“تصريحاتك تدعو إلى النسبية وعدم وضوح المعالم” .. عضو هيئة التدريس بالأزهر يرد على سعد الدين الهلالي

“تصريحاتك تدعو إلى النسبية وعدم وضوح المعالم” .. عضو هيئة التدريس بالأزهر يرد على سعد الدين الهلالي

أثار الدكتور أحمد البصيلي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا بعد نشره تدوينة مطوّلة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حيث وجّه فيها نقدًا للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، متهمًا إياه بـ«التمييع»، و«الترويج للهلامية»، و«الخلط المتعمد بين التخصص الديني والتدين العام».

في بداية حديثه، قال البصيلي: “يبدو أن الدكتور سعد الدين الهلالي لا يُجيد التفرقة بين احترام التخصص والمؤسسية في بيان الحكم واتخاذ القرار، وبين الوصاية أو الكهنوت”، متسائلًا: “من قال إن مرجعية بيان الحكم الشرعي في سلوك الفرد هي الفرد نفسه ومدى ارتياحه؟! أليس هذا هو الهوى الذي حذّر منه رسول الله؟!”.

وانتقد البصيلي ما اعتبره «خلطًا متكررًا» من جانب الهلالي بين مفهومي «استفتِ قلبك» و«إعجاب كل ذي رأي برأيه»، مضيفًا أن التدين واجب على كل إنسان، لكنه يختلف عن علم الدين الذي يتطلب تخصصًا وإتقانًا، كما هو الحال في أي مجال معرفي آخر كالهندسة أو الطب أو الاقتصاد.

وبلهجة حادة، قال البصيلي: «على كلامك يا دكتور، لو أن عدد المسلمين 2 مليار وأوكلنا لكل منهم فهم الإسلام وتطبيقه بحسب خلفيته وقناعاته، دون الرجوع للمتخصصين، فسنجد أنفسنا أمام 2 مليار إسلام، وكلما دخلت أمة لعنت أختها”.

وشبّه البصيلي منهج الهلالي بمَن يتطفل على الطب أو السياسة لمجرد أن لديه رأيًا، معتبرًا أن هذا المسلك “يتعارض مع مقومات المعقول وقواعد المنقول”، ومضيفًا: “الفكرة تضيع بين عقول هاوية وأخرى واهية، وكلاهما ظلام في ظلام”.

وكشف البصيلي أنه همّ أكثر من مرة بكتابة سلسلة مقالات للرد على ما وصفه بـ«تفاهات» الهلالي، إلا أن ما منعه هو “أن الله كفاه ذلك، بأن أغلق قلوب العوام والعلماء عن تقبّل كلامه”، مضيفًا: “لن ينصلح الدين والوطن بكلامٍ وُلِدَ ميتًا”.

واختتم البصيلي منشوره قائلًا: “أتابعك منذ سنوات، وكل كلامك يدعو إلى النسبية والتمييع وصدم الأمة في عقائدها وتقاليدها، وليس فيه جملة واحدة تخدم الدين أو الوطن”، مؤكدًا أن «الخروج على المؤسسية في خدمة الدين ليس بطولة، بل تطرف أو تطفّل»، ومشيرًا إلى أن الأزهر «يُفترض به صون التراث لا تقويضه».

قد يهمك أيضاً :-