«الملاذ الآمن» يحقق المزيد من الأرباح.. الذهب يتجه نحو أعلى مستوى جديد

«الملاذ الآمن» يحقق المزيد من الأرباح.. الذهب يتجه نحو أعلى مستوى جديد

في ظل تزايد التوترات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، حقق الذهب ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا يوم الثلاثاء، ليظل في مقدمة الملاذات الآمنة.

قفز سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2% ليصل إلى مستوى غير مسبوق عند 3494.66 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 02:47 بتوقيت غرينتش، في ظل اضطراب الأسواق العالمية وتراجع الإقبال على الأصول الأمريكية.

وقد سجل الذهب في وقت سابق من الجلسة مستوى قياسيًا بلغ 3473.03 دولار.

كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.7% لتصل إلى 3482.40 دولار، مما يدل على استمرار الزخم في الطلب العالمي على المعدن النفيس.

تصعيد يفاقم القلق

هذا الارتفاع الملحوظ جاء نتيجة للهجوم الجديد الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، حيث جدد دعوته لخفض أسعار الفائدة “فورًا”، محذرًا من تباطؤ اقتصادي محتمل.

وانتقد ترامب موقف باول الحذر في تغيير السياسة النقدية قبل أن تتضح تأثيرات الرسوم الجمركية على التضخم.

وذكر تيم ووترر، كبير محللي السوق في «KCM Trade»، أن المستثمرين بدأوا في “تجنب الأصول الأمريكية” بسبب التصريحات المتوترة والدراماتيكية بين الرئيس الأمريكي ورئيس البنك المركزي، مما يعطي الذهب ميزة واضحة في بيئة تضعف فيها الثقة بالدولار الأمريكي.

اضطراب الأسواق

المخاوف المرتبطة بالنزاع التجاري والسياسة النقدية أدت إلى تراجع الأسواق الآسيوية، خاصة بعد موجة بيع واسعة للأصول الأمريكية والتي أثرت سلبًا على “وول ستريت” وأضعفت أداء الدولار.

وفي الوقت نفسه، جاء الموقف الصيني الهجومي، حيث اتهمت بكين واشنطن بـ “إساءة استخدام الرسوم الجمركية”، محذرة الدول الأخرى من الدخول في اتفاقيات اقتصادية ثنائية مع أمريكا على حساب مصالحها.

الذهب يتألق

منذ تجاوزه عتبة 3300 دولار الأسبوع الماضي، استمر الذهب في مساره التصاعدي، متجاوزًا 3400 دولار يوم الاثنين، ثم وصولًا إلى مستواه التاريخي اليوم.

يعكس هذا الأداء المتسارع تزايد التوترات الجيوسياسية والمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي في ظل تفاقم الانقسامات داخل المؤسسة الحاكمة في أمريكا، وخاصة فيما يتعلق بمستقبل السياسة النقدية واستقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي.

المعادن النفيسة الأخرى

على الجهة الأخرى، سجلت المعادن الأخرى أداءً متباينًا، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.4% إلى 32.57 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 964.78 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 939.50 دولار.

وتبقى أنظار الأسواق موجهة هذا الأسبوع نحو سلسلة من التصريحات المرتقبة لمسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في محاولة لاستقراء الاتجاه المقبل للسياسة النقدية، وسط جدل متصاعد حول استقلالية البنك المركزي ودوره في إدارة واحدة من أكثر الفترات الاقتصادية تقلبًا في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

قد يهمك أيضاً :-