مزارع الرياح في البحر الأحمر تهيئ لمصر مستقبلًا يعتمد على الطاقة النظيفة

مزارع الرياح في البحر الأحمر تهيئ لمصر مستقبلًا يعتمد على الطاقة النظيفة

في قلب الصحراء الواسعة وعلى سواحل البحر الأحمر اللامعة، تنجح مصر في واحدة من أبرز تجاربها في مجال الطاقة المتجددة. حيث تتحول رياح البحر الأحمر إلى مصدر استراتيجي يوفر البلاد بالطاقة النظيفة، ويدفع جهود التنمية المستدامة نحو مستقبل أقل اعتمادًا على الغاز وأكثر توافقًا مع البيئة. من رأس شقير إلى جبل الزيت، ومن الزعفرانة إلى رأس غارب، تُوظف توربينات الرياح مجهوداتها في إنتاج الكهرباء، وتوليد أمل جديد في بيئة أنظف واقتصاد أكثر تنوعًا.

تابع أيضًا:

بعد تدخل وزيرة التنمية المحلية.. من هو نائب محافظ سوهاج الذي تعرض للاعتداء في مشاجرة «مسجد الكوامل»؟

تُعتبر منطقة الزعفرانة البوابة الأولى لمصر لدخول عالم طاقة الرياح في بداية الألفية الجديدة.

تابع أيضًا:

وحدة القسطرة التداخلية في مستشفى المنصورة الجامعي تُجري عملية علاجية فريدة بحضور 800 طبيب.

تقع المحطة في منطقة استراتيجية شمال محافظة البحر الأحمر، وتمتاز بمتوسط سرعة رياح مرتفع مما يجعلها موقعًا ملائمًا لهذا النوع من الطاقة. تضم الزعفرانة العديد من المشاريع بالتعاون مع شركاء دوليين من ألمانيا والدنمارك واليابان، بإجمالي قدرة إنتاجية تتجاوز ٥٤٥ ميجاوات. ويُعتبر هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في تمويل وتنفيذ مشاريع الطاقة المستدامة، كما أنه ساهم في تدريب الكوادر المصرية ونقل التكنولوجيا الحديثة.

تابع أيضًا:

رسميًا بعد قرار البنك المركزي: سعر الدولار مقابل الجنيه بوابة مولانا السبت، 19 أبريل 2025

يُعد رأس شقير، الذي يقع شمال الغردقة، من أول المناطق التي اختيرت لتكون قاعدة لمشروعات طاقة الرياح، نظرًا لموقعها الجغرافي المثالي وتدفق الرياح المستمر بها طوال العام.

تابع أيضًا:

أسعار الأسماك في سوق العبور اليوم الجمعة بعد ارتفاع أسعار البنزين

تشهد المنطقة حاليًا أعمال توسيع لمحطة جديدة بطاقة ٢٠٠ ميجاوات، بالتعاون مع مستثمرين أجانب، ضمن خطة الحكومة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في الشبكة القومية، كما تفتح رأس شقير آفاق جديدة للاستثمار في الصناعات المرتبطة بتصنيع وصيانة التوربينات.

تابع أيضًا:

رئيس الحكومة يزور محطة تربية المواشي في قرية “الحمام” بأسيوط

أكد اللواء ممدوح نديم، رئيس مدينة رأس غارب، أن المدينة تحتوي على العديد من مشروعات محطات طاقة الرياح، وتُعتبر محطة رياح رأس غارب واحدة من أبرز محطات توليد الطاقة المتجددة في مصر، إذ تصل قدرتها الإنتاجية إلى ٥٠٠ ميجاوات، مستندة على ٢٠٠ توربينة ذات تقنيات حديثة، تم إنشاؤها بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبتمويل دولي من مؤسسات أوروبية وآسيوية. وتتيح هذه المحطة، التي تقع على بُعد حوالي ٣٠ كيلومترًا شمال المدينة، ليس فقط طاقة نظيفة، ولكنها أيضاً ساهمت في خلق مئات الوظائف لأبناء المنطقة، وأدت إلى تطوير البنية التحتية، مما جعل رأس غارب تتحول تدريجياً إلى مدينة صديقة للبيئة ومركز طاقة حيوي. وأضاف نديم أنه على الجانب الآخر، تشتهر محطة جبل الزيت بأنها الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، حيث تضم أكثر من ٣٩٠ توربينة، بقدرة إجمالية تصل إلى ٥٨٠ ميجاوات. وتُقدّر التكلفة الإجمالية للمشروع بحوالي ١٢ مليار جنيه مصري، مشيرًا إلى أن من أهم ما يميز محطة جبل الزيت ليس فقط سعتها الإنتاجية، ولكن النظام التقني المتقدم الذي يتضمن نظامًا متكاملاً لرصد الطيور المهاجرة، والذي يعمل على إيقاف التوربينات مؤقتًا حفاظاً على التنوع البيولوجي، مما يجعل المشروع نموذجًا يُحتذى به عالميًا في التوازن بين التنمية البيئية وحماية الحياة البرية.

تابع أيضًا:

نداءات للحفاظ على البيئة.. سمكة القرش الحوتي “بهلول” تتخذ من مياه البحر الأحمر موطنًا جديدًا لها

أكد اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر أنه بخلاف التأثير البيئي، الذي تلعبه مشاريع الطاقة المتجددة، لها دور جوهري في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، سواء في أعمال التركيب، الصيانة، الإدارة، أو حتى الخدمات المصاحبة. كما تسهم هذه المشاريع في تقليل العجز في الميزان التجاري من خلال تقليص واردات الوقود، وتوفير الكهرباء للمناطق النائية بتكلفة أقل، مما يعزز من جودة الحياة ويخفف الضغط عن الشبكات التقليدية، حيث تسعى مصر إلى تحقيق نسبة ٢٠٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام ٢٠٣٠، مع وجود خطة لتجاوز هذه النسبة لتصل إلى ٤٢٪ بحلول ٢٠٣٥.

تابع أيضًا:

انهيار أرضي مفاجئ على طريق توشكى في أسوان.. والمحافظ يقرر غلق الطريق

أوضح حنفى أن منطقة البحر الأحمر تُعتبر حالياً قلب هذه الخطة، بفضل امتلاكها أعلى معدلات سرعة رياح في العالم، حيث تصل في بعض المناطق إلى ١٠ أمتار في الثانية، مما يجعلها مثالية لإقامة مزارع رياح على نطاق واسع. مشيرًا إلى أن مصر تسير بخطى واثقة نحو التحول إلى قوة إقليمية في مجال الطاقة النظيفة، مستفيدة من موقعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية، ودعم الشركاء الدوليين. ولا شك أن البحر الأحمر، بتوربيناته البيضاء المتمايلة على وقع الرياح، سيظل شاهدًا على إرادة أمة قررت أن تُولد مستقبلها من رحم الطبيعة، لتكتب فصلًا جديدًا في قصة التنمية والنهضة.

تابع أيضًا:

إذا كنت تواجه نفاد مرتبك قبل منتصف الشهر، جرب هذه الطريقة ولاحظ الفرق بنفسك!

علاوة على ذلك، لا تقتصر مشاريع مزارع الرياح على كونها محطات توليد كهرباء فحسب، بل تشكل ركيزة جديدة لتعزيز السياحة البيئية في البحر الأحمر، حيث بدأت بعض الشركات السياحية في تنظيم جولات تعريفية لزوار الغردقة للتعرف على هذه المحطات الصديقة للبيئة، مما يمهد لتحويل المنطقة إلى مقصد سياحي بيئي مميز. وتنسجم هذه التوجهات مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، ومع رؤية مصر ٢٠٣٠ التي تضع التحول إلى الاقتصاد الأخضر في صميم أولوياتها.

تابع أيضًا:

الصحة: تراجع كبير في معدلات الولادات والقاهرة وبورسعيد الأقل ارتفاعًا في 2025

قد يهمك أيضاً :-