
تم تحديثه الإثنين 2025/4/21 06:52 م بتوقيت أبوظبي
في ظل تصاعد التوترات في الحرب التجارية، يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهديد بالرسوم الجمركية مجددًا، وهذه المرة مستهدفًا قلب الأناقة الفرنسية: قطاع الرفاهية.
شوف كمان: مديرة مصلحة الضرائب تجتمع بالمدققين والمحاسبين لتعزيز التواصل وتطوير شراكة فعّالة
من الشمبانيا الفاخرة إلى الحقائب الجلدية الراقية، تواجه علامات مثل لوي فويتون وديور ومويت وشاندون تهديدًا مباشرًا قد يُربك استراتيجياتها ويقلل من تواجدها في السوق الأمريكية، التي تُعد ثاني أكبر أسواقها على مستوى العالم.
فهل سينجح ترامب في إجبار هذه العلامات على التخلي عن هويتها الأوروبية؟ أم ستظل الفخامة الفرنسية تقاوم الضغط الأمريكي؟ إليك تفاصيل المواجهة التي قد تعيد تشكيل خريطة الرفاهية في العالم.
من نفس التصنيف: بعد انخفاضه في 7 بنوك.. سعر الدولار اليوم أمام الجنيه المصري الأربعاء 16 أبريل 2025
بينما يُصعد دونالد ترامب من تهديداته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على الواردات الأوروبية، وحتى 31% على المنتجات السويسرية، تجد عمالقة الرفاهية الفرنسيون أنفسهم على حافة أزمة قد تؤثر على أرباحهم بشكل كبير – خاصة في قطاع المشروبات الروحية، ولكن ليس مقتصرًا على ذلك.
من حقيبة مصنوعة من جلد طبيعي إلى زجاجة عطر نادرة أو نبيذ فاخر معتق، قد تصبح هذه الرموز الفاخرة هدفًا جديدًا لحرب تجارية تتسع رقعتها. ومع تشديد السياسات الحمائية، يواجه قطاع الرفاهية واقعًا غير مسبوق: ضرائب جمركية تهدد هوامش الربح وقاعدة زبائنهم العالمية، بحسب محطة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية.
وقد حذرت الشركات الفرنسية الكبرى في هذا المجال المستثمرين هذا الأسبوع من اتخاذ قرارات “جذرية” إذا ما نفذ ترامب تهديداته في يوليو/تموز بعد تعليق مؤقت في 9 أبريل/نيسان الجاري.
كما أعلنت دار Hermès عن زيادات في الأسعار لعملائها في الولايات المتحدة، في حين ألمحت LVMH إلى إمكانية نقل جزء من إنتاجها إلى أمريكا لتفادي هذه الرسوم.
ما هي المنتجات الفاخرة الأكثر عرضة للخسائر؟
السلع الجلدية الفاخرة مثل الحقائب والأمتعة والإكسسوارات الصغيرة، التي قد تصل الرسوم المفروضة عليها إلى 20%. وتشمل هذه الفئات الأساسية علامات مثل Louis Vuitton، Dior، Fendi وCeline، التي تمثل ركائز مجموعة LVMH.
الساعات السويسرية
قد تصل الرسوم المحتملة إلى 31%، مما يعني ضربة مباشرة لعلامات مثل TAG Heuer، Hublot وZenith، المملوكة جميعًا لـ LVMH.
المشروبات الروحية
هذا القطاع وحده يمثل 34% من مبيعات LVMH في أمريكا، مع علامات مثل Moët & Chandon، Dom Pérignon، Veuve Clicquot وHennessy. حاليًا تخضع هذه المنتجات لرسوم بنسبة 10%، وقد ترتفع إلى 20%. (يُذكر أن ترامب هدد سابقًا برفعها إلى 200%).
رئيس مجموعة LVMH، برنارد أرنو، دعى صراحة الأوروبيين إلى التوصل لاتفاق سريع مع الولايات المتحدة، محذرًا من “عواقب اجتماعية وخيمة، خصوصًا على قطاع النبيذ”.
هل يحمي ترامب الشمبانيا الأمريكية؟
الهدف المعلن للرئيس الأمريكي هو حماية إنتاج المشروبات الكحولية المحلية، وخصوصًا الشمبانيا. إذ يتم بيع في السوق الأمريكية زجاجات تُعرف بـ”الشمبانيا الكاليفورنية”، بأسعار تتراوح بين 10 و20 دولارًا، وهي أقرب إلى النبيذ الفوّار الإيطالي منها إلى الشمبانيا الفرنسية الأصلية.
ويجب الإشارة إلى أن السوق الأمريكية تمثل قرابة 25% من مداخيل مجموعة LVMH، أي ما يقارب 21.5 مليار يورو (24.7 مليار دولار) في 2024، مما يجعلها سوقًا استراتيجية لا تقل أهمية عن الصين.
كيف يتأثر قطاع الرفاهية بالرسوم الجمركية؟
بعكس الموضة السريعة التي تتكيف بسرعة مع التقلبات، يقوم نموذج الرفاهية على إنتاج محدود بهوامش ربح مرتفعة، غالبًا ما يكون في أوروبا (فرنسا، إيطاليا، سويسرا)، مع قيمة مضافة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأصل الجغرافي — “صُنع في فرنسا”، “صُنع في إيطاليا”، أو “صُنع في سويسرا”.
أي زيادة بنسبة 20% أو حتى 31% في الرسوم الجمركية تُجبر العلامات على إما رفع أسعارها -كما ستفعل Hermès بزيادة 10% — أو تقليص هوامش أرباحها.
صحيح أن عملاء الرفاهية أقل حساسية لتغيّرات الأسعار، لكن هذا لا ينطبق على الجميع. الزبائن “الطامحون”، أي الذين يشترون الرفاهية بشكل استثنائي، قد ينصرفون عنها في حال ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
هل “صُنع في أمريكا” بديل واقعي للفخامة الأوروبية؟
برنارد أرنو أعلن عزمه زيادة الإنتاج في أمريكا لتفادي الرسوم. لكنه يواجه سؤالًا معقدًا: هل يمكن لـ”صُنع في أمريكا” أن يمثل الفخامة الفرنسية؟
LVMH سبق وافتتحت مصنعًا لحقائب Louis Vuitton في تكساس عام 2019، بحضور أرنو وترامب. إلا أن المشروع لم يبدأ فعليًا، حيث لم يتجاوز عدد العمال 300 شخص مطلع 2025، على الرغم من وعود بتوفير 1000 وظيفة.
هل سيشعر المستهلك بالتأثير فعليًا؟
وفقًا لمصرف UBS، على العلامات الأوروبية رفع أسعارها بنحو 6% في السوق الأمريكية لتعويض الرسوم. بينما تتحدث Deutsche Bank عن زيادة بـ7% في الولايات المتحدة و2% عالميًا.
بعض العلامات، مثل Hermès، أعلنت بالفعل عن الزيادة. لكن رغم أن الأثرياء قد لا يتأثرون، إلا أن الطبقة الطامحة للترف -الذين يعتبرون الرفاهية حلمًا أو مكافأة- قد تُحبط من الارتفاع المفاجئ.
aXA6IDJhMTM6YWRjMDo6YWYxOmVhZmY6ZmVmNjoyYjUyIA== جزيرة ام اند امز EE
قد يهمك أيضاً :-
- صندوق النقد يسلط الضوء على استغلال الفرص في زمن الرسوم الجمركية
- الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.. نقاش حول اجتماع غير معروف
- اقتصاد ألمانيا سيتوقف عن النمو في 2025.. السبب يعود إلى أكبر شريك تجاري لها
- الشركات العالمية تواجه غموضًا.. ترامب يثير الفوضى في الأسواق.
- الولايات المتحدة ترى أن سياسات الابتعاد عن الوقود التقليدي «مؤذية وتهدد الأمن»
تعليقات