
قامت إسرائيل، يوم أمس الأحد، بتكثيف هجماتها الجوية والمدفعية على قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى. وصرح وزير الجيش يسرائيل كاتس: «إن غزة ستصبح أصغر حجماً وأكثر عزلة وسيضطر عدد أكبر من سكانها للنزوح من مناطق القتال»، بينما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مبنى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، مما أدى إلى تدميره وتسبب في وضع مأساوي للجرحى والمرضى بداخله. وتلقت الهلال الأحمر الفلسطيني بلاغاً عن احتجاز إسرائيل لمسعف مفقود كان ضمن مجموعة تعرضت للاستهداف في رفح، وقد أكدت تقارير إعلامية أن دبابة إسرائيلية قامت بقصف مجمع للأمم المتحدة الشهر الماضي، وقد قوبل استهداف مستشفى المعمداني بإدانات واسعة، حيث طالبت بريطانيا إسرائيل بالتوقف عن استهداف المرافق الطبية في غزة.
استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى المعمداني بغزة، مما أدى إلى وضع مأساوي داخل المستشفى الذي يعاني من الاكتظاظ بالجرحى والمرضى. وأُجبرت الطواقم الطبية والنازحون على إخلاء المبنى ونقل المرضى على أسرتهم إلى أماكن أكثر أمانًا، وسط حالة من الفوضى والذعر. وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مبنى الاستقبال بصاروخين، مما أدى إلى تدميره واشتعلت النيران في أقسام الطوارئ والمختبر والصيدلية. وفقًا لشهادات العيان، كان الجيش الإسرائيلي قد هدد بقصف المستشفى قبل استهدافه وأعطى الموجودين فيه من مرضى وجرحى وطواقم طبية 18 دقيقة لإخلائه، مما أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته واللجوء إلى الشوارع المحيطة في أجواء قارسة. وتسبب هذا القصف في إخراج المستشفى عن الخدمة في الوقت الحالي. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل: إن الغارة أدت إلى «تدمير مبنى الجراحات الذي يضم قسم الطوارئ ومحطة توليد الأكسجين لأقسام العناية المركزة». واستنكر المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، هذه الغارة.
وبحسب البرش، فإن المستشفى الأهلي كان «الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة وفيه الجهاز الوحيد لتصوير الأشعة». وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن معظم مستشفيات القطاع أصبحت خارج الخدمة، مؤكدة أن القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من 80 مركزًا صحيًا وأكثر من 140 سيارة إسعاف، في إطار ممنهج لتدمير النظام الصحي. كما حذرت الوزارة من كارثة بيئية وصحية بسبب منع دخول الأدوية وتطعيمات الأطفال.
وقد دانت مصر الهجمات الإسرائيلية على مستشفى المعمداني، حيث وصفت الخارجية المصرية الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها قصف المستشفى المعمداني، بأنها «انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف الدولية». كما دانت قطر الغارة الإسرائيلية على المستشفى، حيث وصفت وزارة الخارجية القطرية في بيان الغارة بأنها «جريمة شنيعة بحق المدنيين العزل وتحد سافر لأحكام القانون الإنساني الدولي». كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة.
ودعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أمس الأحد، إسرائيل إلى وقف «هجماتها المدانة» على المستشفيات في غزة، وكتب لامي على منصة إكس: «إن هجمات إسرائيل على المؤسسات الطبية قلصت بشكل ملحوظ من إمكانية تلقي العناية الصحية في غزة… هذه الهجمات المدانة ينبغي أن تتوقف». من جهة أخرى، واصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم التاسع والعشرين على التوالي، بعد استئناف حربه على القطاع في 18 مارس الماضي. ووجه الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، إنذارًا بالإخلاء إلى سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق خان يونس وفي العديد من الأحياء. وأعلنت كتائب «القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى منطقة أبوالروس شرق مدينة رفح جنوب القطاع، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها. في الجهة المقابلة، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أن سلاح الجو التابع له اعترض قذيفة صاروخية أُطلقت من قطاع غزة، دون وقوع إصابات. وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية استهدفت عدة مناطق في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير إضافي للبنية التحتية الصحية. كما شهدت المنطقة قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا، وأفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 35 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، 25 منهم في وسط وجنوبي القطاع. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 50944 قتيلاً و116156 مصابًا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
في غضون ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الأحد، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغتها أن إسرائيل تعتقل أحد مسعفيها عقب استهدافه مع زملائه في مدينة رفح جنوب قطاع غزة أواخر مارس، مما أدى إلى مقتل 15 مسعفًا. وقالت الجمعية في بيان: «أُبلغنا عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن المسعف أسعد النصاصرة معتقل لدى السلطات الإسرائيلية، حيث كان مصيره مجهولاً عقب استهدافه برفقة مسعفي الجمعية في رفح».
إلى ذلك، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» من خلال مواد مصورة أن الانفجار بمقر تابع للأمم المتحدة بغزة الشهر الماضي نجم عن قذيفتين من دبابة إسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف مقر الأمم المتحدة في 19 مارس بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، مما أسفر عن مقتل عامل إغاثة أوروبي وإصابة 5 موظفين دوليين. وأشارت الصحيفة إلى أن الأضرار بالمقر الأممي بغزة تشبه آثار قذائف دبابات إسرائيلية من نوع «M339» شديدة الانفجار. ومن خلال صور أقمار صناعية، أكدت الصحيفة أن دبابة «ميركافا» و«3 مركبات إسرائيلية» ظهرت على بعد ميلين من المقر المستهدف بغزة. (وكالات)
قد يهمك أيضاً :-
- كوهين يرسل رسالة غامضة لمحمد رمضان: «أشعر بالراحة عند مشاهدة الجيل المصري» مما يثير الجدل
- "صور مروعة من الجحيم".. مطران القدس: غزة تعاني من سلسلة كوارث بسبب حرب إبادة لم تشهد لها البشرية مثيلاً.
- بضغطة زر.. الحصول على شهادة الميلاد الرقمية للأسر الحاضنة بدون الحاجة للذهاب إلى المكاتب أو الانتظار في الصفوف
- أوروبا تستعد لأزمة اقتصادية.. وصول السلع منخفضة الأسعار من الصين قريباً
- حريق في مخزن للأخشاب بالشرابية وقوات الإنقاذ تتجه إلى مكان الحادثة.
تعليقات