
شهد سعر صرف الدينار التونسي تحسناً أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر تداول الدولار، وفق مؤشرات البنك المركزي التونسي، 2.99 دينار تونسي.
هذه هي المرة الأولى منذ عام 2022 التي ينخفض فيها الدولار إلى ما دون 3 دنانير.
سجّل سعر صرف الدولار تراجعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة مقابل العملات الرئيسية، حيث وصل إلى أدنى مستوياته مقابل اليورو منذ 2022، نتيجة السياسات التجارية الأخيرة التي اتبعها دونالد ترامب.
يعتبر خبراء الاقتصاد في تونس أن التحسن في سعر صرف الدينار مقابل الدولار هو أمر بالغ الأهمية، خاصة فيما يتعلق بالمعاملات التجارية وعمليات الاستيراد.
أوضح الخبير الاقتصادي التونسي، هيثم حواص، في تصريح لـ”العين الإخبارية” أن السياسة النقدية التي اتبعها البنك المركزي التونسي، من خلال اعتماد سياسة نقدية حذرة والإبقاء على نسب فائدة رئيسة مرتفعة بـ8% للحد من التضخم، قد منحت استقرارًا للعملة التونسية.
وأشار إلى أن تونس أنهت عام 2024 بسعر صرف بلغ 3.10 دينار للدولار، ثم انخفض إلى 3.06 دينار، ليصل حاليًا إلى 2.99 دينار.
وأكد أن هناك عدة عوامل أسهمت بشكل كبير في استقرار الدينار التونسي، من أبرزها انخفاض عجز الميزان الجاري إلى أقل من 2% خلال عام 2024، بالإضافة إلى الدور المهم الذي لعبه القطاع السياحي في تونس، وأهمية تحويلات المغتربين، وتحسن قطاعات الفوسفات والزيتون والتمور، مما ساهم في تماسك العملة المحلية وتعزيز احتياطي العملة الأجنبية.
وأوضح أنه من الضروري أن يكون الدينار التونسي قويًا أمام الدولار، حيث أن معظم المعاملات التجارية الخاصة باستيراد المواد البترولية والأساسية وتسديد القروض تتم بالدولار.
بدوره، وصف أستاذ الاقتصاد التونسي ووزير التجارة السابق، محسن حسن، لـ”العين الإخبارية” أن تراجع سعر صرف الدولار سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد التونسي، من حيث تقليل كلفة استيراد المواد الأساسية، وتخفيض خدمة الدين الخارجي، وزيادة موجودات العملة الصعبة على المدى القصير.
وأشار محسن حسن إلى أن تراجع قيمة الواردات من المواد الأساسية والطاقة، إلى جانب الانخفاض الطفيف في خدمة الدين الخارجي، سيؤثران بشكل إيجابي على رصيد العملة الصعبة، مما يؤدي لتحسن الموجودات النقدية الأجنبية في البنك المركزي التونسي.
توقع أن تستمر موجة انخفاض سعر صرف الدولار، مرجحًا أن تكون الإدارة الأمريكية تهدف إلى تخفيض طوعي في قيمة الدولار، كونه عملة عالمية تُستخدم في الادخار واحتياطيات النقد الأجنبي، مشيرًا إلى أن الإدارة تهدف لجعل الدولار ضعيفًا لتعزيز الصادرات الأمريكية وزيادة تنافسية الاقتصاد الأمريكي.
وفق مذكرة صدرت عن البنك المركزي التونسي يوم الإثنين، استمر معدل صرف الدينار في إظهار قدرته على مواجهة العملات الأجنبية الرئيسية خلال شهر فبراير/شباط 2025، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي و0.1% مقابل اليورو على أساس شهري.
أشار البنك المركزي التونسي في مذكرته المعنونة بـ”التطورات الاقتصادية والنقدية وآفاق التضخم / أبريل 2025″ إلى أن سعر صرف الدينار ارتفع بنسبة 1.9% على أساس سنوي مقابل اليورو، بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1.4% في نفس الفترة من عام 2024.
أما بالنسبة للدولار، فقد تراجع الدينار التونسي بنسبة 2.4% كمعدل خلال الشهرين الأولين من عام 2025، مقابل تراجع بنسبة 0.4% في نفس الفترة من عام 2024.
رغم ذلك، ارتفعت قيمة الدينار التونسي خلال الشهرين الأولين من عام 2025 بنسبة 2.5% على أساس سنوي، مقارنة بارتفاع بنسبة 3.6% في عام 2024، مما ساعد في تخفيف الضغوط الناتجة عن سعر الصرف وساهم في استمرار الانفراج التدريجي لمعدلات التضخم.
تعليقات