«أعظم ديكتاتور».. من هو الرئيس «أبو كيلة» الفلسطيني الذي حظي بلقاء ترامب؟

«أعظم ديكتاتور».. من هو الرئيس «أبو كيلة» الفلسطيني الذي حظي بلقاء ترامب؟

استقبل الرئيس الأمريكي، يوم الإثنين، نظيره السلفادوري نجيب أبو كيلة في زيارة رسمية إلى البيت الأبيض، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية في أميركا اللاتينية والعالم.

يُعتبر أبو كيلة، الذي يطلق على نفسه لقب “أفضل ديكتاتور في العالم”، أول رئيس من أميركا اللاتينية يزور البيت الأبيض منذ توليه منصبه، مما يضفي على الزيارة بعدًا رمزيًا ويعكس تحالفًا ملحوظًا في وقت حساس.

ما الذي تم مناقشته في لقاء ترامب ونجيب أبو كيلة؟

كان هذا اللقاء أكثر من مجرد زيارة دبلوماسية، بل كان علامة قوية على تحالف أمني جديد بين الرجلين الأكثر إثارة للجدل في نصف الكرة الغربي، حيث ناقش الزعيمان عددًا من الملفات الحساسة، من أبرزها:

قضايا الهجرة: تم الاتفاق على استقبال السلفادور لعدد من المهاجرين الفنزويليين المحتجزين على الحدود الأمريكية، ونقلهم إلى “سجن سيكوت”، وهو واحد من أكبر مراكز الاحتجاز في أميركا اللاتينية.

مبادرة جديدة: أفادت تقارير إعلامية بأن ترامب اقترح فكرة غير تقليدية تقضي بإرسال بعض المواطنين الأمريكيين المدانين إلى السجون السلفادورية، بهدف تقليل الضغط على النظام القضائي الأمريكي. ورغم الجدل القانوني حول هذا الاقتراح، فإنه يعكس الثقة المتزايدة بين الزعيمين.

التحالف ضد الجريمة المنظمة: أشاد ترامب بأسلوب أبو كيلة في التعامل مع العصابات الإجرامية، مُشيرًا إلى إمكانية تبادل الخبرات في مكافحة الجريمة العابرة للحدود.

من هو نجيب أبو كيلة؟.. بروفايل الرئيس السلفادوري

يعد الرئيس الحالي للسلفادور من أبرز الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في أمريكا اللاتينية، حيث يتميز بأسلوبه غير التقليدي في الحكم، ويصف نفسه بأنه “أروع ديكتاتور في العالم”، وهو لقب يجسد مزيجًا من السخرية والواقعية في نهجه السلطوي.

النشأة والمسيرة السياسية

وُلد في 24 يوليو 1981، وينحدر من أصول فلسطينية، حيث يأتي من القدس عبر والده ومن بيت لحم عبر جدته. أما والدته، فهي سلفادورية الأصل، وهذا التنوع الثقافي شكل خلفية فريدة لأبو كيلة الذي أصبح بسرعة واحدة من أبرز الشخصيات السياسية الشابة في أمريكا اللاتينية، بأسلوبه غير التقليدي في الحكم وحضوره البارز على وسائل التواصل الاجتماعي.

بدأ مسيرته السياسية كعمدة لمدينة نويفو كوسكاتلان، ثم عُين عمدة للعاصمة سان سلفادور، وفي عام 2019، فاز بالانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل عن حزب “غانا” اليميني الوسطي، منهياً عقودًا من حكم الحزبين التقليديين في البلاد. وفي عام 2024، أُعيد انتخابه بنسبة تجاوزت 84% بعد أن سمحت المحكمة الدستورية.

ورغم جذوره الفلسطينية، احتفظ أبو كيلة بعلاقة سياسية علنية مع إسرائيل، حيث زار القدس المحتلة وقام بوضع قبعة “الكيباه” اليهودية أثناء زيارته لحائط البراق، كما زار متحف الهولوكوست والتقى عددًا من المسؤولين الإسرائيليين، مما أثار استغراب بعض المراقبين وجعل آخرين يعتبرونه رجل توازنات إقليمية.

السياسات الأمنية والاقتصادية

خلال فترة حكمه، أطلق حملة صارمة ضد العصابات، مُعلِنًا حالة الطوارئ في عام 2022، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 75,000 شخص، أي حوالي 1% من سكان البلاد. ورغم الانخفاض الكبير في معدلات الجريمة، أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها بشأن الاعتقالات التعسفية وانتهاكات الحقوق المدنية.

اقتصاديًا، جعل أبو كيلة السلفادور أول دولة تعتمد البتكوين كعملة قانونية، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا حول جدواها وتأثيرها على الاقتصاد الوطني.

الجدل حول حقوق الإنسان والديمقراطية

تواجه حكومة أبو كيلة انتقادات حادة بسبب تآكل الديمقراطية في البلاد، حيث قام باستبدال قضاة المحكمة العليا بحلفائه وضعف المؤسسات المستقلة، مما أثار مخاوف من انتقاله نحو حكم استبدادي. ورغم هذه الانتقادات، يحتفظ أبو كيلة بشعبية مرتفعة، حيث يُعتبر زعيمًا قويًا أعاد الأمن إلى البلاد.

قد يهمك أيضاً :-