
يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الاثنين جولة خارجية تشمل فيتنام وماليزيا وكمبوديا. الدول الثلاث هي جزء من عشرة أعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان). تأتي هذه الزيارة في ظل الصراع المستمر حول الرسوم التجارية بين واشنطن وبكين، حيث ترفض الأخيرة التراجع وتصر على مواصلة المعركة. في المقابل، اختارت دول الآسيان عدم اتخاذ أي رد على الرسوم الأمريكية حتى قبل أن يعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلك الرسوم.
تعد التجارة بين الصين ودول الآسيان ذات أهمية كبيرة للجميع في ظل هذه الظروف المتقلبة، إذ أنها تشهد نمواً مستمراً. وخلال أول شهرين من العام الجاري، زادت التجارة بنسبة 4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغت نحو 970 مليار دولار. وكانت صادرات الصين إلى فيتنام وحدها حوالي 162 مليار دولار، وإلى ماليزيا نحو 102 مليار دولار.
إلى جانب التعاون التجاري، هناك شراكة استراتيجية بين الجانبين، وهناك قمة سنوية تعقد بينهما منذ عدة سنوات. فضلاً عن البرامج التعاونية التي تشمل دول الرابطة كافة مع بكين، هناك أيضاً برامج تغطي قطاعات معينة ودول محددة، مثل الشراكة بين دول نهر الميكونج التي تضم كلاً من فيتنام وكمبوديا وتايلاند وميانمار ولاوس، حيث استضافت الصين قمّتها الثامنة في نوفمبر 2024.
تتضمن العلاقات بين الصين والآسيان، رغم إيجابياتها المتعددة، بعض النقاط السلبية الناتجة عن النزاعات حول ملكية جزر في بحر الصين الجنوبي، وما يتبعها من حدود بحرية وخلافات تتعلق بالسيادة. هذه القضايا تشمل موارد طبيعية في المناطق المتنازع عليها، بما في ذلك النفط والمصائد. وقد قامت الفلبين، بسبب ما تعتبره تأخيراً متعمداً من الصين في تفعيل الآليات الجماعية المتفق عليها في إطار الآسيان، باللجوء إلى التحكيم، وهي تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تواجه الصين انتقادات متزايدة من دول أخرى في المنطقة وخارجها، مثل اليابان ودول مجموعة السبع الصناعية وأستراليا بسبب سلوكها في بحر الصين الجنوبي.
تصر الصين على أن تظل القضية قيد التفاوض بينها وبين دول الآسيان، رافضة أي تدخل خارجي، حيث تعتبر ذلك عاملاً سلبياً. كما تؤكد على ضرورة الاستمرار في المفاوضات وفق المبادئ المتبناة في إعلان سلوك الأطراف عام 2002، مع أهمية الإسراع في التوصل إلى مدونة لقواعد السلوك، فيما تتهم بعض دول الآسيان بكين بتعطيل تلك العملية.
تأتي جولة الرئيس الصيني في وقت تشهد فيه العديد من دول العالم، بما في ذلك دول الآسيان، تراجعاً في ثقتها في واشنطن. ومع ذلك، فإن علاقات دول الآسيان مع واشنطن لا تقتصر على الجانب التجاري فحسب، ولذلك، من المرجح أن تسعى تلك الدول للاستفادة من الطرفين دون التضحية بعلاقاتها مع أي منهما.
قد يهمك أيضاً :-
- الصين تتهم الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية متقدمة تستهدف قطاعات حيوية في البلاد
- مكافأة قدرها 3 آلاف جنيه لاختبارات الشهادتين الابتدائية والإعدادية في الأزهر
- هبوط قدره 480 جنيه: أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 وعيار 21 بعد الانخفاض الملحوظ
- الشباب يحقق النجاح .. "سيكو سيكو" يتصدر إيرادات شباك التذاكر بأرقام مذهلة.
- السعودية تُعلن عن إدخال مبحث جديد لطلاب الثانوية العامة لعام 2025.. ما هي التفاصيل؟
تعليقات