تقلب الاستقرار في ظل تحديات اقتصادية مستمرة

تقلب الاستقرار في ظل تحديات اقتصادية مستمرة

يواصل سعر صرف الليرة السورية اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 الحفاظ على استقرار نسبي في السوق الرسمية، بالرغم من وجود تقلبات متكررة في السوق الموازية المعروفة بالسوق السوداء. يعد سعر الصرف مؤشراً مهماً يعكس الوضع الاقتصادي في سوريا في ظل التحديات السياسية والاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، كما يؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين ومستوى التضخم.

سعر صرف الدولار في السوق الرسمية

حدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار الأمريكي عند 12,000 ليرة للشراء، و12,120 ليرة للبيع، ليصل السعر الوسطي إلى 12,060 ليرة للدولار الواحد. ويعكس هذا السعر السياسة الرسمية للبنك المركزي في مساعيه لضبط السوق ومنع التذبذبات الكبيرة في قيمة العملة المحلية.

بالنسبة لسعر اليورو، فقد سجل في السوق الرسمية 13,629.60 ليرة للشراء، و13,765.89 ليرة للبيع، بينما بلغ سعر الليرة التركية 315.56 ليرة للشراء، و318.72 ليرة للبيع. هذه الأسعار توضح التغيرات الطفيفة التي حدثت في أسعار العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية خلال الأيام الأخيرة.

سعر الصرف في السوق الموازية

في السوق السوداء أو السوق الموازية، التي تشهد نشاطاً ملحوظاً نتيجة قلة المعاملات الرسمية، تراوح سعر الدولار بين 11,050 و11,150 ليرة للشراء والبيع في مدن دمشق وحلب وإدلب، بينما شهدت الحسكة ارتفاعاً طفيفاً حيث وصل سعر البيع إلى 11,175 ليرة.

أما سعر اليورو في السوق الموازية فقد سجل 12,541 ليرة للشراء، و12,659 ليرة للبيع، في حين بلغ سعر الليرة التركية 288 ليرة للشراء، و293 ليرة للبيع. تعكس هذه الفروقات بين السوقين الضغوط المستمرة على الليرة السورية نتيجة عوامل متعددة، منها العقوبات الاقتصادية ونقص السيولة.

العوامل المؤثرة على سعر الصرف في سوريا

تستمر الأزمة الاقتصادية في سوريا في التأثير على سعر صرف الليرة، حيث تواجه البلاد نقصًا في الموارد، وارتفاعًا في معدلات التضخم، بالإضافة إلى تحديات في إعادة الإعمار. تلعب العقوبات الدولية المفروضة على سوريا دورًا رئيسيًا في تقليص الأفق الاقتصادي، مما يحد من تدفق العملات الأجنبية.

يسعى البنك المركزي السوري من خلال تحديد أسعار صرف رسمية ثابتة إلى تقليل التذبذب والحفاظ على استقرار السوق الرسمية، إلا أنه يواجه تحديات في السيطرة على السوق السوداء التي تتأثر بعوامل العرض والطلب الحقيقية.

تشير التقارير إلى وجود تحركات دولية لإعادة تفعيل الدعم من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لسوريا، ما قد يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد السوري في المستقبل القريب ويساهم في تخفيف ضغوط سعر الصرف.

يؤثر سعر صرف الليرة بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات في السوق المحلية، حيث يؤدي انخفاض قيمة الليرة إلى زيادة تكاليف الاستيراد، مما يعزز ارتفاع الأسعار. هذا الأمر يزيد من معاناة المواطنين ويؤثر على قدرتهم الشرائية.

من ناحية أخرى، فإن استقرار سعر الصرف في السوق الرسمية يمكن أن يوفر بعض الاطمئنان للمستثمرين والتجار، مما يساعد على ضبط الأسعار نسبيًا، لكن ذلك لا يلغي وجود سوق موازية تؤثر على الاقتصاد بشكل غير رسمي.

مقارنة بين سعر الصرف الرسمي والموازي

العملة
السعر الرسمي (شراء)
السعر الرسمي (بيع)
السعر الموازي (شراء)
السعر الموازي (بيع)
الدولار الأمريكي 12000 ليرة 12120 ليرة 11050 ليرة 11150 ليرة
اليورو 13629.60 ليرة 13765.89 ليرة 12541 ليرة 12659 ليرة
الليرة التركية 315.56 ليرة 318.72 ليرة 288 ليرة 293 ليرة

يوضح الجدول الفروقات الواضحة بين السوقين، مما يعكس التحديات التي يواجهها الاقتصاد السوري في ضبط سعر العملة وتأثير ذلك على الأسواق.

توقعات مستقبلية لسعر الصرف في سوريا

يعتقد خبراء الاقتصاد أن سعر صرف الليرة السورية سيظل تحت ضغط مستمر حتى تتحسن الظروف السياسية والاقتصادية، خصوصًا مع استمرار العقوبات ونقص الدعم الخارجي. من المتوقع أن تلعب التحركات الدولية لدعم الاقتصاد السوري دورًا في تحقيق استقرار نسبي خلال الأشهر المقبلة.

كما أن أي تقدم في إعادة الإعمار وتعزيز إنتاجية القطاعات الحيوية قد يساعد في تحسين قيمة الليرة على المدى الطويل.

قد يهمك أيضاً :-