200 دولار، بينما هي حوالي 40 دولارًا في الصين.

بالإضافة إلى ذلك، تشكل سلسلة التوريد العالمية تحديًا آخر، حيث أن معظم مكونات الآيفون لا تُنتج داخل الولايات المتحدة، وبعضها، مثل المعادن النادرة، ليست متوفرة على الإطلاق في البلاد.

من جهته، صرح جان-فيليب دولورم، خبير الاقتصاد الصناعي في جامعة باريس-دوفين لـ”العين الإخبارية” بأن “الولايات المتحدة تفتقر حاليًا للبنية التحتية الصناعية اللازمة أو الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ مشروع ضخم كهذا لصناعة آيفون بالكامل”.

وأضاف دولورم أن التحول السريع للإنتاج قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد، كما أن تكلفة الإنتاج سترتفع بمعدلات تجعل من الصعب على المستهلك الأمريكي تحملها، لا سيما في ظل التباطؤ الاقتصادي الحالي. ببساطة، آيفون أمريكي بالكامل يعني آيفون للنخبة، وليس للجميع”.

عملية تحتاج لعقود

وأوضح دولورم أن الاقتصاد الأمريكي لديه القدرة على دعم الصناعات التكنولوجية، ولكن هذا يمثل حاجة لاستثمارات تمتد لسنوات في التعليم الهندسي وإعادة بناء القاعدة الصناعية، وهو ما لم يحدث منذ عقود. وأشار إلى أن ما يطرحه ترامب الآن أقرب إلى شعار انتخابي منه إلى خطة اقتصادية قابلة للتطبيق.

كما ذكر فريد تِمساماني، خبير في الأمن السيبراني ومستشار في الذكاء الاقتصادي لـ”العين الإخبارية” أنه “حتى لو افترضنا أن أبل ستنقل إنتاجها، فإن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في التجميع بل في المهارات المتخصصة”.

أوضح أن الصين، خصوصًا في شينزن، تمتلك بنية متكاملة من المهندسين وسلاسل الإمداد النشطة ومصانعها المعدة بدقة للتجميع السريع، وأن نقل هذه الخبرة إلى أمريكا سيستغرق وقتًا طويلاً.

وأشار إلى أن “نموذج Liberty Phone المصنوع في الولايات المتحدة هو مثال حي، حيث يُباع بسعر يصل إلى ألفي دولار على الرغم من أنه هاتف متوسط المواصفات. والسبب لا يعود فقط لارتفاع التكاليف، بل أيضًا لصعوبة تأمين قطع الغيار والمهندسين المطلوبين ومراكز الاختبار.”

وأكد أنه في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، تسعى أبل جاهدة للحصول على إعفاءات من البيت الأبيض. إن عودة تصنيع آيفون بالكامل إلى أمريكا ليست مجرد عملية مكلفة، بل تنطوي على مخاطر تقنية واقتصادية وقد تكون مستحيلة في المدى القريب.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE