رأفت عدس يحتفل بعيد ميلاده بإنجاز أصغر عمل فني في العالم بقيمة 100 ألف دولار

رأفت عدس يحتفل بعيد ميلاده بإنجاز أصغر عمل فني في العالم بقيمة 100 ألف دولار

.

في عالم مليء بالألوان الزاهية والخطوط الجريئة، يبرز الفنان التشكيلي المصري رأفت عدس، الذي يحتفل اليوم بمرور 74 عامًا على مسيرته الفنية، متوشحًا بتاريخ طويل من الإبداع والحلم.

وُلد عدس عام 1951 في حي مصر القديمة، ذلك الحي الذي يحمل في زواياه قصصًا وألوانًا تعكس روح الزمن، ومنذ صغره بدأ برسم العالم كما يراه: أكثر اتساعًا، وأكثر دفئًا، ومليئًا بالأمل.

بين خطوطه.. حياة.

لوحات رأفت عدس ليست مجرد أعمال فنية، بل تجارب حية، فكل خط يرسمه ينبض بروحه، وكل لون يختاره يعكس لحنًا داخليًا لا يسمعه سواه، اتخذ من التجريد والزخرفة ورسم الموديل طرقًا فنية متعرجة، لكنها جميعًا تصب في نهر واحد: البحث عن الجوهر.

في مشاركاته الأولى في المعرض العام الرابع للفنون التشكيلية عام 1970، ثم في صالون الربيع ومسارح الجامعة الأمريكية، لم يكن مجرد فنان ناشئ، بل كان يحمل مشروعًا بصريًا جديدًا، يسعى لتحويل اللوحة إلى جسر يربط بين الواقع والأحلام.

كسر حدود اللوحة… إلى فضاء التكنولوجيا.

بينما كان زملاؤه من الفنانين يحلمون بالشهرة المحلية، كان عدس يتجاوز الحدود، يتجه نحو عالم يلتقي فيه الفن بالتكنولوجيا، حيث صمم أكثر من عشرين لعبة كمبيوتر عالمية، ليصبح من أوائل الفنانين المصريين الذين أدخلوا اللون والخيال إلى عوالم البرمجة.

وفي عام 2000، رسم أصغر عمل فني في العالم، بحجم حبة ذرة، كأنه يقول للعالم: “حتى أصغر الأشياء قادرة على حمل دهشة الكون”، وقدرت قيمة هذه اللوحة بـ100000 دولار في إحدى الدول.

المعلم الصامت… والرحالة الدائم.

لم يكن عدس فنانًا منعزلًا، بل أسس أول جمعية للفنون التشكيلية بكلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1970، مؤمنًا بأن الفن يجب أن يزرع في قلوب الجميع، لا أن يظل حكرًا على قاعات العرض، ثم تنقل بين دول العالم، ناشرًا ضوء ألوانه في معارض وشركات فنية عالمية.

لوحاته.. نشيد الألوان الحرة.

لوحات رأفت عدس ليست مجرد مشاهد تجريدية، بل هي قصائد مكتوبة بالألوان، حيث تنساب الأزرقات كأغنية بحرية، وتتراقص الأصفرات كحبات قمح في ريح الجنوب، وتحترق الحمّرات كما تحترق قلوب العشاق، فهو لا يؤمن بالحدود الفاصلة بين الأشياء؛ البحر يمتزج بالسماء، والإنسان بالزهرة، والحلم بالواقع.

شارك في العديد من المعارض، ومن أبرز مشاركاته: المعرض العام الرابع للفنون التشكيلية – وزارة الثقافة 1970م، صالون الربيع – وزارة الثقافة 1971م، سوق الفنون التشكيلية – وزارة الثقافة 1974م، ومعارض أخرى متفرقة.

أول أعماله المنشورة كانت في مجلة صباح الخير عام 1966م وجريدة صوت الجامعة 1970م، كما أجرى منير عامر ودرية شرف الدين أولى مقابلاته الإعلامية في برنامج «تحت العشرين» بإذاعة الشرق الأوسط 1971 – 1972.

قام محمد طه حسين والعجاتي وعمر النجدي بترشيحه لمنحة تفرغ وزارة الثقافة أثناء دراسته الجامعية، ولكن لم يحالفه الحظ، ولديه وثائق مكتوبة من كبار الفنانين بمصر تشهد على اجتهاده الفني، مثل حسين بيكار، يوسف فرنسيس، فهمي عبد الحميد، وغيرهم.

قد يهمك أيضاً :-