ترامب يثير المخاوف بشأن الاستقرار المالي… والثقة في وول ستريت تتعرض أولا للخطر

ترامب يثير المخاوف بشأن الاستقرار المالي… والثقة في وول ستريت تتعرض أولا للخطر

تم تحديثه الأربعاء 2025/4/16 12:46 ص بتوقيت أبوظبي

في منتصف فبراير/شباط، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطاباً في مؤتمر بميامي حضره كبار المستثمرين ورجال الأعمال في وول ستريت، الذين يديرون تريليونات الدولارات، مثل روبرت سميث، ونير بار ديا، وجوش هاريس.

وخلال خطابه، قال ترامب: “إذا كنت ترغب في بناء مستقبل أفضل، فإن أمريكا، تحت قيادة دونالد ترامب، هي أفضل مكان لتحقيق ذلك”. بدا أن الأسواق المالية تعكس هذا الكلام، حيث شعر القادة الماليون بأن عصر القيود التنظيمية قد انتهى، وأن الأرباح ستتضاعف.

لكن بعد أقل من 8 أسابيع، تغير كل شيء، كما ورد في تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز. ففي 2 أبريل/نيسان، أشعل ترامب حربًا تجارية شاملة، مما أدى إلى اضطرابات حادة في الأسواق وزيادة مخاوف التضخم والانكماش الاقتصادي.

حتى قبل تلك الخطوة، كانت وول ستريت تعاني، حيث تراجعت صفقات الاستحواذ لأدنى مستوى في عقد، وقامت شركات كبرى مثل دلتا وولمارت بتقليص توقعاتها المالية. وكان هناك اعتقاد واسع بأن التعريفات الجمركية ستبطئ النمو الأمريكي بشكل حاد.

وذكر أحد التنفيذيين: “لم نأخذه على محمل الجد. كنا نعتقد أن أحد مستشاريه الاقتصاديين سيقنعه بأن التعريفات فكرة سيئة”. ولكن الواقع كان عكس ذلك.

علاقة معقدة

على الرغم من أن ترامب لديه علاقات طويلة بوول ستريت منذ أيام عمله في مجال العقارات، إلا أن علاقته بالمؤسسات المالية كانت دائمًا معقدة. كان يشعر أن النخبة تتجاهله، خصوصًا عندما كان بحاجة إلى دعمهم في الثمانينات.

خلال ولايته الأولى، قام ترامب بتعيين شخصيات من بنك غولدمان ساكس في مناصب رئيسية، مثل ستيفن منوشن وغاري كوهن، وأنشأ “منتدى السياسات الاستراتيجية” الذي ضم كبار قادة وول ستريت. لكن العلاقة توترت، خاصة بعد اقتحام الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، حين وصفه ستيفن شوارزمان، أحد أقرب حلفائه، بأنه “مروع”، وصرح بعد ذلك أنه سيدعم وجوهًا جديدة في الحزب الجمهوري.

ومع تزايد فرص ترامب في الفوز بانتخابات 2024، عاد العديد من أولئك الداعمين إلى جانبه. وأعلن شوارزمان دعمه له في مايو/أيار الماضي، بينما دافع جيمني ديمون من JPMorgan عن التعريفات الجديدة، معتبرًا إياها خطوة لأمن قومي.

ومع ذلك، يشعر الكثير من التنفيذيين أن أصواتهم لم تعد مسموعة، خاصة وأن ترامب أحاط نفسه بدائرة ضيقة من الموالين، أبرزهم سكوت بيسنت، وزير الخزانة الحالي. هذا الصمت الإجباري جعل بعضهم يخشى حتى من التعبير عن آرائهم، خوفًا من الانتقام السياسي أو الملاحقة القانونية.

ويقول أنطوني سكاراموتشي، المسؤول السابق في البيت الأبيض: “المدراء التنفيذيون مرعوبون… حتى مكاتب المحاماة لم تعد قادرة على حمايتهم”.

أزمة السندات

عندما بدأت الأسواق في الانهيار في أبريل/نيسان الجاري، حاول ترامب التقليل من شأن الأزمة. لكنه في النهاية أقر بأن سوق السندات “بدأ يتوتر”، مما دفعه لتجميد مؤقت للتعريفات. وكان من بين القلائل الذين تمكنوا من التأثير عليه هو جيمي ديمون، ولكن ليس من خلال اجتماع خاص، بل عبر ظهوره على قناة “فوكس بيزنس”.

أزمة السندات كشفت عن هشاشة الأسواق الأمريكية، حيث بدأ المستثمرون الأجانب في سحب أموالهم، وتراجعت التداولات المحفوفة بالمخاطر. حتى الشركات الكبرى لم تعد قادرة على الاقتراض.

بعد أسبوع من الفوضى، أعلن ترامب تجميدًا جزئيًا للتعريفات. وأفاد أحد المقربين منه: “هو لا يمانع في أن تتلقى وول ستريت ضربة، لكنه لا يريد انهيارًا شاملًا”.

رغم ذلك، فإن مصير ترامب السياسي والاقتصادي لا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأسواق المالية، حتى وإن بدت علاقته معها متوترة. فالقطاع الخاص، وبشكل خاص شركات الاستثمار المدعومة بالديون، يعيش حالة من الهشاشة الخطيرة. التضخم يتصاعد، والافتراضات حول الاستقرار لم تعد قائمة.

وكتب ترامب على منصته الاجتماعية في 5 أبريل/نيسان بقوله إنه مستعد لتحمل الألم الاقتصادي: “هذه ثورة اقتصادية وسننتصر”. ومع ذلك، فإن الأسواق لها رأي آخر: العوائد على السندات مرتفعة، الدولار يتراجع، والثقة تتآكل.

وذكر أستاذ الاقتصاد جوزيف فودي: “ما حدث كان ضربة قوية لثقة وول ستريت… أصبحوا يدركون الآن أن كل شيء غير مؤكد وغير قابل للتوقع”.

aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE

قد يهمك أيضاً :-