الأسواق الناشئة تواجه تحديًا كبيرًا: تأثير انخفاض أسعار النفط على اقتصاداتها

تم تحديثه الثلاثاء 2025/4/15 01:22 م بتوقيت أبوظبي

أفاد محللون أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام، والذي يعود بشكل رئيسي إلى الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من شأنه أن يؤثر سلباً على ميزانيات الدول الناشئة المصدرة للنفط، كما أن أي تباطؤ اقتصادي محتمل قد يقلل من الفوائد التي تعود على الدول المستوردة.

وقد أدت المخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو العالمي والطلب على النفط إلى تراجع أسعار خام برنت بنسبة تزيد عن 20% خلال أسبوع واحد إلى أدنى مستوى لها منذ 4 سنوات بعد إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الشاملة في الثاني من أبريل/ نيسان.

وفقاً لوكالة رويترز، فقد تعافت الأسعار منذ ذلك الحين لتصل إلى نحو 66 دولاراً للبرميل بعد أن كانت أقل من 60 دولاراً.

وتشير التوقعات إلى أن انخفاض أسعار النفط سيكون له تأثير إيجابي على تركيا والهند وباكستان والمغرب والكثير من الدول الأوروبية الناشئة التي تعتمد على واردات الخام.

لكن المستثمرين يرون أن تراجع العائدات بالنقد الأجنبي سيؤثر سلباً على الدول المصدرة للنفط، بما في ذلك دول الخليج ونيجيريا وأنغولا وفنزويلا، وإلى حد ما البرازيل وكولومبيا والمكسيك.

وقال توماس هاوجارد، مدير محفظة ديون الأسواق الناشئة لدى جانوس هندرسون إنفستورز: “ستكون الخسائر (للمصدرين) أكبر نسبياً من المنافع المستفادة للدول المستوردة”.

وأضاف: “غالبًا ما تسهم صادرات النفط بشكل كبير في المالية العامة، مما سينعكس على علاوات مخاطر الائتمان”.

وتتجاوز أسعار النفط الحالية بكثير متوسط المستويات في توقعات موازنات مصدري النفط الرئيسيين على مدار العام، والذي بلغ 69 دولاراً للبرميل، وفقاً لحسابات مورغان ستانلي، مما يعني أن أنغولا والبحرين هما أكثر البلدان تضرراً.

وتعاني أنغولا بالفعل من ضغط، إذ ذكرت وزارة المالية أن الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا اضطرت لدفع 200 مليون دولار الأسبوع الماضي بعد أن أصدر بنك جيه.بي مورغان طلباً يسمى (نداء الهامش) بشأن مبادلة العائد الإجمالي الائتماني للبلاد البالغ مليار دولار. ومبادلة العائد الإجمالي الائتماني هي قرض أصدره البنك في ديسمبر/ كانون الأول بضمان سندات دولارية لأنغولا.

وقالت الوزارة لرويترز يوم الاثنين: “أثر الوضع الحالي على سوق السلع الأولية والسندات الدولية في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مستوى تداول سندات أنغولا الدولية، وأدى إلى نداء الهامش. وقد أوفت أنغولا بالتزامها في الوقت المحدد وبالنقد”.

اختارت أنغولا القرض المضمون لإدارة الالتزامات في وقت كانت تواجه فيه حالة من الضبابية في الوصول إلى سوق السندات الدولية بسبب ارتفاع ديونها الخارجية لمجموعة من الدائنين الأجانب، بما في ذلك الصين ومقرضين تجاريين آخرين.

وقد ارتفع متوسط العوائد على السندات الدولارية لأنغولا إلى أكثر من 10% في ظل عمليات بيع للأصول عالية المخاطر بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية.

ويصنف صندوق النقد الدولي ديون أنغولا على أنها معرضة بشكل كبير للاحتمالية حدوث تعثر، إلا أن حكومة البلاد صرحت أن وضع الديون لديها لا يزال جيداً وعلى مسار مستقر.

وقال جيه.بي مورغان في مذكرة بحثية إن انخفاض أسعار النفط الخام يؤدي أيضاً إلى تراجع تداول أوراق الدين في الأسواق الواعدة التي ظلت صامدة لمدة عام على الأقل.

وأشار إلى صفقات فروق أسعار الفائدة النيجيرية التي تضمنت الاستثمار في سندات خزانة الدولة المصدرة للنفط على أمل ألا تنخفض قيمة النيرة النيجيرية بسرعة أمام الدولار. والمستثمرون معرضون الآن لخطر الخسائر إذا تأثرت قيمة النيرة بانخفاض سعر النفط الخام.

وقال جيه.بي مورغان في مذكرة للمستثمرين: “البنك المركزي مضطر إلى زيادة تدخله في مبيعات الدولار لتجنب مخاطر التحويل والحد من التحرك غير المنظم”.

وذكر محللون أن الانخفاض المستمر في أسعار النفط قد يقوض ما تم إحرازه من تقدم في الإصلاحات الاقتصادية، بل وقد يعكس ذلك التقدم.

يشكل النفط حوالي 90% من صادرات نيجيريا، وكان من المقرر أن تمول عائدات النفط الخام 56% من موازنة هذا العام. توقعت الحكومة أن يبلغ سعر برميل النفط 75 دولاراً في موازنة 2024، لكنها اضطرت إلى تغيير خطتها.

من المفترض، نظرياً، أن يستفيد مستوردو النفط في الأسواق الناشئة من انخفاض فواتير الاستيراد وتحسن عجز حساب المعاملات الجارية، مما يؤدي إلى تأثير إيجابي على ضغوط التضخم، لكنهم يواجهون أيضاً مخاطر.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE