رسوم ترامب لصالح الهند: فرصة لتحقيق حلم اقتصادي قديم

رسوم ترامب لصالح الهند: فرصة لتحقيق حلم اقتصادي قديم

عندما كانت الهند تواجه خطر فرض تعريفة جمركية بنسبة 27% على معظم صادراتها إلى الولايات المتحدة، اعتبر بعضهم أن هذه فرصة كبيرة، خصوصًا أن الصين، المنافس الاقتصادي الأكبر للهند، ومنافسيها الأصغر مثل فيتنام، كانوا يواجهون وضعًا أصعب.

لقد بذلت الهند جهودًا كبيرة في السنوات الأخيرة لتصبح بديلًا صناعيًا عن الصين، ويبدو الآن أنها حصلت على فرصة لتحقيق ذلك.

حصلت الهند وبعض المنافسين الأصغر على مهلة 90 يومًا، في الوقت الذي زاد فيه الرئيس ترامب الضغوط على الصين، رافعًا تعريفاتها الجمركية إلى 145%.

يقول برافين خانديوال، عضو البرلمان عن الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وهو شخصية بارزة في جماعات الضغط التجارية في البلاد، إن الضريبة العالية على الواردات الصينية إلى أمريكا تمثل “فرصة مهمة للتجارة والصناعة في الهند”.

وأفادت نيويورك تايمز أن الهند، بقوتها العاملة، تسعى منذ فترة طويلة للدخول في قطاع التصنيع على غرار الصين، إلا أن مصانعها لم تكن جاهزة بعد.

على مدار السنوات العشر الماضية، عمل مودي لتحقيق هدف أطلق عليه اسم “صنع في الهند”.

قدمت الحكومة حوافز للشركات المنتجة للسلع في القطاعات الاستراتيجية، مخصصة ميزانية تتجاوز 26 مليار دولار، وسعت لجذب الاستثمارات الأجنبية من أجل تقليل اعتماد الهند على الواردات الصينية.

كان أحد أهدافها هو خلق 100 مليون وظيفة جديدة في قطاع التصنيع بحلول عام 2022.

تحققت بعض النجاحات في هذا الاتجاه، حيث بدأت شركة فوكسكون التايوانية تصنيع هواتف آيفون لشركة أبل في الهند، بعد نقل بعض أنشطتها من الصين.

ومع ذلك، تراجع دور التصنيع في الهند على مدى العقد الماضي مقارنةً بقطاعي الخدمات والزراعة، حيث انخفضت نسبته من 15% إلى أقل من 13% من الاقتصاد الكلي.

يُعتبر التصنيع والوظائف التي يمكن توفيرها عوامل حاسمة في صعود الهند كقوة عالمية.

تمتلك الصين اقتصادًا يفوق الاقتصاد الهندي بخمسة أضعاف، وهي أكبر الدول الآسيوية التي حققت الازدهار من خلال تصنيع وبيع سلع يرغب بقية العالم في شرائها.

لقد حققت البنية التحتية العامة في الهند تقدمًا كبيرًا في عهد رئيس الوزراء مودي، لكن عشر سنوات لم تكن كافية لتدريب القوى العاملة المتزايدة في البلاد لتلبية متطلبات الشركات.

علاوةً على ذلك، لا يزال الطريق غير ممهد فيما يتعلق بربط مراكز القوة الاقتصادية الهندية ببعضها البعض.

على بُعد ساعة واحدة فقط من نيودلهي، على طريق سريع يتكون من 8 مسارات، تقع منطقة راي الصناعية في ولاية هاريانا، وهي أرض كانت تُزرع فيها محاصيل القمح والخردل في بداية القرن.

تنتج بعض المصانع في هذه المنطقة قطع غيار السيارات والأغذية، وتعمل هذه المصانع منذ 20 عامًا، بينما بدأت مصانع أخرى للتو، آمِلةً في تحقيق تقدم قريب.

يقول فيكرام باثلا، مؤسس شركة ليكرافت عام 2019، المُصنّعة لبطاريات الليثيوم أيون للسيارات، إن الحصول على التكنولوجيا كان من بين العوائق التي واجهها مشروعه.

يعتمد باثلا بشكل كبير على الواردات، التي يجب شراءها بكميات كبيرة وتستغرق وقتًا طويلًا للشحن، ويعاني من صعوبة في توظيف الكفاءات اللازمة لأعمال التقنية العالية.

وأضاف: “يمكننا شراء المعدات، وهذا ما نفعله – وغالبًا ما تأتي من الصين، لكن ما ينقصنا هو العمالة الماهرة لاستخدامها”.

وأشار إلى أنه يحاول منذ خمس سنوات اللحاق بمنافسيه الذين سبقوه بخمسة عشر عامًا، في حين أن نقص العمالة يُعتبر العائق الأكبر.

قد يهمك أيضاً :-