انقطاع كهربائي كبير في إسبانيا والبرتغال يستمر لساعات.. تعرف على تفاصيل الفوضى التي حدثت!

تم تحديثه الإثنين 2025/4/28 05:47 م بتوقيت أبوظبي.

شهدت إسبانيا والبرتغال انقطاعًا كبيرًا في الكهرباء اليوم الإثنين، مما أدى إلى شلل في وسائل النقل العام، وتسبب في حدوث اختناقات مرورية ضخمة وتأخيرات في رحلات الطيران، بينما تعمل شركات المرافق بجد لاستعادة الشبكة.

ممكن يعجبك: الأمم المتحدة: انتشار جرائم الاحتيال الإلكتروني العالمية بقيمة مليارات الدولارات

حتى الآن، لم تتمكن السلطات من تحديد سبب الانقطاع بعد مرور ساعة على حدوثه، مع وجود احتمال لوقوع هجوم إلكتروني، ولا تزال التحقيقات جارية، وفقًا للمسؤولين.

بدأ الانقطاع حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بتوقيت وسط أوروبا (14:30 بتوقيت أبوظبي).

تم تشكيل لجنة أزمات في إسبانيا لإدارة الوضع، وفقًا لمصادر مطلعة، حسبما أفادت “رويترز”.

أسباب الانقطاعات الواسعة للكهرباء

صرحت شركة إي-ريديس، المورد الوطني للطاقة في البرتغال، في بيان لها بأن الانقطاع ناتج عن عطل في شبكة الكهرباء الأوروبية، وأشارت إلى أن تأثير الانقطاع لم يقتصر على البرتغال فقط، بل شمل أيضًا مناطق في إسبانيا وفرنسا نتيجة أعطال في خطوط الجهد العالي.

وأكدت شركة إي-ريديس أن الانقطاع كان واسع النطاق في إسبانيا، حيث تأثرت كتالونيا، والأندلس، وأراغون، ونافارا، وبلاد الباسك، وقشتالة وليون، وإكستريمادورا، ومورسيا.

وفي فرنسا، أفادت الشركة بأن ساحل الباسك ومنطقة بورغوندي شهدتا أيضًا انقطاعات في التيار الكهربائي.

امتدت آثار الانقطاع إلى مدن عديدة في المنطقة، مما أثر على ملايين الأشخاص في شبه الجزيرة الأيبيرية.

كتبت شركة رينفي، شركة السكك الحديدية الوطنية في إسبانيا، على موقع “إكس” أنه في الساعة 12:30 ظهرًا، تم قطع الشبكة الكهربائية الوطنية بالكامل، مما أدى إلى توقف القطارات في جميع المحطات.

في جنوب شرق إسبانيا، أعلنت شركة قطارات فالنسيا المحلية عن انقطاع حركة المرور في جميع أنحاء شبكتها، مشيرةً إلى عدم وضوح مدى الانقطاع ومدته.

بعد نحو ساعة من الانقطاع، أفادت شركة الكهرباء الوطنية الإسبانية “ريد إليكتريكا” عبر موقع “إكس” أنها استعادت بعض الكهرباء في شمال وجنوب شبه الجزيرة.

في مورسيا، وهي مدينة تقع في جنوب شرق إسبانيا، كانت إشارات المرور وإشارات عبور المشاة مظلمة، مما جعل بعض السيارات تقود بحذر في الشوارع.

خسائر نوعية

توقفت بعض المطاعم عن تقديم الطعام، وأغلقت الكنائس أبوابها، بينما تجمع الناس في الشوارع ينظرون إلى هواتفهم محاولين معرفة ما حدث.

تم تعليق اللعب في بطولة مدريد المفتوحة للتنس، مما أجبر المصنف الخامس عشر غريغور ديميتروف وخصمه البريطاني جاكوب فيرنلي على مغادرة الملعب بعد أن أظلمت لوحات النتائج وفقدت الكاميرات العلوية قوتها.

ازدحمت حركة المرور في مدريد بعد انقطاع الكهرباء، حيث قال لويس إيبانيز خيمينيز لشبكة CNN: “كنت أقود السيارة وفجأة اختفت إشارات المرور… كان الوضع أشبه بغابة. رأيت حافلة ضخمة قادمة، واضطررتُ إلى زيادة سرعتي لأتجاوزها”.

قالت إيلي كيني، وهي سائحة في مطار هومبرتو ديلجادو بلشبونة، إن مئات الأشخاص كانوا يقفون في طوابير طويلة في الظلام، دون تكييف هواء أو مياه جارية، مضيفةً أن المتاجر لا تقبل سوى النقد.

ذكرت محطات الإذاعة الإسبانية أنه يجري إخلاء جزء من مترو مدريد، وأفادت إذاعة “كادر سير” بأن مركز مدينة مدريد شهد ازدحامًا مروريًا بسبب توقف إشارات المرور عن العمل.

قال شاهد من “رويترز” إن مئات الأشخاص وقفوا خارج مباني المكاتب في شوارع مدريد، وكان هناك تواجد مكثف للشرطة حول المباني الرئيسية، حيث كانت تعمل على توجيه حركة المرور.

تم إخلاء أحد الأبراج الأربعة في مدريد التي تضم السفارة البريطانية، كما أفادت إذاعة محلية بوجود أشخاص محاصرين في عربات المترو المتوقفة والمصاعد.

أشارت الشرطة البرتغالية إلى أن إشارات المرور تأثرت في جميع أنحاء البلاد، وتم إغلاق المترو في لشبونة وبورتو، ولم تعد القطارات تعمل.

ذكرت شركة متروبوليتانو دي لشبونة أن المترو توقف تمامًا مع وجود أشخاص لا يزالون داخل القطارات، وفقًا لصحيفة “بوبليكو”.

قال مصدر في شركة طيران تاب البرتغالية إن مطار لشبونة يعمل بمولدات احتياطية، بينما أعلنت شركة إينا التي تدير 46 مطارًا في إسبانيا عن تأخير في الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد.

أوضحت شركة إيزي جيت للطيران للركاب أن “المطارات الإسبانية تشهد انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي تؤثر على العديد من الأنظمة الأساسية والبنية التحتية للمطار”، مشيرةً إلى توقع حدوث تأخيرات واصفة الاضطراب بأنه “استثنائي وخارج عن سيطرتنا”.

رغم انقطاع الكهرباء، أشرقت شمس الظهيرة ببراعة في مورسيا، واستمرت دروس الفلامنكو الداخلية، حيث كان الناس يتدربون على ضوء الشمس المتدفق من النوافذ.

في فرنسا، أعلنت شركة RTE، المشغلة لشبكة الكهرباء، عن انقطاع قصير للتيار الكهربائي، لكن الكهرباء استُعيدت، وتُجري الشركة تحقيقًا لمعرفة السبب.

من جهتها، أفادت شركة ريد إلكتريكا، مُشغّلة شبكة الكهرباء في إسبانيا، بأنها تعمل بالفعل مع الشركات لاستعادة التيار الكهربائي، بينما أكدت شركة توزيع الكهرباء في البرتغال، إي-ريديس، أن الانقطاع ناتج عن مشكلة في شبكة الكهرباء الأوروبية، وأنها تسعى جاهدةً لمعالجة المشكلة، وفقًا لصحيفة “نوتيسياس” المحلية.

أضافت “نوتيسياس” أن العديد من المستشفيات في البرتغال أفادت أيضًا بانقطاع الكهرباء، بما في ذلك مستشفى كاري كابرال، حيث أشار الأطباء والممرضون إلى أنهم غير قادرين على الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وأن اللقاحات المخزنة في الثلاجات قد تفسد قريبًا.

كما فعّل المعهد الوطني البرتغالي للطوارئ الطبية (INEM) خطط الطوارئ، مطالبًا الناس بعدم استخدام الرقم 112 (وهو نسخة من الرقم 911) إلا في حالات الطوارئ القصوى لتجنب ازدحام الطوابير، كما حثّت الشرطة البرتغالية في بيان لها السائقين على “تقليل سرعتهم والانتباه بشكل أكبر”، مشيرةً إلى أنه إذا أمكن تجنب القيادة، فعليهم فعل ذلك، مؤكدةً على ضرورة أولوية القيادة الآمنة: هدوؤكم ينقذ الأرواح.

تحركات حكومية

عقدت الحكومتان الإسبانية والبرتغالية اجتماعات طارئة لمجلس الوزراء بعد الانقطاع، الذي أثر أيضًا لفترة وجيزة على جزء من فرنسا، التي تقع على الحدود مع شمال شرق إسبانيا.

أكدت شركة رين البرتغالية للمرافق انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية، والذي أثر أيضًا على جزء من فرنسا، في حين قالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الإسبانية “ريد إلكتريكا” إنها تعمل مع شركات الطاقة الإقليمية لاستعادة الطاقة.

قال متحدث باسم شبكة REN “يجري تفعيل جميع الخطط لاستعادة إمدادات الطاقة على مراحل، بالتنسيق مع منتجي ومشغلي الطاقة الأوروبيين”، حيث تواصل شبكة REN الاتصال بالجهات الرسمية، وتحديدًا الهيئة الوطنية للحماية المدنية، بينما يجري تقييم الأسباب المحتملة لهذا الحادث.