
«أهلًا بكم في كرة القدم»، هذه هي الجملة الافتتاحية التي اختارتها منصة «نتفلكس»، وهي تقدم فيلمها الوثائقي عن صفقة انتقال اللاعب البرتغالي لويس فيجو من برشلونة إلى ريال مدريد عام 2000، مقابل 60 مليون يورو، وهو مبلغ فلكي بمعايير هذا الوقت. الصفقة تُعد من الأشهر في تاريخ انتقال اللاعبين بين الأندية المتنافسة، وقد دفعت بعض جماهير برشلونة إلى وصف فيجو بـ«يهوذا الخائن»، واستقبلته في أول مباراة ديربي بالزجاجات البلاستيكية والإشارات المسيئة.
مقال مقترح: محمد صلاح: أفضل لحظات حياتي كانت في ليفربول.. ولم نفز بعد بالدوري الإنجليزي
شمل الفيلم الوثائقي تقريبًا كل من ساهم في الصفقة، بداية من فيجو نفسه ووكيله، إلى الصحفيين الذين نشروا الخبر ولاعبي الفريق الأقدم الذين تم الاستعانة بتعليقاتهم، وحتى فلورنتينو بيريز وجاسبارت رئيس برشلونة في تلك الفترة. الجميع تحدث عن القصة من منظوره، مما خلق بعض الروايات المتضاربة، لكن الحكم تُرك في النهاية للمشاهدين.
مقال مقترح: تصريح الزمالك: ما قاله زيزو غير دقيق.. واجتماع متوقع مع بيسيرو
لن أروي هنا تفاصيل الفيلم حتى لا أفسد المتعة لمن يرغب في مشاهدته، لكني سأتوقف عند بعض النقاط. أولها أن انتقال فيجو نفسه كان محض صدفة، أو بالأحرى وليد كذبة. عندما أعلن بيريز عن نيته في تكوين فريق الأحلام وربط فوزه برئاسة ريال مدريد بتوقيع فيجو، بدا الأمر مستحيلًا، خاصة بعد أن غنى اللاعب مع جمهور برشلونة «أطفال مدريد البكائين عليكم الانحناء». لكن بيريز لم يكترث، وسرعان ما اتصل بباولو فوتري، وهو لاعب برتغالي شهير ومؤثر عند لويس فيجو. كان فوتري هو أول الخيط.
مقال مقترح: تصريحات يورتشيتش قبل مباراة بيراميدز والجيش الملكي في دوري أبطال أفريقيا
في الفيلم، يروي فوتري إنه لم يصدق ما سمعه من بيريز لأن فيجو كانت لديه شرط جزائي بلغ 30 مليون يورو وقتها. ومع استعداد فلورنتينو لدفع الشرط الجزائي، لم يكن أمام فوتري سوى الاتصال بجوزيه فيجا، وكيل فيجو. لكن جوزيه حين سمع العرض أغلق الهاتف معتبرًا ما قيل «هراء». رغم ذلك، أوهم فوتري بيريز بأن المكالمة مستمرة، ثم أبلغه أن الوكيل يريد 6 ملايين يورو كعمولة، وهو مبلغ ضخم جدًا. عندما وافق بيريز، اتصل فوتري من جديد بجوزيه فيغا الذي نهض عند سماعه رقم العمولة. نعم، بتلك الكذبة بدأت واحدة من أهم الصفقات الكروية في القرن الحادي والعشرين.
مقال مقترح: عبو لاعب فريق الأهلي للطائرة: نطمح للحفاظ على لقب بطولة الأندية الأفريقية
لكنها لم تكن الكذبة الوحيدة كما أوضح الفيلم. أحد الصحفيين المقربين من بيريز حين عرف الخبر أذاعه، رغم أن تلك لم تكن رغبة فلورنتينو. بل إن الصحفي، لإضفاء مزيد من الإثارة، اختلق قصة مفادها أن بيريز سيتكفل بدفع عضوية أعضاء النادي إن لم يتمكن من عقد الصفقة، وهي قصة نالت إعجاب فلورنتينو وتبناها لاحقًا.
مقال مقترح: القائم يمنع الأهلي من تسجيل هدفه الأول ضد صن داونز في دوري أبطال إفريقيا
على الجانب الآخر، لم يكن «فيجو» يشعر بالتقدير الكافي من إدارة برشلونة حسبما كشف. كانت مكانته كبيرة لدى الجمهور ولكن ليس للإدارة. قد تواصل معهم أكثر من مرة لتجديد عقده بما يليق بمكانته كرمز للنادي، لكن الإدارة برئاسة غاسبارت تعاملت معه بفوقية لم تُعجبه، مما دفعه للتفكير، كما أورد في الفيلم: «إن لم تشعر بالتقدير المتبادل فعليك أن تبحث عن من يقدرك».
مقال مقترح: كواليس التدريب الأخير للأهلي قبل مواجهة الهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا
براجماتية «فيجو» لم تمر مرور الكرام. بمجرد نشر الخبر انقلبت الدنيا في إسبانيا، وتحولت الصحف والقنوات للإهتمام بكل تفاصيل اللاعب البرتغالي وكواليس انتقاله التاريخي وعقده الفلكي. لاحقته الكاميرات في كل مكان، حتى في بطولة أمم أوروبا وهو يرتدي قميص بلاده أو في سردينيا حيث كان يقضي إجازته مع زوجته هيلين.
مقال مقترح: مفاجأة حول قرار زيزو بشأن استمراره مع الزمالك
يكشف الفيلم أيضًا كيف وقّع «فيجو» العقد عبر وكيله ثم تراجع بعد فوز بيريز، واختفى ثم ظهر مرة أخرى من خلال حوار صحفي أكد فيه أنه باقٍ في برشلونة ولن ينتقل إلى ريال مدريد. هذا التصريح دفع بوكيله إلى الهرولة لأحد الفنادق الإيطالية الساحلية حيث كان اللاعب. ببدلة كاملة، وقف الوكيل على شاطئ البحر يتحدث عن الشروط الجزائية، وبعد اتصال أخير من فيجو لإدارة برشلونة أملًا في إيجاد حل، لكن الإدارة رفضت، مما جعله يغلق الصفحة وينتقل في اليوم التالي إلى مدريد. يقول فيجو: «حين وجدت وكيلي أدركت أنني سأتورط».
مقال مقترح: قائمة تكريم منتخب الناشئين بعد تأهله لكأس العالم 2025
بصراحة، الفيلم ممتع ويمتلئ بالتفاصيل المشوقة التي تجعله قصة سينمائية بجدارة. لكن الأهم مما توقفت عنده بجانب أهمية دور التوثيق الرياضي كجزء من توثيق تاريخ العالم، أن الفيلم يكشف لنا بوضوح أن انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر منافس ليست قصة بسيطة كما يتخيل البعض. الأمر لا يقتصر على مجرد رغبة لاعب انتهى عقده. القصة أكبر بكثير، والمفاوضات شاقة وطويلة وتشهد شد وجذب. تحتوي القصة على عقود ووعود انتخابية وكذب واختلاق أحداث ووكلاء وتسريب متعمد للأخبار وتفكير ألف مرة وشروط جزائية والبحث عن المصلحة المالية، وهلم جرا. بمعنى آخر، تلك ملحمة أبطالها يجب أن يكونوا مستعدين للدور وغير قابلين للهزيمة بسهولة، ولن يغفر التاريخ لمن خسر.
مقال مقترح: تفاصيل تعثر مفاوضات تجديد عقد الونش مع الزمالك.. وخطوات جديدة من المسئولين
قد يهمك أيضاً :-
- تابع البث المباشر لمباراة ليفربول وليستر سيتي في الجولة 33 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
- غياب ليفاندوفسكي عن الكلاسيكو: أبرز المباريات المفقودة للنجم مع برشلونة
- ريال مدريد يهزم بيلباو في الوقت القاتل ويواصل مطاردة برشلونة على اللقب
- سعر سبيكة ذهب تزن 5 جرامات يبلغ 27345 جنيها دون احتساب المصنعية.
- هاني الدقاق: لم أعد أخشى توثيق رحلة المسار الإجباري، ونحن محظوظون | خاص
تعليقات