رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: الضرائب الجمركية التي فرضها ترامب ستتحملها الجماهير وتؤدي بنا إلى مستقبل غير واضح.

«لا يشبه أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث، مما يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مصير غير معروف»، هكذا حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في رسالة بدت كتحذير للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حول تأثيرات الرسوم الجمركية، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.

تشير الشبكة الأمريكية إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتحمل مسؤولية تعزيز التوظيف الكامل ومراقبة التضخم، إلا أن رسوم ترامب الجمركية تُهدد هذين الهدفين، ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد حتى الآن، وفقًا لأحدث البيانات.

قال باول في فعالية استضافها النادي الاقتصادي في شيكاجو: «هذه تغييراتٌ كبيرة في السياسات، ولا توجد تجربةٌ حديثةٌ للتفكير في هذا الأمر»، مضيفًا: «مستوى زيادات الرسوم الجمركية المُعلنة حتى الآن أكبر بكثير مما كان متوقعًا»، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين المستمرة بشأن الرسوم الجمركية قد تترك أثرًا اقتصاديًا دائمًا.

رأى أن أفضل ما يمكن أن يقوم به بنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الراهن هو الانتظار حتى تبدأ البيانات في إظهار كيف يستجيب الاقتصاد الأمريكي لسياسات ترامب.

رسوم ترامب الجمركية ستؤثر على «الشعب»

أشار باول إلى العواقب الخطيرة الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي من المحتمل أن يتم فرض المزيد منها، قائلًا: «من المرجح أن ترتفع معدلات البطالة مع تباطؤ الاقتصاد»، متوقعًا أيضًا أن يزيد التضخم، مما يعني أن جزءًا من عبء الرسوم الجمركية «سيتحمله المواطنون».

أكد باول أن الأسعار سترتفع بسبب الرسوم الجمركية، لكن لا يزال هناك تساؤل حول ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تسارع التضخم العام وإلى أي مدى.

وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية، ومع دفع رسوم ترامب الاقتصاد نحو ضعف النمو وزيادة البطالة وتسارع التضخم – كل ذلك في نفس الوقت – يواجه الاحتياطي الفيدرالي وضعًا لم يتعامل معه منذ حوالي نصف قرن.

تراجعت الأسهم الأمريكية تزامنًا مع تصريحات باول، فانخفض مؤشر داو جونز 700 نقطة، أي بنسبة 1.7%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 2.5%، وهبط أيضًا مؤشر ناسداك المركب، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 3.5%.

زيادة في الأسعار

صرّح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاجو، أوستن جولسبي، الأسبوع الماضي، في فعالية بنيويورك، أن رسوم ترامب الجمركية وضعت البنك المركزي في نفس الموقف الصعب.

قال: «الرسوم الجمركية تشبه صدمة عرض سلبية، إنها صدمة ركود تضخمي»، مضيفًا: «الأسعار ترتفع بينما تُفقد الوظائف ويتراجع النمو، ولا توجد استراتيجية واضحة لكيفية استجابة البنك المركزي لصدمة ركود تضخمي».

تشير الشبكة إلى أن معظم المسؤولين في الوقت الحالي يتفقون على أنه من الأفضل انتظار ظهور أي دليل من البيانات.

وقالت بيث هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، يوم الأربعاء الماضي، خلال فعالية في كولومبوس، أوهايو: «هذه مجموعة من التحديات التي يصعب على السياسة النقدية التعامل معها».

تابعت: «نظرًا لحالة الاقتصاد الحالية، ومع توقع تعرض كلا الجانبين لضغوط، هناك مبرر قوي للإبقاء على السياسة النقدية ثابتة لمواجهة المخاطر الناتجة عن استمرار ارتفاع التضخم وتباطؤ سوق العمل».

أضافت: «عندما يكون من الصعب الحصول على وضوح، فإن انتظار البيانات الإضافية سيساعد في تحديد الاتجاه المستقبلي».