إسرائيل تُسقِط أرواح 600 طفل في غزة خلال شهر واحد

إسرائيل تُسقِط أرواح 600 طفل في غزة خلال شهر واحد

استمر الجيش الإسرائيلي، يوم أمس الاثنين، في تصعيد عدوانه على قطاع غزة من خلال تكثيف عمليات تدمير المنازل واستهداف خيام النازحين، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكدت وزارة الصحة في غزة وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يهدد حياة المرضى. كما وصفت «الأونروا» معاناة المدنيين بأنها «كارثية»، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وذكرت الأمم المتحدة أن 600 طفل فلسطيني لقوا مصرعهم منذ استئناف الحرب، بينما رفض الدفاع المدني الفلسطيني نتائج التحقيق الإسرائيلي بشأن مقتل المسعفين الفلسطينيين الشهر الماضي، مشيراً إلى وقوع «إعدامات ميدانية» بحقهم.
في اليوم الخامس والثلاثين من استئناف العدوان، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات عنيفة على مدينة رفح جنوباً، واستهدفت مناطق سكنية في أبو العجين شرق دير البلح. كما تعرضت بلدة جباليا ومدينة بيت لاهيا شمال القطاع لقصف مدفعي مكثف، مما أدى إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين. وقد قتل 39 فلسطينياً، وأصيب 62 آخرون جراء القصف الإسرائيلي على غزة خلال الساعات الماضية، مما رفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 51240 قتيلاً و116931 مصاباً، وفقاً لأحدث حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع. وأشارت الوزارة إلى أن «️حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 بلغت 1864 قتيلاً و4890 مصاباً».
وأعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، يوم أمس الاثنين، أنها استدرجت قوة هندسية إسرائيلية إلى كمين، مما أسفر عن قتل وإصابة عدد من عناصرها شرق حي التفاح شرق مدينة غزة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال أحمد منصور، أحد عناصر الوحدة الصاروخية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أنه كان قد شارك في الهجوم على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر.
في تطور مهم، كشف الإعلام الإسرائيلي أن الجيش أرسل مقاتلين جدد من لواءي «غولاني» و«غفعاتي» إلى داخل غزة، رغم أنهم لم يكملوا تدريباتهم العسكرية، حيث تم تجنيدهم قبل أربعة أشهر فقط. ويُعزى ذلك إلى نقص حاد في عدد القوات التي تتواجد في محاور القتال.
من جهة أخرى، أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة هم من الأطفال والنساء والرجال المدنيين الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية لا يمكن وصفها. وذكرت الوكالة في بيان لها عبر حسابها على منصة «إكس» يوم أمس الاثنين، أن لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي المفروض على الشعب الفلسطيني، مطالبةً بوقف فوري لإطلاق النار. وأشارت «الأونروا» إلى أنها تدير حالياً 115 مركز إيواء تنتشر في مختلف أنحاء القطاع، توفر ملاذاً لأكثر من 90 ألف نازح، في ظل تدهور مستمر للوضع الإنساني بسبب القصف المتواصل والحصار الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية. وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو 420 ألف شخص قد نزحوا مرة أخرى منذ أن استأنفت الحكومة الإسرائيلية حربها على قطاع غزة في 18 مارس الماضي. وأفادت «الأونروا» أنه منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة قُتل نحو 600 طفل وأصيب أكثر من 1600 آخرين، وفقاً لبيانات «اليونيسيف»، مُرجحةً أن تكون الأزمة الإنسانية في قطاع غزة قد بلغت أسوأ مراحلها منذ أكتوبر 2023. كذلك، حُرم نحو 660 ألف طفل في مختلف أنحاء قطاع غزة من التعليم بسبب الحرب. وجددت «الأونروا» دعوتها لوقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، والسماح بتدفق غير مقيد للمساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية.
في السياق الإنساني، اتهمت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية الجيش الإسرائيلي بمنع دخول أجهزة طبية مهمة إلى غزة، مما يُفاقم الكارثة الصحية وسط الحصار وانهيار النظام الطبي في القطاع. وأعلن مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة، منير البرش، عن نفاد أكثر من 37% من الأدوية الأساسية وأكثر من 59% من المستهلكات الطبية من القطاع، مُحذراً من فقدان عدد كبير من المرضى بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي غضون ذلك، رفض الدفاع المدني الفلسطيني يوم أمس الاثنين نتائج التحقيق الإسرائيلي في إطلاق النار الذي قُتل فيه 15 مسعفاً قرب رفح في جنوب قطاع غزة في مارس الماضي، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بـ«إعدامات ميدانية». وأشار تحقيق عسكري إسرائيلي نشرت نتائجه الأحد إلى وجود «إخفاقات مهنية» و«انتهاك للأوامر» خلال إطلاق النار. لكن محمد المغير، مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني في غزة، أكد أن «فيديو تم تصويره من قبل أحد المسعفين يثبت كذب الرواية الإسرائيلية، ويظهر أنه تمت عمليات إعدام ميداني». وأكد المغير أن «ما يقوله الجيش الإسرائيلي عارٍ عن الصحة… وهو التفاف على قرارات الشرعية الدولية وهروب من المساءلة والمحاسبة الدولية لهذه الجريمة الكبيرة». كما رفض الهلال الأحمر الفلسطيني نتائج التحقيق الإسرائيلي. وأوضحت المتحدثة باسمه، نبال فرسخ، في رام الله بالضفة الغربية المحتلة: «ما دامت الأكاذيب هي السائدة في التقرير، فهو باطل وغير مقبول، لأنه يتضمن تبريراً للقتل وتحميل المسؤولية بسبب خطأ شخصي في قيادة الميدان، والحقيقة هي غير ذلك». وتساءلت المتحدثة باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ: «إذا كان الحادث وقع عن طريق الخطأ كما يدعي التقرير، فلماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في اعتقال المسعف أسعد النصاصرة؟». (وكالات)

قد يهمك أيضاً :-