روسيا تؤكد عدم وجود مفاوضات دون اعتراف دولي بضم القرم وأربع مناطق إضافية

روسيا تؤكد عدم وجود مفاوضات دون اعتراف دولي بضم القرم وأربع مناطق إضافية

.

كييف ـ (أ ف ب).

في خطوة جديدة، وضعت موسكو شرط الاعتراف الدولي بضمّها شبه جزيرة القرم وأربع مناطق أوكرانية أخرى كشرط أساسي لإجراء أي مفاوضات مع كييف، جاء ذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن فولوديمير زيلينسكي قد يكون مستعدًا للتخلي عن شبه الجزيرة، رغم نفي الرئيس الأوكراني لذلك.

وعلى الرغم من عدم الإعلان رسمياً عن محادثات مباشرة بين موسكو وكييف حتى الآن، فإن هذا الاحتمال أصبح موضع شكوك متزايدة، بعد ثلاث سنوات من الصراع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.

وفي تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة «أو غلوبو» البرازيلية، أكد أن «الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم وسيفستابول وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا هو أمر أساسي» قبل الشروع في أي مفاوضات.

قضية القرم الشائكة

تجدر الإشارة إلى أن روسيا ضمّت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس/آذار 2014، وهو الأمر الذي لا يعترف به المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي سبتمبر/أيلول 2022، وبعد عدة أشهر من بدء الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا، أعلنت موسكو ضمّ أربع مناطق أوكرانية لا تزال تحتلها جزئيًا، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.

تؤكد روسيا بشكل شبه يومي استعدادها لإجراء محادثات، بينما تضع شروطًا محددة لذلك.

وفي هذا السياق، أكد الكرملين، الاثنين، استعداده لـ«بدء عملية تفاوض مع أوكرانيا، من دون شروط مسبقة لتحقيق نتيجة سلمية».

ورغم أن كييف استبعدت حتى الآن الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، فقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إلى أن موقف نظيره الأوكراني قد يتغير.

ردًا على سؤال الصحفيين حول احتمال أن «يتخلى» الرئيس الأوكراني عن هذه المنطقة، قال ترامب: «أعتقد ذلك، فقد حصل ضم شبه جزيرة القرم قبل 12 عامًا».

ولم تكشف واشنطن تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد خط الجبهة وتنازل كييف عن القرم لروسيا في مقابل إنهاء القتال، وهو ما لا ترغب كييف في سماعه، حيث تحتل روسيا نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

«توقف عن إطلاق النار»

في الأيام الأخيرة، أعرب ترامب عن شكوكه بشأن رغبة نظيره الروسي في إنهاء الحرب، بينما التقى زيلينسكي على هامش مراسم جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان السبت.

كما حضّ نظيره الروسي على «وقف إطلاق النار» وإبرام اتفاق، قائلاً: «أريده أن يتوقف عن إطلاق النار، اجلسوا ووقّعوا الاتفاق»، وأضاف: «أعتقد أن لدينا الأسس لاتفاق، وأريده أن يوقّعه».

من جانبه، قال وزير خارجيته ماركو روبيو، الأحد، لمحطة إن بي سي: «نحن قريبون (من اتفاق)، لكننا لسنا قريبين بما يكفي»، مضيفًا: «أعتقد أن هذا الأسبوع سيكون مفصليًا».

«إنجاز»

بالتوازي مع الاضطرابات الدبلوماسية، تظل أوكرانيا في وضع صعب على خطوط الجبهة بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء النزاع الذي دمّر العديد من مناطقها.

أكدت روسيا، الأحد، أنها استعادت بشكل كامل منطقة كورسك الحدودية التي دخلتها القوات الأوكرانية في أغسطس/آب 2024، وكانت لا تزال تسيطر على جيوب قليلة فيها، إلا أن كييف وصفت هذا الإعلان بأنه «كاذب» و«دعاية»، وأكد زيلينسكي أن العمليات العسكرية «مستمرة» في المنطقة.

في الوقت نفسه، اعترفت كوريا الشمالية، الاثنين، للمرة الأولى بأنها أرسلت قوات لمساعدة روسيا في استعادة المناطق التي سيطر عليها الأوكرانيون في كورسك.

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم جونغ أون قوله: إن «أولئك الذين قاتلوا من أجل العدالة هم جميعاً أبطال وممثلون لشرف الوطن»، وأضاف أنه ستتم قريبًا إقامة نصب تذكاري في العاصمة بيونغ يانغ يخلّد «مآثر المعركة».

وفي هذا السياق، شكر فلاديمير بوتين نظيره الكوري الشمالي على «الإنجاز» الذي حققه جنوده «انطلاقاً من شعور بالتضامن والعدالة والرفقة الحقيقية».

هدنة ثلاثة أيام

أعلن بوتين عن هدنة لمدة ثلاثة أيام بين 8 و10 أيار/مايو، «تزامناً مع عطلات احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين للنصر».

ذكر الكرملين أنه وفق قرار رئاسي، يعلن الجانب الروسي وقف إطلاق النار وتوقف كافة العمليات العسكرية في أيام الذكرى الثمانين للنصر من منتصف ليل 7-8 مايو حتى منتصف ليل 10-11 مايو.

قد يهمك أيضاً :-