نجوم شباب يتألقون في شباك التذاكر والمهرجانات السينمائية

نجوم شباب يتألقون في شباك التذاكر والمهرجانات السينمائية

تحلم كل ممثل شاب بالحصول على بطولة مطلقة في دور العرض السينمائية، إذ تمثل هذه الفرصة وسيلة لإثبات نجوميته في ظل المنافسة الشرسة التي تعيشها السينما، لكن القليل فقط من يتمكن من تحقيق هذا الحلم، ويثبت نفسه كبطل مطلق، ويبني قاعدة جماهيرية متميزة بين نجوم الصف الأول الذين تزين صورهم بوسترات الأفلام، وتتصدر أعمالهم إيرادات شباك التذاكر، بالإضافة إلى المشاركة في مهرجانات فنية محلية وعالمية، وغالبًا ما يكون أبطال هذه الأعمال فنانين يخوضون تجاربهم الأولى في السينما.

شهدت السينما المصرية في العامين الأخيرين تجارب لافتة تصدى لبطولتها ممثلون شباب، حيث حققوا نجاحًا جماهيريًا وفنيًا، ووصلت أفلامهم إلى مراكز متقدمة في شباك التذاكر، وفي قائمة أعلى الأفلام إيرادات في تاريخ السينما المصرية، في ظاهرة ملفتة، اعتمدت تلك الأفلام على البطولة الجماعية لعدد من الوجوه الشابة، الذين ربما كانت هذه هي تجربتهم الأولى، أو تحملوا مسؤولية العمل في المنافسة بشباك التذاكر، ولم يكتف الفنانون الشباب بتقديم بطولة الأفلام، بل وضعوا أنفسهم ضمن النجوم الكبار، حيث حققت أفلامهم إيرادات مرتفعة، مثل فيلم «سيكو سيكو»، الذي يُعرض حاليًا في السينمات، وحقق ما يقرب من ١٤٣ مليون جنيه بعد ٢٤ ليلة عرض، وهو من بطولة عصام عمر، وطه دسوقي، وعلى صبحى، وباسم سمرة، وخالد الصاوى، وتارا عماد، وديانا هشام، وأحمد عبدالحميد، ومحمود صادق حدوتة، والفيلم تأليف محمد الدباح، وإخراج عمر المهندس.

كما حقق فيلم «الحريفة» بجزئيه الأول والثانى إيرادات مرتفعة، إذ جنى الجزء الأول ما يقرب من ٧٤ مليون جنيه على مدى ١٧ أسبوعًا من العرض في بدايات عام ٢٠٢٤، بينما حقق الجزء الثانى، الذي عرض بنهاية العام نفسه، ما يقرب من ١٢٧ مليون جنيه خلال ١١ أسبوعًا في دور العرض السينمائية، والعمل من بطولة نور النبوى، أحمد غزى، كزبرة، نور إيهاب، دونا إمام، نورين أبوسعدة، خالد الذهبى، سليم الترك، ومن إخراج كريم سعد، وتأليف إياد صالح، في ظاهرة جديدة على السينما المصرية تتمثل في عرض جزأين من فيلم واحد في عام واحد، حيث دخل الجزء الثانى من فيلم «الحريفة» قائمة أعلى الأفلام إيرادات، ليحتل المرتبة الثالثة بعد فيلمى «ولاد رزق ٣» (٢٦٠ مليون جنيه) و«بيت الروبى» (١٣٠ مليون جنيه)، بينما جاء في المرتبة الرابعة فيلم «سيكو سيكو» محققًا ما يزيد عن ١٢٣ مليون جنيه حتى الآن.

استطاع فيلم «نجوم الساحل»، الذي يعتمد على بطولة شبابية، لكل من مايان السيد، على صبحى، أحمد عبدالحميد، على السبح، أحمد داش، تميم حافظ، مالك عماد، أن يتواجد في شباك التذاكر السينمائي بموسم عيد الفطر الماضي، محققًا ١٢ مليون جنيه في ٢٤ ليلة عرض حتى الآن، كما برزت أفلام شبابية شاركت في مهرجانات محلية وعالمية، مثل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي يعد الفيلم الثانى لعصام عمر خلال أشهر قليلة، والذي يسير بقوة نحو بطولة شباك التذاكر، إذ شارك الفيلم في الدورة الماضية من مهرجان فينيسيا السينمائي، وكان أول بطولة لعصام عمر، بمشاركة ركين سعد، وسماء إبراهيم، وأحمد بهاء، أحد مؤسسي فرقة شارموفرز الغنائية، في تجربته التمثيلية الأولى، بالإضافة لعدد من الوجوه الشابة وضيوف الشرف، إخراج خالد منصور، وتأليف محمد الحسينى.

كما شارك فيلم «مين يصدق» في مهرجان القاهرة السينمائي الدورة الماضية الـ٤٥، بطولة يوسف عمر، وجايدا منصور، وعدد من النجوم الكبار ضيوف الشرف، منهم أشرف عبدالباقى، أحمد رزق، شريف منير، ومن تأليف وإخراج زينة أشرف عبدالباقى، وهو في غالبية عناصره تجربة شبابية، وإن دعمها الكبار، حيث كانت البطولة والتأليف والإخراج لعناصر فنية تخوض التجربة لأول مرة، وفي مهرجان «كان» بدورته الماضية، شارك فيلم «رفعت عينى للسما»، إخراج ندى رياض، وأيمن الأمير، في تجربة ملفتة لبطولة فتيات فرقة «بانورما برشا» من المنيا، واللائى قدمن من خلال الفيلم تجاربهن لتأسيس فرقة مسرحية، وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى، لتسليط الضوء على القضايا التي تؤرقهن، مثل الزواج المبكر والعنف الأسرى وتعليم الفتيات، وضم الفيلم الفتيات ماجدة مسعود وهايدى سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون، وجاءت تلك الأفلام لتحيي ظاهرة الأفلام الشبابية، التي تبرز في كل الأجيال لتقديم النجوم الشباب لبطولة الأفلام، وهي ظاهرة لافتة في كل عصور السينما منذ نشأتها في مصر، وأعادت نجاحات فترة التسعينيات التي كانت مليئة بمثل هذه النوعية، مثل فيلم «صعيدى في الجامعة الأمريكية»، الذي قدم بطولته مجموعة من الفنانين الشباب، الذين أصبحوا نجوم المهنة في الوقت الحالي، مثل محمد هنيدى، منى زكى، أحمد السقا، وحصد الفيلم أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية وقتها.

علقت الناقدة ماجدة موريس على نجاح الأفلام الشبابية وتحقيقها إيرادات مرتفعة، بأنه لا مشكلة أو تخوف إذا كان بطل العمل ممثلا شابا، ويقدم أولى بطولاته المطلقة، المهم أن تكون لديه الموهبة الكافية التي تجعله بطل فيلم سينمائي، وأضافت، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: أنه إذا لم يحترم الممثل الشاب مكانته كبطل للعمل، ويكون على قدر المسؤولية، فلن يحترمه المشاهدون، بينما قال الناقد طارق الشناوى، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: إن السينما الشبابية قادرة على المنافسة، مثل فيلم «سيكو سيكو»، بطولة عصام عمر وطه دسوقى، فهو لمحة شبابية بعد النجاح الكبير الذي حققه كل منهما في موسم دراما رمضان ٢٠٢٥، وبالتالي فإنهما حققا رواجًا سينمائيًا في شباك التذاكر، وكان فيلمهما «الحصان الأسود» في الموسم السينمائي الجارى.

وأضاف «الشناوى»: التحدى الذي يواجه الفنانين الشباب يكمن في كيفية تقديمهم في سياق فني مميز، كما أن هذه الأفلام يمكن أن تتحول إلى حقل تجارب لدفع نجوم جدد نحو الساحة، مما يسهم في تطوير السينما المصرية ويعزز حركة الإنتاج، وقال عمر المهندس، مخرج فيلم «سيكو سيكو»، حول تجربة فيلمه: تحمست لإخراج الفيلم لأنه تجربة شبابية، وأغلب صناع الفيلم فنانون صاعدون، ومن الطبيعي في كل الأوقات أن يتم إعطاء الفنانين الشباب فرصتهم لتقديم بطولات وأعمال تعبر عنهم، وتخوفت من إخراج الفيلم لأنه أول تجربة سينمائية لي، كما أن المخرج يتحمل مسؤولية الفيلم، من جانبهما، قال الفنانان الشابان يوسف عمر وجايدا منصور، بطلا فيلم «مين يصدق»، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: تخوفنا في البداية من فكرة تقديم البطولة المطلقة، لافتين إلى أن الفيلم تجربة شبابية أغلب صناعها شباب مبتدئون، وفي نفس الوقت تحمسنا للفيلم لنقدم أفضل ما لدينا، ونثبت أننا نستحقها، ونادرًا ما تسنح الفرصة لفنانين شباب لتقديم بطولة عمل سينمائي.

علقت الفنانة هالة صدقى على مشاركتها في أعمال من بطولة شبابية، آخرها في رمضان الماضي بمسلسل قهوة المحطة، بطولة الفنان الشاب أحمد غزى، وقالت، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: لا أمانع في المشاركة بعمل يكون بطله فنانا شابا، إذ يوجد العديد من الممثلين في هذا العمر لديهم الموهبة الكبيرة التي تسمح لهم بذلك، ولكن جيلهم ظهر في وقت خاطئ، حيث إننا في عصر أغلب أفلامه تنتمي لنوعية «المقاولات»، التي تهدف للربح، دون النظر لجودة العمل، وأنصح الشباب بأن يبحثوا عن نصوص لسيناريوهات جيدة لتقديمها.

قد يهمك أيضاً :-