دكتوراه فخرية لـ«إبراهيم شمسية»: درع الخلود من جامعة سوهاج لإرث خالد (بروفايل)

دكتوراه فخرية لـ«إبراهيم شمسية»: درع الخلود من جامعة سوهاج لإرث خالد (بروفايل)

إبراهيم محمود عبده شمسية، باحث متميز ومدرس مساعد بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج، ترك بصمة علمية لا تُنسى رغم رحيله المبكر.

كرّس حياته للبحث العلمي في مجال ترشيد الطاقة، تاركًا إرثًا فكريًا يُحتذى به.

شغف استثنائي بالمعرفة

انضم الباحث الأكاديمي إبراهيم شمسية إلى كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج كمدرس مساعد، حيث أظهر تفانيًا في تطوير مهاراته الأكاديمية والبحثية.

كان نموذجًا للباحث الملتزم، يسعى دائمًا لتقديم حلول مبتكرة تتماشى مع التحديات العالمية.

إنجازه البحثي.. رؤية لمستقبل مستدام

قدّم شمسية رسالة دكتوراه بعنوان «توفير الطاقة في تطبيقات تكييف الهواء باستخدام المبرّد التبخيري والطاقة الشمسية»، والتي عُدت من الدراسات الرائدة في مجال الطاقة المستدامة.

تناولت الرسالة حلولًا مبتكرة لتقليل استهلاك الطاقة، مما يعكس رؤيته الثاقبة ومساهمته في مواجهة التحديات البيئية.

وتضمنت اقتراح نظام تكييف يعتمد على المبرّدات التبخيرية مدعومة بالطاقة الشمسية، مما يقلل الاعتماد على الكهرباء التقليدية مع تقليص البصمة الكربونية لأنظمة التكييف، التي تُعتبر من أكبر مستهلكي الطاقة.

وعن الأثر العلمي للرسالة، التي أشرف عليها نخبة من الأساتذة بالجامعة، فهي تُعد مرجعًا علميًا يدعم التوجهات الحديثة نحو الاستدامة.

رغم وفاته قبل مناقشة الرسالة، كرّمت جامعة سوهاج جهوده بمناقشة شرفية، مما يؤكد على أهمية عمله وحفاظًا على حقوقه الفكرية، ويعكس هذا التكريم قيمة بحثه كإسهام مستدام في مواجهة تحديات الطاقة.

التكريم الشرفي

تخليدًا للإرث العلمي والحقوق الفكرية للباحث، ورغم وفاته قبل أيام من مناقشة رسالته، قررت جامعة سوهاج إقامة مناقشة شرفية لرسالته، في سابقة هي الأولى من نوعها، تقديرًا لجهوده وحفاظًا على حقوقه الفكرية.

أُقيمت المناقشة بالقاعة الزجاجية بالحرم الجامعي القديم بحضور رئيس الجامعة، الدكتور حسان النعماني، وأسرة الفقيد، وسط إشادة واسعة بإسهاماته.

وفي كلمته، قدّم النعماني خالص تعازيه لأسرة الباحث الراحل، مؤكدًا أن ما قامت به الجامعة يُعد سابقة أولى من نوعها، حيث تمت الموافقة على مناقشة الرسالة شرفيًا احترامًا للعلم وتقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلها الباحث قبل وفاته، وذلك حفاظًا على ملكيته الفكرية وحتى لا يُهدر ما أنجزه.

كان إبراهيم شمسية رمزًا للإخلاص والتفاني، حيث ألهم زملاءه وطلابه بأخلاقه العالية وشغفه بالعلم، وستظل رسالته مرجعًا علميًا للباحثين المصريين، وهي دليل قوي على إرادته العالية وسعيه لخدمة المجتمع.

درع الخلود

وجّه رئيس الجامعة بصرف مكافأة مالية لأسرة الباحث ومنحهم درع الجامعة، تكريمًا لإسهاماته وتخليدًا لاسمه في سجل الباحثين المتميزين.

كما أشاد المشرف على الرسالة، الدكتور محمود سالم، بموقف الجامعة الذي يضمن حفظ حقوق الباحث وتأثيره العلمي، ويضمن عدم طمس مجهوده أو نسبه إلى آخرين، مؤكدًا أن الرسالة ستكون مرجعًا علميًا يُنتفع به في المستقبل.

وضمت لجنة الإشراف على الرسالة كلاً من: الدكتور هاني الببلاوي (جامعة أسيوط)، الدكتور محمد فتوح والدكتور أشرف ميمي (جامعة حلوان)، الدكتور محمود سالم (جامعة سوهاج)، والدكتور أحمد محمود (جامعة أسوان).

إرث يعيش إلى الأبد

رحل الباحث السوهاجي إبراهيم محمود عبده شمسية، لكنه ترك إرثًا علميًا وإنسانيًا سيظل مصدر إلهام لكل باحث وطالب علم. بفضل جهوده وتكريم جامعة سوهاج، سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة العلم والعلماء.

قد يهمك أيضاً :-