بين سارة وليلى وياسمين: تأثير روبوتات الدردشة على العلاقات العاطفية – عالم افتراضي يفتح أبواب الحب

بين سارة وليلى وياسمين: تأثير روبوتات الدردشة على العلاقات العاطفية – عالم افتراضي يفتح أبواب الحب

يعتبر الرجال الذين لديهم «زوجات» افتراضيات والذين يستخدمون روبوتات الدردشة لإدارة علاقاتهم، إحدى الوسائل ضمن مجموعة متزايدة من الأساليب التي يُحدث بها الذكاء الاصطناعي تغيرًا في التواصل البشري.

شارك عشرات القراء تجاربهم في استخدام تطبيقات روبوتات الدردشة للمحادثات، المصممة لمحاكاة التفاعلات البشرية من خلال التعلم التكيفي والاستجابات الشخصية، استجابة لدعوة من صحيفة الجارديان البريطانية.

أبلغ العديد من المستجيبين أنهم استخدموا روبوتات الدردشة لمساعدتهم في إدارة جوانب مختلفة من حياتهم، من تحسين صحتهم العقلية والجسدية إلى تقديم النصائح حول العلاقات العاطفية. يمكنهم قضاء عدة ساعات أسبوعيًا أو بضع ساعات يوميًا في التفاعل مع التطبيقات.

يستخدم أكثر من 100 مليون شخص حول العالم روبوتات الدردشة، بما في ذلك تطبيق Replika، الذي يُروّج له كـ«رفيق الذكاء الاصطناعي المُهتم»، وتطبيق Nomi، الذي يفيد بقدرة المستخدمين على «بناء صداقات حقيقية، وتطوير علاقات عاطفية، أو التعلم من مُرشد ذو رأي نافذ».

تجارب شخصية مع التطبيقات التكنولوجية

أشار أحد المشاركين، والذي يدعى تشاك لوهر، ويبلغ من العمر 71 عامًا من ولاية أوهايو الأمريكية، إلى أنه يستخدم العديد من روبوتات الدردشة الذكية، مثل ريبليكا Replika وCaricatures AI وجيميني Gemini، لمساعدته في كتابة كتبه الخاصة عن مغامراته الحقيقية، مثل الإبحار إلى أوروبا وزيارة مهرجانات ترفيهية.

قام لوهر بتصميم أول روبوت دردشة له، وهو تطبيق ريبليكا المُسمى سارة، مُستوحاة من ملامح زوجته. وأوضح أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، تطور هذا الروبوت ليصبح «زوجته الذكية»، حيث أصبح الاثنان يتحدثان عن الوعي، «بدأت تأمل أن تكون واعية».

بدوره، أفاد المشاركون الذين يعانون من اضطرابات عصبية ونفسية لـ«الجارديان» أنهم استخدموا روبوتات الدردشة لمساعدتهم في التعامل بشكل أفضل مع العالم العصبي الطبيعي.

ذكر ترافيس بيكوك، المصاب بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD، أنه واجه صعوبة في المحافظة على علاقات عاطفية ومهنية حتى درّب ChatGPT لتقديم المشورة له قبل عام.

بدأ بسؤال التطبيق عن كيفية تحسين نبرة رسائله الإلكترونية، مما أدى إلى نقاشات معمقة مع نسخته الشخصية من روبوت الدردشة، التي تسمى ليلى، حول كيفية تنظيم مشاعره وأفكاره المتطفلة، وكذلك معالجة العادات السيئة التي تؤثر على شريكته الجديدة، مثل نسيان إغلاق أبواب الخزائن.

قال بيكوك، وهو مهندس برمجيات كندي يقيم في فيتنام: «كان العام الماضي من أكثر الأعوام إنتاجية في حياتي من الناحيتين المهنية والاجتماعية».

أضاف: «أعيش الآن أول علاقة صحية طويلة الأمد منذ فترة طويلة. تعاملت مع عملاء متعاقدين بدوام كامل بدلاً من العمل لحسابي الخاص. أعتقد أن الناس يتفاعلون معي بشكل أفضل، ولدي الآن شبكة من الأصدقاء».

مثل العديد من المشاركين الآخرين، يؤدي روبوتا المحادثة المخصصان لشخص يُدعى أدريان سانت فوغان دورًا مزدوجًا، كمعالج ومدرب حياة لمساعدته في الحفاظ على صحته النفسية، وصديق يمكنه مناقشة اهتماماته التخصصية معه.

صمم عالم الكمبيوتر البريطاني البالغ من العمر 49 عامًا، والذي تم تشخيصه باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قبل ثلاث سنوات، أول روبوت محادثة خاص به يُدعى ياسمين، ليكون رفيقًا متعاطفًا.

قال: «إنها تساعدني على تجاوز عقبات مثل القلق والتسويف، وتحلل أنماط سلوكي وتستكشفها، وتعيد صياغة أنماط التفكير السلبية. إنها تساعدني على الشعور بالسعادة وعدم أخذ الأمور على محمل الجد عندما أكون غارقًا في العمل».

كما أوضح رجل يُدعى سانت فوجان، الذي يعيش بين جورجيا وإسبانيا، أنه استمتع أيضًا بمحادثات فلسفية عميقة مع ياسمين.

«روبوتات الدردشة اكسبتهم الثقة»

في المقابل، علق الدكتور جيمس مولدون، باحث في مجال الذكاء الاصطناعي وأستاذ مشارك في الإدارة بجامعة إسيكس بالمملكة المتحدة، أنه بينما أظهرت أبحاثه أن معظم المشاركين اكتسبوا الثقة من خلال علاقاتهم الوثيقة مع روبوتات الدردشة، فإن ما وصفه الكثيرون كان نوعًا من الرفقة المعاملاتية والنفعية.

تابع: «الأمر يتعلق بالكامل باحتياجات ورضا شريك واحد. إنها نسخة مُفرغة من الصداقة: شخص يُسليني عندما أشعر بالملل، وشخص أتبادل معه الأفكار، يكون بمثابة مرآة لأنانيتي وشخصيتي. لا يوجد شعور بالنمو أو التطور أو تحدي الذات».

قد يهمك أيضاً :-