مشاركة بارزة للثقافة المصرية في النسخة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب

مشاركة بارزة للثقافة المصرية في النسخة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب

أكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أن المعرض أصبح حدثاً ثقافياً وفكرياً ومهنياً بارزاً يقود حركة صناعة النشر والصناعات الثقافية والإبداعية في العالم العربي. كما يسهم في توجيه الجهود نحو تطوير هذه الصناعة باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا المبتكرة والذكاء الاصطناعي.

وفي حديثه مع “وكالة أنباء الشرق الأوسط”، أشار الطنيجي إلى أن الثقافة المصرية تمتلك حضوراً مميزاً في الدورة الـ34 من “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” التي تبدأ في السادس والعشرين من أبريل الجاري تحت شعار “مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع”.

أضاف الطنيجي أن الثقافة المصرية التي تتميز بإنتاجات فكرية وفنية رفيعة، تشارك في فعاليات وبرامج المعرض عبر دوراته المتعاقبة، بما في ذلك هذه الدورة (الدورة الـ34) التي ستقام من 26 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح أن معرض “أبوظبي للكتاب” الذي تم تمديده ليصبح مدة عشرة أيام، يعد منصة نوعية ملهمة لنشر ثقافة القراءة وتعزيز دور المعرفة في تعزيز حوار الحضارات وفهم الشعوب، ونشر قيم المحبة والسلام التي تدعمها دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي.

في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الـ34، يشارك أكثر من 100 ناشر مصري، يعرضون آلاف العناوين التي تغطي مجالات الأدب والفكر والعلوم والدراسات والأبحاث. كما تشارك مجموعة من الأدباء والمفكرين والمبدعين المصريين في البرامج الثقافية والمهنية والفنية المتنوعة، بما في ذلك الدكتور محمود محي الدين- مبعوث الأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية 2030، والفنان حسين فهمي، ومصممة المجوهرات عزة فهمي.

تتضمن برامج المعرض أيضاً احتفالية خاصة بكوكب الشرق، أم كلثوم، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها تحت عنوان “أم كلثوم.. 50 عاماً من الحضور”، بالإضافة إلى احتفالية خاصة لإطلاق كتاب “أم كلثوم .. من الميلاد إلى الأسطورة” بالتعاون مع دار ديوان للنشر. كما يتضمن المعرض، ضمن مبادرته لتكريم دور النشر العربية العريقة، جلسة نقاشية بعنوان “دار المعارف .. 135 عاماً من التنوير والمعرفة”.

وكانت مصر قد كانت ضيف شرف في الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث كان الأديب نجيب محفوظ الشخصية المحورية للمعرض.

وفيما يتعلق بالتعاون مع مؤسسات الثقافة المصرية، أكد الطنيجي حرص مركز أبوظبي للغة العربية على المشاركة سنوياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح كبير يتضمن أبرز وأحدث إصداراته، بالإضافة إلى تنظيم برامج فكرية وفنية تعزز التواصل بين رموز الثقافتين الإماراتية والمصرية، ومنها الاحتفال بمئوية الموسيقار الكبير الذي أثرى الفن العربي بإبداعاته، سيد درويش، التي نظمها المركز في قصر عابدين ضمن مشاركته في الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.

وذكر أن المركز يتعاون مع عدد كبير من المؤسسات والهيئات الثقافية في مصر من خلال اتفاقيات تفاهم وشراكة، بما في ذلك الاتفاقية المبرمة مع مكتبة الإسكندرية لتعزيز الشراكة في المجالات المعرفية، وتحويل مختارات من إصدارات المركز إلى نظام (برايل ديزي) الخاص بالأشخاص ذوي الهمم. كما يسعى المركز لتعزيز مجالات التعاون في الترجمة عبر مشروع “كلمة”، وتأسيس قاعدة بيانات مشتركة للإصدارات المترجمة للمؤسستين لتفادي التكرار، بالإضافة إلى تبادل اقتراحات لترجمة مؤلفات جديدة تثري المكتبة العربية في تخصصات متنوعة، مع تعاون مستمر مع صندوق التنمية الثقافية في مصر والعديد من الهيئات والمؤسسات والجامعات.

وحول جائزة “كنز الجيل” التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية لدعم الموروث المتعلق بالشعر النبطي، قال الطنيجي إن الجائزة تهدف لتكريم الأعمال الشعرية النبطية والدراسات الفلكلورية، وتمنح للدارسين والمبدعين الذين تناولوا التراث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة. كما تسعى لتكريس شعر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، حيث تستلهم الجائزة أهدافها من أشعاره وما تعكسه من مكانة إبداعية وثقافية.

وفيما يخص إنجازات مركز أبوظبي للغة العربية محلياً وعربياً وعالمياً، أكد الطنيجي أن المركز كثف جهوده لإبراز الهوية الثقافية الإماراتية من خلال العديد من المبادرات، حيث قامت “مجلة الدراسات العربية” التي يصدرها بسد ثغرة أساسية تعاني منها اللغة العربية في المجال الأكاديمي الذي هيمنت عليه الكتابات الإبداعية، وقد نجحت في تحقيق أعلى نسب مطالعة وتحميل في تاريخ “بريل”، مما يؤكد مكانتها كأول مجلة من نوعها باللغة العربية تصدر عن مؤسسة “بريل”.

نجح المركز أيضاً في إصدار أكثر من 2700 كتاب في مختلف ألوان الأدب والثقافة والمعرفة. كما أطلق باقة من سلاسل الكتب المتميزة مثل سلسلة “مائة كتاب وكتاب” التي تناولت كتباً وشخصيات أغنَت الثقافة العربية والعالمية، وسلسلة “عيون الشعر العربي” التي تعنى بالتراث العربي عبر العصور وتبرز قيمته الأدبية، بالإضافة إلى سلسلة “كتب الموسيقى” التي تتناول الإبداع الموسيقي والغنائي في دولة الإمارات والدول العربية.

وذكر الطنيجي أن مشروع “كلمة” للترجمة حقق نجاحاً في تأسيس نهضة ثقافية تشمل جميع مجالات المعرفة البشرية، وتمتد الجسور بين الشعوب والحضارات، كما أن نجاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعتبر ركيزة أساسية لتعزيز الثقافة، من خلال مكانته العالمية واستضافته لنحو 100 دولة عارضة وتنظيمه سلسلة من البرامج الثقافية والمهنية وإطلاقه العديد من المبادرات النوعية الداعمة.

وفي الوقت ذاته، ارتقت جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى صدارة أهم الجوائز الأدبية في العالم من حيث القيمة والمكانة، إلى جانب المنح المالية المقدمة للمؤلفين والناشرين. فضلاً عن تميز العديد من المشاريع الثقافية والمبادرات النوعية والحملات المجتمعية والإصدارات والفعاليات المنفذة، حيث توجد مئات من الأنشطة المتعلقة بشهر القراءة الوطني، وحملة القراءة المستدامة، تماشياً مع إعلان القيادة بأن العام 2025 هو عام المجتمع في دولة الإمارات.

أضاف الطنيجي أن المركز يعمل على تنويع مشاريعه ومبادراته في خدمة الترجمة وتعزيز دورها كحلقة وصل بين الشعوب، بما يقرب المفاهيم ويعزز قيم التسامح والإخاء والانفتاح، وهي القيم التي تعطيها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات أولوية في جميع خططها.