«أزمة إنسانية» في غزة نتيجة الحرب وفرض قيود على المساعدات

«أزمة إنسانية» في غزة نتيجة الحرب وفرض قيود على المساعدات

في تطور جديد، قامت إسرائيل بتوسيع نطاق حربها على قطاع غزة، حيث استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى. وقد أعلنت إسرائيل أن 30 في المئة من أراضي القطاع أصبحت مناطق عازلة، وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي تراجعه عن تصريحات سابقة فيما يخص إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد الانتقادات التي تعرض لها من اليمين الإسرائيلي المتطرف. وفي هذا السياق، شهد قطاع غزة تدهوراً إنسانياً مع تحول المجاعة إلى ظاهرة واضحة، وفق ما أفاد به مكتب الإعلام الحكومي. كما صرحت منظمة أطباء بلا حدود بأن غزة أصبحت بمثابة مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يقدمون لهم الدعم، في حين أفادت الأمم المتحدة أن نحو 500 ألف شخص قد نزحوا من جديد في القطاع بعد انتهاء الهدنة.
وسعت القوات الإسرائيلية، أمس الأربعاء، من عملياتها العسكرية في وسط القطاع، حيث قامت بتفجير عدد من المنازل السكنية شرق مدينة غزة. كما أصدرت إنذارات للنازحين الفلسطينيين المتواجدين في مدرسة فاطمة بنت أسد في بلدة جباليا، تطلب منهم إخلاء المبنى تحضيراً لقصفها. وأكدت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، أن التقديرات تشير إلى أن نحو نصف مليون شخص نزحوا منذ 18 مارس/آذار، سواء كان الأمر لأول مرة أو مرة أخرى، في حين أن سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة قد نزحوا في غالبيتهم العظمى قبل وقف إطلاق النار.
وحدثت مآسي جديدة حيث قُتل 25 فلسطينياً وأُصيب 89 آخرون خلال الساعات الماضية مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، ما رفع إجمالي عدد الضحايا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 51,025 قتيلاً و116,432 مصاباً، وفقاً لأحدث أرقام وزارة الصحة. وأشارت الوزارة إلى أن عدد الضحايا منذ 18 مارس 2025 بلغ 1,652 قتيلاً و4,391 مصاباً.
على صعيد آخر، أكدت إسرائيل، أمس الأربعاء، عزمها على منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وصرح وزير الجيش يسرائيل كاتس بأن “سياسة إسرائيل واضحة: لن يتم السماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع هذه المساعدات يعد أحد أدوات الضغط الرئيسية على حماس”. وأضاف كاتس أنه “لا أحد يخطط في الوقت الحالي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ولا توجد استعدادات لذلك”.
بدوره، أشار الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إلى أنه قام بتحويل نحو 30% من مساحة قطاع غزة إلى “طوق أمني”، أي مناطق عازلة لا يستطيع الفلسطينيون العيش فيها. وأفاد الجيش في بيان له بأنه تم استهداف نحو 1,200 هدف جوي وتنفيذ أكثر من 100 عملية “تصفية مستهدفة” منذ استئناف هجومه في القطاع بتاريخ 18 مارس، بعد هدنة استمرت شهرين.
في سياق متصل، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية، الأربعاء، أن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم بسبب العمليات العسكرية ومنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية. وأوضحت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في المنظمة، أن “نحن نشهد في الوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم قسرياً”، مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية “تعاني من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة”. ورأت المنظمة أن الهجمات القاتلة من قبل القوات الإسرائيلية تعكس “ازدراء فاضح لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة”.
وفي الوقت نفسه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يمر بمرحلة انهيار إنساني، حيث يتفاقم الجوع بسرعة، والمستشفيات على وشك الإغلاق، والمخابز ومحطات المياه خارج الخدمة. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي أمس الأربعاء من أن “الوضع الإنساني في القطاع دخل مرحلة الانهيار الكامل بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة من قبل القوات الإسرائيلية على المدنيين في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، وخصوصاً مع انقطاع المساعدات الإنسانية بالكامل منذ أكثر من شهر ونصف بشكل متواصل ومتعمّد”.
كما أشار المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة إلى أن المجاعة أصبحت واقعاً بارزاً في القطاع، وأن الوضع بات “كارثياً للغاية”.
من جانبها، أشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى وجود نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية في قطاع غزة، مما يشكل تهديداً خطيراً على حياة المرضى. (وكالات)

قد يهمك أيضاً :-