كيف كانت أول 100 يوم من حكم ترامب بداية انهيار حقوق الإنسان وفقًا لمنظمة العفو الدولية

كيف كانت أول 100 يوم من حكم ترامب بداية انهيار حقوق الإنسان وفقًا لمنظمة العفو الدولية

حذرت منظمة العفو الدولية اليوم من أن الأيام المائة الأولى من رئاسة دونالد ترامب قد أدت إلى تراجع عالمي في حقوق الإنسان، ودفع العالم نحو حقبة استبدادية تتميز بالإفلات من العقاب وقوة الشركات غير المقيدة.

وفي تقريرها السنوي عن حالة حقوق الإنسان في 150 دولة، أشارت المنظمة إلى أن العواقب المباشرة لولاية ترامب الثانية تمثلت في تقويض عقود من التقدم، وتشجيع الزعماء الاستبداديين.

ووصف التقرير ما أسماه «السقوط الحر» في حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التقاعس المتزايد بشأن أزمة المناخ، والقمع العنيف للمعارضة، وردود الفعل العنيفة المتزايدة ضد حقوق المهاجرين واللاجئين والنساء والفتيات وأفراد مجتمع الميم، يمكن إرجاعها إلى ما يسمى بتأثير ترامب.

وحذرت منظمة العفو الدولية من أن الوضع قد يتدهور أكثر هذا العام مع استمرار ترامب في تفكيك النظام العالمي القائم على القواعد الذي ساعدت واشنطن في بنائه بعد دمار الحرب العالمية الثانية.

ووصف ساشا ديشموك، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، الاستهداف السريع والمتعمد من جانب الرئيس الأمريكي للمؤسسات الدولية المصممة لجعل العالم أكثر أمانًا وعدالة بأنه «مرعب».

«تتطلعون إلى نهاية هذا العقد وتتساءلون عما إذا كانت الأطر والأسس الأساسية، ليس فقط لحقوق الإنسان، بل وللقانون الدولي، ستظل قائمة، ربما لم تتمكنوا من قول ذلك منذ عام ١٩٣٥» قال.

ويوثق تقرير منظمة العفو الدولية أيضًا كيف أصبحت الاعتقالات التعسفية الجماعية والاختفاء القسري والقوة المميتة أدوات قمع واسعة الانتشار بشكل متزايد.

وفي بنغلاديش، أدت أوامر «إطلاق النار فورًا» خلال الاحتجاجات الطلابية إلى مقتل مئات الأشخاص، وبالمثل، أشعلت الانتخابات المتنازع عليها في موزمبيق حملة قمع مميتة، كما فرضت تركيا حظرًا صارمًا على المظاهرات.

كما أشار التقرير إلى أن التقاعس العالمي عن العمل يُثير القلق، لا سيما فيما يتعلق بالحرب الأهلية المدمرة في السودان، فقد اتُهمت قوات الدعم السريع، إحدى الأطراف المتحاربة هناك، بارتكاب عنف جنسي جماعي متكرر ضد النساء والفتيات، إلا أن التحرك الدولي لا يزال صامتًا.

وقالت منظمة العفو الدولية إن تخفيضات المساعدات الخارجية التي فرضها ترامب أدت إلى تفاقم الأوضاع في جميع أنحاء العالم، حيث أدت إلى إغلاق برامج حيوية في دول مثل اليمن وسوريا، مما ترك الأطفال والناجين من الصراعات دون الحصول على الغذاء أو المأوى أو الرعاية الصحية.

أعربت منظمة العفو الدولية أيضًا عن مخاوفها بشأن عدم احترام القانون الإنساني الدولي، مشيرةً إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وفي أوروبا، أفادت منظمة العفو الدولية بأن روسيا قتلت عددًا أكبر من المدنيين الأوكرانيين في عام ٢٠٢٤ مقارنةً بالعام السابق، وواصلت استهداف البنية التحتية غير العسكرية، ويقترح ترامب أن تتنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا كجزء من مقترحات السلام التي رفضها المنتقدون باعتبارها استرضاءً.

قالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: «لم يُظهر ترامب سوى ازدراءٍ مُطلقٍ لحقوق الإنسان العالمية، مُشجعًا الحركات المُناهضة للحقوق حول العالم، ومُتيحًا للشركات الحليفة أن تُطلق العنان لغضبها».

وبالنظر إلى المستقبل، حذّر التقرير من أن الحكومات تُخاطر بخذلان الأجيال القادمة فيما يتعلق بالمناخ، والتفاوت الاقتصادي، ونفوذ الشركات.

وأشار التقرير إلى انهيار مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)، تحت تأثير شركات الوقود الأحفوري، بينما «ترهبت» الدول الغنية الدول منخفضة الدخل لقبول تمويلٍ غير كافٍ للمناخ.

حذّرت منظمة العفو الدولية من أن انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ الحاسمة يهدد «بجرّ آخرين معه».

وفي أماكن أخرى، وفي ظلّ استخدام المهاجرين ككبش فداء، «اكتسب المليارديرات ثرواتٍ في ظلّ تعثر جهود الحدّ من الفقر العالمي»، كما ذكرت.

واجهت النساء والفتيات وأفراد مجتمع الميم اعتداءات متزايدة في عدد من الدول، منها أفغانستان وإيران، بينما استُهدفت حقوقهم في أوغندا وجورجيا وبلغاريا.

وقالت منظمة العفو الدولية: «أججت إدارة ترامب الوضع، بتقليص دعم المساواة بين الجنسين، وتفكيك الحماية للأشخاص المتحولين جنسيًا والنساء عالميًا».

لقد دمر الصراع في الشرق الأوسط حياةً لا تُحصى، وظلت المشاهد المروعة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من غزة وإسرائيل تُطارد الملايين حول العالم.

قد يهمك أيضاً :-