«رفيق الأجيال العزيز».. وداعًا سليمان عيد، ضيف الشاشة والحياة

رحل بسلاسة ودون ضجيج، إذ توفي فجأة صباح يوم الجمعة 18 أبريل، دون أن يكون مريضًا أو معتادًا على الذهاب إلى المستشفى أو يعاني من الأجهزة الطبية، وكأنه ضيف ضئيل على هذه الدنيا، عاشها وغادرها خفيفًا ومحبوبًا بسبب صفاته وأخلاقه.

توفي عن عمر يناهز 63 عامًا، بعدما قدم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي يُتوقع أن تخلد اسمه لسنوات طويلة، حيث اقترب عدد أعماله من 300 عمل بين السينما والدراما والمسرح، وفي كل عمل حتى وإن ظهر في مشهد واحد، استطاع ترك بصمة في ذهن المشاهد بخفة دمه.

ممكن يعجبك: أفضل أدعية شهر رمضان مكتوبة مفاتيح الجنان | دعاء رمضان مكتوب طويل مستجاب

مشاهد بارزة في عزاء سليمان عيد

توافد العديد من الفنانين إلى العزاء، الذين بدا عليهم الحزن والصدمة، وكأنهم غير مدركين للحدث، إذ كان آخر ظهور لسليمان في جنازة المنتج الراحل صلاح حسن، ولم يتخيل أحد أن يكون العزاء هو آخر مناسبة يحضرها سليمان عيد، حيث حرص على مواساة أسرة الراحل.

أصدقاء سليمان عيد حَّضروا العزاء، وكان الجميع يتسابق لمساندة أسرته، إذ كان أولهم علاء مرسي، وحمدي الميرغني اللذان وقفا بجوار نجله يستقبلان المُعزين، كما توافد بعدهما عدد كبير من الفنانين منهم أمير كرارة، أحمد زاهر، ويزو، إيمي سمير غانم، عمرو عبدالجليل.

فنانين لم يتمالكوا دموعهم في عزاء سليمان عيد

كما حضر العزاء أيضًا صلاح عبدالله الذي لم يتمالك دموعه، خاصةً أنه كان يحب الراحل وتعاون في العديد من الأعمال الفنية، بل وكانا أصدقاء مقربين، وكذلك الفنان هشام جمال حضر العزاء في أول ظهور له بعد عقد قرانه على ليلى زاهر.

كان العزاء كأنه ملتقى لكل أحبابه من الفئات العمرية المختلفة، إذ تواجد أيضًا محمد أنور، كريم الحسيني، شوبير، إسعاد يونس، ليلى علوي، نيرمين الفقي، صابرين، المخرج خالد يوسف، أحمد آدام، مي عمر، مي كساب، محمد سامي، هنا الزاهد، محمود عبدالمغني، أحمد صفوت، بيومي فؤاد، محمد محمود، محمد رياض.

عزاء سليمان عيد مُلتقى الأصدقاء والأحباب

وكذلك الفنان أشرف عبدالباقي، الذي بدا عليه الحزن الشديد، خاصةً أنه كان صديقًا مقربًا من الراحل، وتعاون سليمان معه في مشروعه الشهير «مسرح مصر» و«اللوكاندة»، وقدّم أدوارًا كوميدية في كلاهما لم ينساها الجمهور.

ضمن المشاهد البارزة في العزاء، تواجد عدد من الفنانين الشباب حتى الذين لم يتعاونوا معه، كأن سيرته كانت الأشهر بين الوسط مثل المخرج محمد سامي، ويزو، كريم الحسيني، مغني المهرجانات أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، وغيرهم من الفنانين.

ولم يتمالك أحمد السقا دموعه، إذ تحدث عن صداقتهما وكشف أن السقا دعمه وسنده في العديد من المواقف، وأبرزها حين طلب سليمان من السقا أن يساعده في زيارة طبيب عيون، حينها ساعده السقا وحجز له بنفسه.

عزاء سليمان عيد يُذكر الجمهور بفنانين غابوا عن الشاشة

تواجد في العزاء فنانين لم يظهروا على الشاشة منذ فترة طويلة، مثل عنبر، هند عاكف، وفاء مكي، وغيرهم من الفنانين الذين بدا عليهم الحزن والتأثر لرحيل سليمان عيد.

ومن اللقطات التي لم يتوقع أحد حدوثها، كانت حضور رجل يشبه سليمان عيد، ذو نفس الملامح، وقال في تصريحاته لـ«بوابة مولانا» عن حضوره العزاء: «أنا دوبلير سليمان عيد، بدأت علاقتي بسليمان عيد حينما قابلته في إسكندرية واتصورت معاه، وقال لي هعوزك في أعمال، وفعلًا حصل واشتغلت معاه في أحد الإعلانات فهو صاحب فضل كبير عليا».

جنازة سليمان عيد ومشاهد لا تُنسى

جنازة سليمان عيد كانت مهيبة، حضرها عدد كبير من الفنانين من مختلف الفئات العمرية، لم يتمالك كثيرون دموعهم أثناء صلاة الجنازة وتشييع الجثمان لمثواه الأخير.

ومن أبرز مشاهد الجنازة التي تفاعل معها الجمهور، كانت لقطة بكاء صلاح عبدالله، وهو مستندًا على كريم محمود عبدالعزيز، حيث بدا على الثنائي الحزن الشديد لوداع صديقهما، خاصة كريم محمود الذي اشتهرت صداقتهما بسبب فيديو «التيك توك»، الذي ظهر فيه ولفت انتباه الجمهور، كأنهما أشقاء وليس فقط أصدقاء.

من نفس التصنيف: شيرين عبد الوهاب تطرح كلمات لمنتجي مسلسلات “إخواتي” و”80 باكو” و”منتهي الصلاحية”

هل تنبأ سليمان عيد بقُرب الأجل؟

خبر رحيل سليمان عيد أحدث ضجة في الوسط الفني، وانتشرت حالة من الحزن بين أصدقائه ومُحبيه، وربط البعض بين خبر وفاته الحزين، ومشهد قدمه ضمن أحداث فيلمه «فأر بـ7 أرواح»، إذ قدم سليمان عيد مشهد وفاته بالكامل، كأنه شعر بقُرب الأجل، وحرص عدد كبير من أصدقائه على التواجد في جنازته، وإلقاء نظرة الوداع عليه لآخر مرة، وتوصيل جسده لمثواه الأخير.

لعب سليمان عيد في «فأر بـ7 أرواح» دورًا كوميديًا دراميًا، وضمن الأحداث يموت، وظهرت في المشهد كل تفاصيل الوفاة، من الحدث إلى وضعه في الكفن، وتغطية وجهه، حتى مرحلة الدفن، كأنه يُجري تجربة لأمر عظيم كان قريبًا من الحدوث، إذ رحل قبل مرور شهر على عرض المشهد أمام الجمهور، بعدما مثله في فيلم عيد الفطر.

شهدت الصفوف الأولى من جنازة سليمان عيد وقوف أصدقائه مصطفين بجانب بعضهم البعض، وظهر عليهم الحزن، الذي وصل إلى البكاء، إذ واسى بعضهم البعض، مثل مشهد صلاح عبدالله وكريم محمود عبدالعزيز، أو مشهد بكاء أحمد السقا، الذي حرص على الحضور وكان أول من وصل، وتواجد أيضًا الفنان هاني رمزي، وبجواره أشرف زكي ومحمود عبدالمغني.

تشييع سليمان عيد إلى مثواه الأخير

وحمل نعش الراحل الفنان مراد مكرم، بجوار عائلته، وحضر كذلك محمد إمام الذي كشف سليمان عيد في تصريحات سابقة أنه كان صديق والده الفنان القدير عادل إمام، وتواجد أيضًا الفنان إيهاب فهمي، بشكل عام كانت جنازة الراحل مُكتظة بالحضور الذين حرصوا على إلقاء نظرة الوداع على صديقهم «جوكر» الكوميديا، الذي قدم العديد من الأدوار البارزة، بالرغم من تقديمه دور صديق البطل، أو تصنيفه نجم صف ثاني، إلا أن إفيهات سليمان عيد كأنها متجددة ومحفورة في ذهن جمهوره دون تاريخ صلاحية.

سليمان عيد خفيف الروح قوي التأثير

سليمان عيد قدم العديد من الأدوار المحفورة في ذهن الجمهور، بسبب أدائه الواقعي والبسيط، كأنه يشبه الشارع المصري، إذ لم ينسَ جمهوره دوره منذ «الإرهاب والكباب» حين قدم دور عسكري في المجمع، حتى «سيكو سيكو» الذي لعب فيه دور محامي أو «فأر بـ7 أرواح»، وله العديد من الإفيهات التي لا تاريخ صلاحية لها.

ومن ضمن إفيهات الراحل البارزة: «انتباه يا عسكري لا مش انتباه»، إذ كان ضمن فيلم «الباشا تلميذ» في مشهد حفل الزفاف، وكذلك قصيدته الشهيرة بـ«عسكر في المعسكر» إذ قالها بأداء كوميدي، وقال: «بحبك من جوه النبض الراقد بين ضلعاتي، بحبك وبرغم البعد الباعد بيني وبينك بحبك، وبقولك لا أنا قلبي عليكي.. وبقولك حاسبي أنا قاتل قبلك صفية وسلمى ونعمات، وهجيبلك عشان أقتلك، هقتلك هقتلك.. موتي؟.. أني آسف»، وغيرهم من الإفيهات ومشاهد الأفلام التي لم يكن بطلها ولكن فقط ضيف خفيف الروح والظل وقوي التأثير.

اقرأ أيضًا: