«الحياة مجانًا».. دول تسعى لاستقطاب سكان جدد بعروض مالية وتخفيف من الضرائب (المزيد من التفاصيل)

«الحياة مجانًا».. دول تسعى لاستقطاب سكان جدد بعروض مالية وتخفيف من الضرائب (المزيد من التفاصيل)

تواجه بعض الدول الكبرى تغييرات سكانية كبيرة، مما دفع حكوماتها إلى إطلاق مبادرات لجذب السكان، في محاولة لمواجهة الانكماش السكاني وشيخوخة المجتمعات، والحفاظ على استقرار سوق العمل والنمو الاقتصادي.

عبر هذا التقرير، نسلط الضوء على قائمة بعض الدول التي تقدم مزايا رائعة للراغبين في الهجرة إليها. وفقًا لمواقع متخصصة في السفر والهجرة، تتصدر ألمانيا الدول التي تواجه تحديًا سكانيًا خطيرًا يهدد مستقبل سوق العمل والصناعة. فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «برتلسمان» أن البلاد بحاجة إلى تدفق مستمر لحوالي 288 ألف عامل أجنبي سنويًا حتى عام 2040، لسد الفجوة في القوى العاملة.

وبحسب الدراسة، إذا لم يُعالج هذا العجز، فإن عدد السكان في ألمانيا قد يتراجع من 46.4 مليون حاليًا إلى 41.9 مليون بحلول عام 2060، وهو انخفاض يُقدّر بنسبة 10%، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد والصناعة.

وتُعتبر ولايات مثل تورينجن وسكسونيا من أكثر الولايات تأثرًا بهذا التراجع، مما دفع الحكومة الألمانية إلى دراسة التقرير بشكل عاجل، وبدء خطوات عملية لتحسين بيئة استقبال المهاجرين. تشمل هذه الخطوات تبسيط إجراءات التأشيرات، وتخفيف العقبات أمام دخول سوق العمل، وتقديم مزايا جذابة.

لا تقتصر جهود جذب سكان جدد على ألمانيا وحدها، بل انضمت دول آسيوية أخرى إلى المنافسة العالمية لتقديم عروض مغرية للمهاجرين والعائلات الباحثة عن بداية جديدة، خاصة في المناطق الريفية أو الأقل كثافة سكانية.

في إيطاليا، أطلقت عدد من القرى برامج تشجيعية تشمل منحًا مالية تصل إلى 2000 يورو، كما هو الحال في مدينة «كانديلا»، بهدف جذب السكان وتعويض النقص الحاد في أعداد المقيمين، خاصة في الجنوب الإيطالي، حيث تسعى الحكومة لإحياء هذه المدن المهجورة وتحفيز النمو السكاني.

أما في اليابان، فتشهد البلاد اكتظاظًا حضريًا يقابله فراغ سكاني في القرى، ما دفع الحكومة إلى تقديم حوافز تشمل إعانات إسكان ومنح مالية للذين ينتقلون إلى المناطق الريفية، بالإضافة إلى مساعدتهم في الحصول على فرص عمل، ضمن خطة وطنية لإعادة توزيع السكان.

وفي البرتغال، يتم تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات عقارية خاصة للمستثمرين والمتقاعدين، لتشجيعهم على الاستقرار في البلاد، استجابةً لمساعي الحكومة لتعزيز الاقتصاد المحلي عبر جذب السكان الجدد.

اليونان وإسبانيا: السكن المجاني والمبالغ النقدية

أعلنت الحكومة اليونانية عن برامج جديدة في بعض الجزر النائية، تتضمن سكنًا مجانيًا ومنحًا مالية للعائلات الشابة التي تختار العيش بها، في محاولة لإعادة الحياة لتلك المناطق التي تواجه خطر الهجرة العكسية.

وفي إسبانيا، تتبنى بعض القرى الريفية سياسات مماثلة، حيث تُمنح العائلات مبالغ تصل إلى 3000 يورو، كما هو الحال في بلدة «بونجا» في جبال كانتابريا، التي تقدم أيضًا منحًا إضافية لكل طفل يولد هناك، بشرط الإقامة لمدة خمس سنوات على الأقل.

سويسرا تقدم العرض الأكبر

من بين العروض الأكثر جاذبية ما تقدمه قرية ألبينين في سويسرا، حيث تعرض ما يصل إلى 50 ألف فرنك سويسري لكل أسرة تنتقل للإقامة فيها لمدة لا تقل عن عشر سنوات.

يشمل هذا العرض البالغين، والأسر، وحتى الأفراد الذين يخططون للاستثمار العقاري في القرية الجبلية.

رغم أن هذه العروض تبدو مغرية، إلا أن العديد منها مشروط بالإقامة لفترات طويلة، والاندماج في المجتمعات المحلية، والتكيف مع ظروف المعيشة في المناطق النائية أو الأقل تطورًا.

ويشير خبراء الهجرة إلى أن هذه المبادرات تهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة التراجع السكاني، وتنشيط الاقتصاد المحلي، والحفاظ على التراث الثقافي، لكنها تتطلب من الراغبين في الانتقال دراسة الجوانب الثقافية واللغوية وتكاليف المعيشة قبل اتخاذ القرار النهائي.

قد يهمك أيضاً :-