أزمة عائلية: كيف دفعت مواقع التواصل الرئيس السوري للابتعاد عن شقيقه جمال الشرع؟

أزمة عائلية: كيف دفعت مواقع التواصل الرئيس السوري للابتعاد عن شقيقه جمال الشرع؟

أثارت خطوة رئاسة الجمهورية السورية ردود فعل واسعة في المجتمع السوري، حيث أصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه أي امتيازات أو صفة رسمية لجمال الشرع، شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع، بعد ظهوره في فعالية اجتماعية جمعت عددًا من الشخصيات المثيرة للجدل وعلى رأسهم الشيخ فرحان المرسومي.

لا امتيازات لعائلة الرئيس

وفقًا لوكالة الأنباء السورية، أكد البيان المنشور مساء الأحد أن جمال الشرع لا يشغل أي منصب حكومي في الدولة السورية، وأن مشاركته في الفعالية التي أقيمت بمضافة المرسومي كانت بصفة شخصية، ولا تعبر عن أي صفة رسمية.

وشددت الرئاسة على أن “جميع المواطنين متساوون أمام القانون”، في دلالة على عدم قبول أي مظاهر للمحاباة أو الامتيازات غير القانونية، مشيرة إلى أنه لا يمكن منح أي شخص وضعًا خاصًا خارج إطار المؤسسات الرسمية واختصاصاتها.

ظهور مشترك لشقيق الرئيس السوري مع شخصية مثيرة للجدل

حسب التقارير السورية، جاء بيان الرئاسة بعد موجة من الانتقادات الحادة التي طالت وزير الثقافة محمد ياسين صالح، نظرًا لظهوره في صور مع جمال الشرع والشيخ فرحان المرسومي، الذي يُتهم بالتورط في تجارة المخدرات والارتباط بالميليشيات الإيرانية خلال النظام السوري السابق.

ومع تصاعد الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، نشر الوزير صالح اعتذارًا ذكر فيه: “كل يوم يُطلب مني مئات الصور، ولا أستطيع معرفة خلفيات كل شخص، أعتذر للشعب السوري عن أي صورة غير مقصودة مع شخص محسوب على النظام البائد”.

من هو فرحان المرسومي الذي ظهر مع جمال الشرع؟

فرحان المرسومي هو شيخ عشيرة المراسمة، ويُتهم بوجود علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد.

تشير التقارير الميدانية إلى أنه كان له دور محوري في تهريب السلاح والحبوب المخدرة إلى العراق، خاصة عبر معبر القائم والمعبر السكك غير الشرعي.

كما يُقال إنه قام بتأمين زيارات الزوار الشيعة إلى منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وتمتع بدعم مباشر من قيادات في ميليشيا الحشد الشعبي العراقية.

نشاطات مشبوهة تدفع الرئاسة للتبرؤ من لقاء جمال الشرع والمرسومي

بحسب تقارير، سعى المرسومي لتوسيع نفوذه الاقتصادي، حيث تقدم بطلب رسمي لأجهزة الأمن في دمشق للحصول على امتياز نقل النفط الخام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى الساحل السوري.

كما أدار عبر مكتب “الفاروق” عمليات شراء عقارات لبعض المؤسسات الإيرانية، وقد وُصفت هذه الخطوة بأنها جزء من مخطط للتغيير الديمغرافي.

ردًا على ما أُثير، أصدر المرسومي بيانًا نفى فيه علاقته بالنظام السابق أو بتجارة المخدرات، قائلًا إن بعض علاقاته كانت “اضطرارية” لحماية تجارته وأهله، مضيفًا أن ما يُنشر هو “افتراءات من أشخاص حاقدين”.

سوريا الجديدة وممارسات الماضي

وفق مراقبون، يحمل بيان الرئاسة السورية دلالات سياسية واضحة، حيث يُظهر حرص النظام الجديد تحت قيادة أحمد الشرع على ترسيخ مبدأ الفصل بين العلاقات الشخصية ومؤسسات الدولة.

تأتي هذه الرسائل في سياق سعي النظام لتفادي ممارسات “النظام البائد” الذي اتُهم لعقود باستخدام القرابة والنفوذ في توزيع المناصب والثروات.

على الرغم من ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول حدود النفوذ غير الرسمي لبعض الشخصيات المرتبطة بعهد الأسد، ومدى تأثيرها في الحياة السياسية والاقتصادية في سوريا الجديدة.

.
تم .

قد يهمك أيضاً :-