نداءات للحفاظ على البيئة.. سمكة القرش الحوتي “بهلول” تتخذ من مياه البحر الأحمر موطنًا جديدًا لها

وأشار «نصر» إلى أن ظهور سمكة القرش الحوتي «بهلول» في البحر الأحمر يعد دليلًا على غنى هذا البحر وأهمية الحفاظ عليه. من خلال الاستمرار في الإجراءات البيئية والتعاون بين علماء البيئة البحرية والغواصين، يمكننا ضمان حماية هذا الكائن البحري الضخم للأجيال القادمة.

وأضاف: «يمكن أن يكون بهلول اليوم نافذة جديدة تُفتح أمام الجميع لرؤية البحر الأحمر في أبهى حالاته، ومعرفة المزيد عن أسرار مياهه الغنية».

وأكد الدكتور عرفة عبدالمنعم، المتخصص في علوم البحار والمصايد، أن ظهور سمكة “بهلول”، التي تعد من أكبر الأسماك على وجه الأرض، بشكل مهيب في مياه البحر الأحمر يُعد حدثًا بيئيًا مهمًا. وعلى الرغم من حجمها الهائل الذي قد يصل إلى 12 مترًا ووزن يصل إلى 21 طنًا، فإن هذه السمكة المعروفة بمسالمتها لم تُظهر أي عدوانية تجاه الغواصين الذين كانوا يسبحون بالقرب منها. وقد تجنب الجميع الاقتراب منها بشكل مفرط، حيث أظهرت هذه اللحظة السحرية التناغم بين الكائنات البحرية وحياة البحر الهادئة.

تعتبر مسالمة وصديقة للإنسان، وتعيش نحو ٧٠ عامًا، وهي مهددة بخطر الانقراض.

لأول مرة: غطاسون يرصدون اثنين من القرش الحوتي “بهلول” في أعماق خليج وادي لحمي بالبحر الأحمر – صورة أرشيفية.

وأوضح عبدالمنعم أن القرش الحوتي من الأنواع المهددة بالانقراض، ورغم كونه أكبر أنواع الأسماك في العالم، فإنه يُعتبر من الأنواع المسالمة التي تتغذى على العوالق البحرية الدقيقة، ولا تشكل أي خطر على الإنسان. على الرغم من هجرته التقليدية بين المحيط الهندي والبحار الاستوائية الأخرى، إلا أن «بهلول» أصبح خلال السنوات الأخيرة من الأنواع المستوطنة في البحر الأحمر.

تزايدت مشاهداته في مختلف مناطق البحر الأحمر، خاصة في مرسى علم والغردقة وسفاجا، مما أتاح لعلماء البيئة البحرية وضع فرضية قوية حول قدرة هذا النوع على التكيف في بيئة البحر الأحمر. وعلى الرغم من أن القرش الحوتي معروف بتصرفاته المسالمة، إلا أن العلماء والخبراء في مجال البيئة البحرية يوصون بالغواصين والسياح بالحفاظ على مسافة أمان عند تواجدهم بالقرب من هذه السمكة العملاقة. ورغم أن القرش الحوتي لا يهاجم الإنسان، إلا أنه قد يشعر بالتهديد إذا تم مطاردته أو لم يتم احترام مسافته الخاصة، مما قد يؤدي إلى توتره وابتعاده عن المنطقة.

خلال إحدى الدوريات البحرية الروتينية التي تُنظمها محميات البحر الأحمر لرصد الحياة البحرية وحمايتها، تم اكتشاف سمكة القرش الحوتي العملاقة “بهلول” في مياه منطقة الجفتون، بين محاويش وأبو رمادة. كانت هذه اللحظة علامة فارقة في التوازن البيئي في المنطقة.

اتخذت إدارة محميات البحر الأحمر خطوات حاسمة لضمان حماية سمكة القرش الحوتي، حيث تشمل هذه الإجراءات تحذيرات للغواصين والسياح بعدم محاولة لمس أو الاقتراب المفرط من القرش الحوتي، مع ضرورة الحفاظ على مسافة آمنة لا تقل عن 3 أمتار من أمامه و4 أمتار من خلفه.

تم إصدار تعليمات صارمة للصيادين بعدم الاقتراب من مناطق تواجد «بهلول» أو محاولة صيده، حيث يُعتبر القرش الحوتي عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي البحري في البحر الأحمر. فهو يتغذى على العوالق التي تساهم في توازن الكائنات البحرية الصغيرة، مما يساعد في الحفاظ على صحة النظام البيئي. إن ظهور هذا النوع في البحر الأحمر له أهمية كبيرة، حيث يُعد من مؤشرات صحة النظام البيئي، ويظهر قدرة البحر الأحمر على استيعاب هذا النوع الضخم بفضل نقاء المياه وكثرة الموارد البحرية.

تشير ظهور القرش الحوتي في البحر الأحمر إلى أن بيئتنا البحرية قوية ومتنوعة. ومع ذلك، يتطلب الحفاظ على هذه البيئة تكاتف الجهود من جميع الأطراف، من الغواصين إلى الصيادين وحتى السياح. يجب أن نواصل تعزيز الوعي البيئي وحماية هذا الكائن المهدد بالانقراض لضمان استدامته في مياه البحر الأحمر.

تبقى سمكة القرش الحوتي «بهلول» رمزًا للأمل في قدرة البحر الأحمر على استعادة توازنه البيئي وحماية تنوعه البيولوجي. مع كل ظهور جديد لهذه السمكة في أعماق البحر، ينمو الأمل في أن البحر الأحمر سيظل ملاذًا للأنواع المهددة بالانقراض، وتستمر جهود الحماية المستدامة في تعزيز السياحة البيئية ووعي المجتمع البحري.