
أكدت الصين يوم الأربعاء أنها “لا تخشى” الدخول في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مجددة دعوتها إلى الحوار، وذلك عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تشير إلى أن الصين هي من يجب أن تأتي إلى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان: “إذا كانت الولايات المتحدة ترغب حقاً في حل المشكلة من خلال الحوار والتفاوض، فعليها التوقف عن ممارسة الضغوط الشديدة ووقف التهديدات والابتزاز، والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة”.
ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، جاء هذا البيان بعد تصريحات من البيت الأبيض الثلاثاء، حيث أفاد بأن الكرة “أصبحت في ملعب الصين” فيما يتعلق بالمفاوضات.
وفيما أكّدت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت انفتاح ترامب على التوصل إلى اتفاق مع بكين، شددت على ضرورة أن تبادر الصين لاتخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأمريكية تشكل ورقة ضغط.
وجاء في بيان للرئيس الذي تلته ليفيت في مؤتمر صحفي: “على الصين أن تبرم اتفاقاً معنا. لسنا نحن من يتوجب عليه إبرام اتفاق معهم”.
وأضافت: “الكرة في ملعب الصين” إذا أرادت إنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأظهرت الصين يوم الأربعاء وضعاً اقتصادياً أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2025، بفضل مسارعة المصنعين إلى تصدير المنتجات قبل فرض ترامب رسوماً جمركية إضافية مرتفعة، مما يؤدي إلى “ضغوط”، على حد قول بكين.
بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5.4% في الربع الأول، بحسب المكتب الوطني للإحصاء، وهي نتيجة تفوق بكثير نسبة 5.1% التي توقعها مجموعة من الخبراء تخضعت لاستطلاع آراء وكالة فرانس برس.
وأمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بتعليق استلام جميع الطائرات التي طلبت شرائها من شركة بوينغ الأمريكية، في سياق تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرغ الثلاثاء.
وعلّق ترامب الثلاثاء على منصة “تروث سوشال” قائلاً: “إنه من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينغ، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل”.
ووفقًا لبلومبرغ، طلبت الصين أيضاً من شركات الطيران في البلاد “وقف شراء كل المعدات وقطع غيار الطائرات من الشركات الأمريكية”، ما نقلته بلومبرغ عن مصادر مطلعة.
وتبدو بكين عازمة أيضاً على استهداف الزراعة الأمريكية، حيث أكدت رابطة مصدّري اللحوم الأمريكية لوكالة فرانس برس أن غالبية تراخيص مصدّري لحوم البقر لم تُجدَّد منذ منتصف مارس/آذار.
كما أعلنت إدارة بريد هونغ كونغ يوم الأربعاء أنها ستعلق إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة.
وشكّلت الجبهات الجديدة التي فتحها دونالد ترامب من خلال حملته الجمركية، ضغطاً على أسواق الأسهم العالمية يوم الأربعاء، حيث تأثرت أسهم قطاع صناعة التكنولوجيا بشكل خاص بسبب القيود المفروضة على رقائق شركة إنفيديا العملاقة.
وفي أوروبا، تراجعت بورصة باريس في التعاملات المبكرة 0.6%، وفرانكفورت 0.6%، ولندن 0.2%، وميلانو 0.7%.
وفي آسيا، أغلقت بورصة طوكيو على انخفاض نسبته 1.01%. كما تراجعت الأسواق الصينية بشكل حاد، حيث خسر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ نحو 2%، بينما خسر مؤشر شنتشن 0.8%، في حين حافظ مؤشر شنغهاي على استقراره.
من جانبه، يواصل الرئيس الصيني شي جين بينغ جولته في جنوب شرق آسيا بزيارة لماليزيا يوم الأربعاء، في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الجمركية الأمريكية.
في البداية، فرض ترامب رسوماً جمركية على الواردات الصينية بسبب اتهامه بكين بالمساهمة في توريد مادة الفنتانيل المخدّرة، ثم رُفعت نسبة هذه الرسوم بشكل حاد، مشيراً إلى أنها رد على ممارسات تجارية للصين تعتبرها واشنطن مجحفة.
ومنذ بداية هذا العام، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 145% على العديد من الواردات الصينية، تضاف إلى الرسوم المفروضة من الإدارات السابقة.
شمل ذلك 20% ترتبط بعدم مكافحة بكين لتوريد الفنتانيل وغيرها من المواد المخدّرة، بالإضافة إلى 125% تتعلق بالممارسات التجارية.
وردّت بكين بفرض رسوم وصلت نسبتها حتى الآن إلى 125%.
مع ذلك، قررت إدارة ترامب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطورة مثل الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الأخيرة.
وعلّقت الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد عن حد أدنى نسبته 10% لمدة 90 يوماً، مع فتح البيت الأبيض باب التفاوض.
في هذا الإطار، أعلنت كوريا الجنوبية، أحد أكبر مصدري السيارات وأشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة، يوم الأربعاء أن وزير المال تشوي سانغ-موك سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للقاء نظيره سكوت بيسنت.
من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مقابلة مع مجلة “دي تسايت” الألمانية أن الاتحاد الأوروبي “في موقف قوي” في المفاوضات المقبلة “لأننا كأوروبيين نعرف بالضبط ما نريد وما هي أهدافنا”.
أما كندا، وهي دولة أخرى في مرمى نيران ترامب، فقدمت لفتة لشركات صناعة السيارات يوم الثلاثاء ستسمح لها باستيراد عدد معين من المركبات المصنعة في الولايات المتحدة مقابل التزامها بالحفاظ على إنتاجها في كندا، دون رسوم جمركية.
وفرضت أوتاوا رسوماً جمركية نسبتها 25% على هذه المنتجات رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن والبالغة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA==
جزيرة ام اند امز
EE
قد يهمك أيضاً :-
- الولايات المتحدة تطلق استراتيجية طموحة لتطوير استكشاف النفط والغاز في أعماق المحيط.
- ترامب يتلاعب في صراع أسعار الفائدة.. تحذير بإقالة جيروم باول
- قاضية أمريكية تفرض قيوداً على هيئة الكفاءة التابعة لماسك وتوجه لها ضربة قوية
- المطاعم الصينية في الولايات المتحدة: زيادة تكاليف الوجبات بسبب رسوم ترامب
- الأجزاء يابانية والأبواب فرنسية.. رسوم ترامب تؤثر على طائرات بوينغ 'العالمية'
تعليقات