
بينما تدرس الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على الطائرات المستوردة، أكدت إيرباص أن تكاليف هذه الرسوم ستقع على عاتق شركات الطيران، وليس المصنع.
في خطوة جديدة ضمن تصاعد التوترات التجارية، أعلن جيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص، أن شركات الطيران هي المسؤولة عن تحمل تكلفة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المفروضة على الطائرات المستوردة، إذا قررت واشنطن زيادة هذه الرسوم من 10% إلى 20%، وذلك حسبما أفادت صحيفة “ليزكو” الاقتصادية الفرنسية.
وأشار فوري خلال الجمعية العامة للمجموعة المنعقدة يوم الثلاثاء إلى أن “الرسوم الجمركية يجب أن يتحملها من يقوم بالاستيراد”، في تصريح يُعتبر بمثابة إلقاء المسؤولية على عاتق شركات الطيران.
شركات الطيران في مرمى الضرائب… والحلول “قيد الدراسة”
تدرس واشنطن حالياً إمكانية إنهاء فترة تعليق مؤقتة مدتها 90 يوماً، مما قد يفتح المجال لفرض رسوم مضاعفة. ومع اعترافه بأن هذه الرسوم “لا تعجب” العملاء، أكد فوري أن إيرباص تعمل مع شركات الطيران على “عدة أفكار محتملة” لتخفيف أثر هذه الإجراءات. لكنه شدد على ضرورة فهم طبيعة هذه الضرائب وتطوراتها قبل اتخاذ قرارات بديلة.
قطاع هش… وسلاسل إمداد عابرة للقارات
ليست شركات الطيران وحدها المتأثرة؛ إذ أوضح فوري أن إيرباص نفسها تواجه تكاليف إضافية عند استيراد قطع الغيار إلى مصنعها في مدينة موبيل بولاية ألاباما الأمريكية.
وأضاف: “توقعاتنا لعام 2025، التي نُشرت في فبراير، لا تأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه الضرائب الجديدة”، ملمحاً إلى إمكانية مراجعة النتائج المستقبلية بناءً على التطورات. وتابع قائلاً: “نقوم بإجراء تقييم دقيق لهذه التعقيدات لفهم ما الذي سيتأثر، ونعدل سلاسل الإنتاج بناءً على ذلك.”
شركات طيران تلوّح بالتصعيد
في أوروبا، لوّح مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة “رايان إير”، بإمكانية تأخير استلام الطائرات من بوينج إذا ارتفعت التكاليف، بينما رفضت شركة “دلتا إيرلاينز” الأمريكية تحمل الرسوم الجمركية المفروضة على الطائرات التي تنتظرها من إيرباص هذا العام.
وسط هذه الأجواء، حذر فوري من هشاشة صناعة الطيران، قائلاً: “كل طائرة تتكون من نحو 3 ملايين قطعة، وتعتمد هذه الصناعة على انسيابية تبادلها بين أوروبا وأمريكا دون قيود جمركية.”
ترقب حذر… والقطاع يتنفس الصعداء مؤقتاً
ورغم التجميد المؤقت للرسوم الإضافية لمدة ثلاثة أشهر، لم يخرج قطاع الطيران من دائرة القلق بعد. فقد بدأت الرسوم البالغة 10%، التي فُرضت منذ 9 أبريل/ نيسان على صادرات الطيران الأوروبية، بإحداث ارتباكات فعلية في قطاع يعتمد على العولمة ويُبنى على غياب الحواجز التجارية بين ضفتي الأطلسي.
في ظل هذا المناخ الضبابي، تفضل بعض شركات الطيران والمصنعين، بما في ذلك مقاولون من الباطن لدى إيرباص وبوينغ، تأجيل استلام الطائرات حتى تتضح الرؤية أو تعود واشنطن عن تصعيدها الجمركي المحتمل.
قد يهمك أيضاً :-
- الضرائب تواجه صعوبات أمام هيمنة الشركات الكبرى وأثرياء الولايات المتحدة في فترة ترامب.
- الولايات المتحدة تطلق استراتيجية طموحة لتطوير استكشاف النفط والغاز في أعماق المحيط.
- ترامب يتلاعب في صراع أسعار الفائدة.. تحذير بإقالة جيروم باول
- قاضية أمريكية تفرض قيوداً على هيئة الكفاءة التابعة لماسك وتوجه لها ضربة قوية
- المطاعم الصينية في الولايات المتحدة: زيادة تكاليف الوجبات بسبب رسوم ترامب
تعليقات