ما الذي دفع بوتين لتغيير موقفه بشأن الحوار المباشر مع أوكرانيا؟.. آراء الخبراء

ما الذي دفع بوتين لتغيير موقفه بشأن الحوار المباشر مع أوكرانيا؟.. آراء الخبراء

على الرغم من تكرار الدعوات الدولية لإجراء محادثات سلام مباشرة، كان الكرملين دائمًا يرفض بشكل قاطع، لكن في تحول لموقفه يوم الاثنين، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن انفتاحه على محادثات سلام ثنائية مع «نظام كييف».

وفي هذا السياق، أوضح ويل كينغستون كوكس، الباحث في الشؤون الروسية لدى الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا: «تُمثل التصريحات الأخيرة للكرملين المرة الأولى منذ الغزو الشامل لأوكرانيا عام 2022 التي يُظهر فيها بوتين استعدادًا للتفاوض مع أوكرانيا».

استمالة ترامب

وأشار جيف هاون، خبير الشؤون الروسية في كلية لندن للاقتصاد، إلى أن بوتين قد رفض دائمًا التفاوض مباشرةً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يصفه بوتين، بلا أساس، بأنه زعيم «نظام نازي جديد». وقد روجت موسكو لدعاية أكدت فيها أن أحد الأهداف الرئيسية للحرب هو الإطاحة بالحكومة الأوكرانية ودرء التهديدات «النازية».

وأضاف: «لكن تغيير موقف الرئيس الروسي يوم الاثنين لا يعني أن رأيه في زيلينسكي قد تغيّر، فبدعوته للتحدث مع «نظام كييف» بدلاً من الحكومة أو السلطات الأوكرانية، اختار بوتين دلالة «لتلميح فكرة أن حكومة زيلينسكي غير شرعية».

كما أضاف: «ربما يحاول بوتين استبدال الطائرات الكاميكازي المسيرة بغصن زيتون لإثبات أنه يسعى للحصول على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هددت إدارته مرارًا بالانسحاب من محادثات السلام إذا لم يُحقق تقدم قريبًا».

وقال ستيفن هول، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باث والمتخصص في الشؤون الروسية: «بوتين يرغب في تأكيد استعداده للتفاوض أمام ترامب».

ووفقًا لنائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الذي أكد يوم الأربعاء التهديد بانسحاب الولايات المتحدة، فقد قال للصحفيين في الهند: «لقد قدمنا اقتراحاً صريحًا للغاية للطرفين، وحان الوقت إما أن يقولا «نعم»، أو أن تنسحب الولايات المتحدة».

وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، قد يكون الوقت عاملًا حاسمًا. كان من المفترض أن يجتمع ممثلون عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في لندن يوم الأربعاء لإجراء مناقشات مع المسؤولين الأوكرانيين بشأن وقف إطلاق نار محتمل، لكن الخطط تغيرت فجأة بعد أن أسفرت غارة روسية في شرق أوكرانيا عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، ولم يجتمع سوى مسؤولون من مستويات أدنى، بمن فيهم المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، الذي يُقال إنه يحمل معه وثيقة من صفحة واحدة تتضمن «العرض النهائي» لترامب.

فيما قال هاون إن قرار بوتين هو «مجرد حيلة دعائية، ورسالة موجهة إلى شخص واحد».

إلى روسيا مع محبتي

على الأرض، لا تزال القوات الروسية تحقق تقدمًا ملحوظًا على خط المواجهة شرق أوكرانيا. وفقًا لهاون: «من الناحية العسكرية، فإن أوكرانيا ليست في وضع جيد حاليًا». وتسعى روسيا لتحقيق هذه الميزة العسكرية أكثر من خيار التراجع.

لقد أثبتت موسكو بالفعل عدم شعورها بالتزام تجاه تعهداتها. بعد رفضها عرضًا أمريكيًا أوكرانيًا لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط الشهر الماضي، أعلن بوتين عن هدنة مفاجئة بمناسبة عيد الفصح خلال عطلة نهاية الأسبوع.

لكن هذه الهدنة «انتهكت بسرعة»، كما يقول هول، حيث أعلنت أوكرانيا عن 59 حالة قصف روسي يوم الأحد.

ومع ذلك، يُشير الخبراء إلى أن روسيا قد تكون مستعدة فعلاً للتحدث مع أوكرانيا. يقول كينغستون كوكس: «إنهم يرغبون في السيطرة على الوضع قليلاً، وإسناد محادثات السلام إلى الولايات المتحدة فقط قد يُلقي بظلال سلبية على الأوساط المحافظة أو القومية».

قد يُحدث محتوى «العرض النهائي» لترامب تغييرًا جذريًا، ويُقال إن الشروط الواردة في الاقتراح الأمريكي تشمل اعترافًا رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، واعترافًا غير رسمي بأربع مناطق أخرى في شرق أوكرانيا كأراضٍ روسية، وهو ما استبعده زيلينسكي بشدة.

وقال الرئيس الأوكراني للصحفيين، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، مؤكدًا موقفه: «لا مجال للنقاش، هذا ينتهك دستورنا».

ووفقًا لموقع أكسيوس، فإن الخطة الأمريكية ستضمن أيضًا عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وسيتم تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

قد يهمك أيضاً :-